اتفاق ثم تراجع.. ترحيل مهاجرين أفارقة يضع نتنياهو في ورطة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق مع الأمم المتحدة بشأن ترحيل آلاف اللاجئين الأفارقة من تل أبيب إلى دول غربية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليق الاتفاق ثم إلغاؤه، وذلك بعدما واجه الكثير من الانتقادات في الداخل.

بداية الاتفاق

في الثاني من أبريل الجاري أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن توقيع اتفاق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يقضي بترحيل مهاجرين أفارقة يقيمون حاليا في إسرائيل، مقابل منح عدد مساو من المهاجرين إقامة مؤقتة في إسرائيل.

وقال نتنياهو: إن التفاهمات تسمح بترحيل 16 ألفا و250 مهاجراً إلى دول غربية متقدمة مثل كندا وألمانيا وإيطاليا، موضحا أن التفاهمات الجديدة تعني الاستغناء عن الخطة القديمة بالترحيل القسري والتي تعرضت للانتقاد.

وتقول مفوضية اللاجئين: إن الاتفاق جاء بعد مناقشات مستفيضة، وسيكون لمصلحة كل من إسرائيل وطالبي اللجوء، وإنها تحض الحكومة الإسرائيلية على دراسة الأمر جيدا.

وأثار قرار نتنياهو احتجاجات لدى بعض المهاجرين الذين شكل بعضهم سلاسل بشرية في تجمعات للاحتجاج على القرار.

قرار التعليق

وبعد ساعات من إعلان الاتفاق الذي عارضه اليمينيون، ولاقى انتقادات شديدة للأمم المتحدة، قرر نتنياهو تعليقه لحين إجراء مراجعة أخرى. وقال: “اطلعت عن كثب على الانتقادات التي طالت الاتفاق وقررت تعليق تنفيذه وإعادة التفكير في مضمونه”.

وأضاف “على الرغم من الصعوبات القانونية والدولية المتزايدة، سنواصل العمل بتصميم على استنفاذ كل الإمكانيات المتاحة لنا واستخدامها لترحيل المتسللين. وفي نفس الوقت سنواصل البحث عن حلول إضافية”.

يشار إلى أن الداخلية الإسرائيلية كانت ذكرت أن هناك نحو 42 ألف مهاجر أفريقي، معظمهم من السودان وإريتريا، حاليا في إسرائيل.

وأمرت الحكومة الآلاف منهم بالمغادرة أو مواجهة احتمال سجنهم لأجل غير مسمى، قبل أن تتراجع عن الأمر.

الأمم المتحدة

حضت الأمم المتحدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على إعادة النظر في قرار إلغاء تفاهمات ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة في أعقاب انتقادات حادة في الداخل.

وكتب وليام سبيندلر، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين، “إن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تأخذ علما بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلغاء الاتفاق بين مفوضية اللاجئين وإسرائيل والمتعلق بإيجاد حلول للأريتيريين والسودانيين المقيمين في إسرائيل”.

وتابع: “نواصل تأكيد الحاجة لاتفاق مفيد لجميع الأطراف يمكن أن تستفيد منه إسرائيل والمجتمع الدولي وطالبو اللجوء ونأمل أن تقوم إسرائيل بإعادة النظر في قرارها قريبا”.

ادعاءات نتنياهو

وتعليقا على ادعاء نتنياهو بأن رواندا تراجعت عن الاتفاق بشأن المهاجرين، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الرواندي: “لم يكن هناك اتفاق مع إسرائيل أبدا، لا مكتوبا ولا شفهيا”.

وبالنسبة لموقف برلين نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لم تتفق على ترتيبات مع ألمانيا أو تبرم معها اتفاقية لقبول آلاف اللاجئين الأفارقة من إسرائيل.

وكذلك الأمر بالنسبة لإيطاليا، حيث ذكرت بأنه “لا يوجد اتفاق مع إيطاليا في إطار الميثاق الثنائي بين إسرائيل والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لإعادة توطين المهاجرين خلال خمس سنوات قادمة”.

اتفاقات سابقة
ظل مصير أكثر من 30 ألفا من المهاجرين الذين دخلوا إلى إسرائيل بشكل غير شرعي مثار جدل لزمن طويل. وكان الاتفاق السابق مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يقضي بإعادة ترحيل أكثر من 16 ألف طالب لجوء إلى دول غربية مقابل أن تعطي إسرائيل حق الإقامة الدائمة للعدد الباقي. وقد أغضب الاتفاق عددا من شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي الحاكم.

ربما يعجبك أيضا