هل تشعل “دماء كشمير ” فتيل الغضب الباكستاني؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

خلال الأيام الماضية شهد الجزء الجنوبي من إقليم “جامو وكشمير” المتنازع عليه بين الهند وباكستان، اشتباكات بين المقاومة الكشميرية والقوات الهندية.

وقال الزعيم الكشميري مير واعظ عمر فاروق: “سيستمر قتل الكشميريين طالما أن القوانين السوداء والقاسية توفر الحصانة للقوات الهندية من أي مساءلة، لذا فإزالة هذه القوانين السوداء والسماح للعدالة يجب أن يتم”.

وتابع: إن القوات الهندية فتحت النار على شباب كشمير، وقد ارتقى عددا من الشهداء، وإذا كانت حكومة الهند تظن أنها ستخضع الكشميريين بالقوة وبإراقة دماء الشباب فهي خاطئة.

أما الزعيم الكشميري البارز “سيد علي جيلاني” فقال إن: “المواطنين في كشمير يواجهون أسوأ أنواع إرهاب الدولة الهندية من خلال عمليات القتل، والاحتجاز غير القانوني”.

اشتباكات

وقد ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين المقاومة الكشميرية والقوات الهندية في الجزء الجنوبي من إقليم جامو كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، إلى 20 قتيلا.

وبحسب بيان صادر عن مديرية أمن الهند، فإنّ قوات الأمن الهندية، داهمت قريتين في بلدتي شوبيان وأنانتناغ، مساء أمس، بعد تلقيها أنباء عن اختباء مسلحين داخلهما.

وأضاف البيان أنّ الاشتباكات وقعت أثناء محاولة عناصر المقاومة الفرار والخروج من القريتين المحاصرتين.

احتجاجات

وعلى إثر هذا الاشتباكات اندلعت احتجاجات شعبية مناهضة للهند، في عدة قرى جنوبي إقليم كشمير المتنازع عليه بين نيودلهي وإسلام أباد.
وذكرت صحيفة “دون” الباكستانية أن التظاهرات وقعت عقب مقتل 8 من المقاومة الكشميرية، المناهضة لسيطرة نيودلهي على أجزاء من كشمير، في اشتباك مسلح مع القوات الهندية.

وأضافت الصحيفة، أنّ الكثير من المتظاهرين حاولوا الوصول إلى مناطق الاشتباكات لـ”مساعدة عناصر المقاومة المحاصرين على الهروب”.

لجتة تقصي حقائق

وكان من الطبيعي أن يطالب رئيس وزراء باكستان، شهيد خاقان عباسي، المجتمع الدولي بإجبار الهند على السماح بدخول لجنة تقصي حقائق إلى الجزء الذي يخضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.

جاء ذلك، عقب مقتل 17 من سكان المنطقة بينهم مدنيين وآخرون من المقاومة، في اشتباكات مسلحة مع القوات الهندية، اندلعت أمس في عدة قرى بدعوى “اختباء مسلحين داخلها”.

وقال عباسي إنّ “الهند تحاول وضع حد للنضال الشرعي في كشمير”، مشيرا إلى “صدمته العميقة جراء القتل العشوائي والوحشي لـ17 شابا هناك على يد القوات الهندية”.

مواقف باكستانية

وقد أعلنت الحكومة الباكستانية، تخصيص الجمعة، يوما تضامنيا مع سكان إقليم كشمير، ضد ما وصفته بـ”وحشية الهند”، بحسب ما أفادت قناة “جيو نيوز” المحلية.

من جهته، دعا فضل الرحمن، رئيس جمعية علماء الإسلام في باكستان، إلى التظاهر غدا ضد ” الفظائع الهندية الجارية في إقليم كشمير الذي تحتله نيودلهي”.

وقال: “لا يمكن أن نحدد حاليا إذا كانت قضية كشمير سياسية أم عسكرية”، غير أنهّ شدد على ضرورة أن “تعمل الهند باتجاه إيجاد حل سياسي للقضية”.

فيما قال النائب ساجد مير رئيس جمعية أهل الحديث المركزية باكستان، وعضو مجلس الشيوخ الباكستاني: نحن نرغب في حل قضية كشمير وفق قرارات الأمم المتحدة وطموحات ورغبات الشعب الكشميري. إن باكستان حكومة وشعبا تقف بجانب الشعب الكشميري للتوصل إلى حل هذه القضية حسب طموحات ورغبات الشعب الكشميري

من جانبه، دان رئيس وزراء إقليم بنجاب شهباز شريف “بشدة الوحشية الهندية على الكشميريين على مدى عقود والتي كشفت الوجه الحقيقي للهند التي تدعي أنها أكبر ديموقراطية، الديموقراطية الحقيقية تستمع إلى أصوات شعوبها وتحمي حقوقها الأساسية”.

وتابع: “التضحيات المثالية التي قدمها الكشميريون من أجل كفاحهم السلمي لتقرير مصيرهم والذي أقرته قرارات الأمم المتحدة سطَّرت فصلا مجيدا من العزيمة الصلبة والشجاعة في السعي وراء مهمتهم، وفي كل مرة تحاول فيها الهند خداع المجتمع الدولي من خلال وصف حركة الكشميريين الشعبية الأصيلة على أنها مُصدَّرة من الخارج، يكشف الكشميريون تلاعبهم من خلال ممارسة حقهم الديموقراطي وهو: الاحتجاج السلمي، وإن الحركة المتأصلة في قلب وروح الشعب الكشميري تمثل طموحاتهم الداخلية ونضالهم من أجل الهوية؛ لا يمكن سحقها بالقوة والجبر، حيث أن المرحلة الجديدة من كفاح الكشميريين من أجل حقهم في تقرير مصيرهم مستوحاة من أيقونة الشجاعة الكشميرية الشاب برهان واني”.

وأضاف المسؤول الباكستاني “على المجتمع الدولي أن يَتَنبَّه لما تمارسه الهند من فظائع على الكشميريين، لأن الصمت على الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان في كشمير سينعكس سلبا، وسيمثل خطرا للسلام والاستقرار في جنوب آسيا”.

الأمم المتحدة

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، عن “القلق البالغ” إزاء الاشتباكات التي وقعت، الأحد، في بلدة “سريناغار” بإقليم “كشمير”، المعروف باسم “ولاية كشمير الحرة”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة بنيويورك إن “الأمين العام قلق للغاية إزاء تلك الأحداث، ويؤكد للدول المعنية (الهند وباكستان) على ضرورة حماية المدنيين”.

وأضاف دوغريك أن “الأمين العام يطالب الطرفين بحل نزاعهما بالطرق السلمية”.

خلفية تاريخية

ويضمّ “جامو كشمير” جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره “احتلالًا هنديًا” لمناطقها، غيرّ أن الهند تطلق عليهم “مسلحين”.
ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا، عام 1947، واقتسامهما إقليم كشمير، ذو الغالبية المسلمة.

وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.

ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال مقاومة مسلحة من قبل جماعات إسلامية ووطنية.

ربما يعجبك أيضا