قوات تركية تقوم بتدريب الجيش الصومالي في أكبر قاعدة عسكرية

يوسف بنده

رؤية

في عام 2016 افتتحت تركيا أكبر سفارة لها في العالم بالعاصمة الصومالية مقديشو، وفي نهاية سبتمبر 2107، افتتحت تركيا رسميا قاعدة عسكرية كبيرة بجنوب العاصمة الصومالية مقديشو. وتعد القاعدة، التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا.

وتقع القاعدة على ساحل المحيط الهندي، وتعمل بطاقة تدريب تصل إلى 1500 جندي صومالي.

والهدف الرئيسي من إقامة هذه القاعدة هو المساعدة في إنشاء جيش صومالي قوي قادر على مواجهة حركة الشباب الإسلامية المتشددة وغيرها من الجماعات المسلحة.

وينتشر في الصومال أكثر من 20 ألف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي ودول أجنبية أخرى لمحاربة حركة الشباب. وهناك عدد من القواعد العسكرية الأجنبية في الصومال بالفعل.

وتقوم قوى أجنبية أخرى، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بتدريب القوات الصومالية، وهناك شكاوى من غياب التنسيق في هذا الشأن، حسبما توضح ماري هاربر محررة الشؤون الافريقية في بي بي سي.

النفوذ الناعم

وتقوم نخبة من قوات المهام الخاصة في الجيش التركي، بتدريب وتأهيل الجنود والمرشحين لنيل رتب ضابط وصف ضباط في الجيش الصومالي.

وفي داخل المركز الذي يعد الأفضل في مقديشو من الناحية المعمارية، توجد صالة للسينما ومكتبة ومعهد لغات، وقاعة للمؤتمرات، وحديقة، ومسجد، ومستوصف، إلى جانب ملاعب صغيرة لكرة القدم والسلة.

ومما يلفت الانتباه، تعلّم الجنود والضباط الصوماليين الموجودين في الكلية الحربية، اللغة التركية قراءة وكتابة بشكل جيد، حيث يردّدون في الاجتماع الصباحي إلى جانب النشيد الوطني الصومالي، نشيد القوات الحربية ومعزوفة إزمير العسكرية التركية.

وبالنسبة للعلوم العسكرية والفنون القتالية، يقوم المركز بتدريب الجنود الصوماليين على استخدام السلاح والقنابل اليدوية والألغام والمبادئ الأساسية في الملاحة البحرية وأساليب الرمي بالأسلحة الثقيلة والميكانيكية وتكتيكات القنص، وأخذ الوضعيات القتالية وتغيير الأماكن أثناء المعركة وكيفيات القفز.

وإلى جانب أساليب استخدام الأسلحة، يتلقى الجنود تدريبات رياضية عسكرية، كالجري واجتياز الحواجز ومختلف الرياضات التي تساعد على تقوية الجسم وزيادة لياقته ومرونته واتزانه.

وخلال التمارين الرياضية، يقوم الجنود بتنظيم مباريات لكرة القدم والسلة، مع الضباط والمدربين الأتراك.
   
ويُستخدم في التدريبات بنادق (MPT-76) التركية المحلية التي صُممت وفق معايير حلف شمال الأطلسي “ناتو”، واجتازت جميع الاختبارات بنجاح تام، والتي يصل مداها الفعال 200 متر.

وإلى جانب التدريبات العسكرية والأسلحة والمعدات القتالية، يقدم الجيش التركي للجنود الصوماليين، سترات هجومية خاصة، وألبسة عسكرية ذات ألوان تتناسب مع الطبيعة الجغرافية للصومال.

وتمثل الصومال أهمية بالنسبة لتركيا؛ بسبب موقعها الاستراتيجي عند القرن الأفريقي، وتمثل أيضا سوقًا للصادرات التركية، بما فيها الصناعات العسكرية، وهو ما يجعل من الصومال بوابة لتركيا داخل القارة السمراء.

وقد بدأت القوات التركية المرابطة في العاصمة الصومالية مقديشو، مهامها ضمن القوات الدولية، في 22 أغسطس 2017، بهدف مكافحة القرصنة البحرية وأعمال السطو المسلح.

وتعمل عناصر من القوات البحرية التركية في خليج عدن وسواحل الصومال ومناطق مجاورة أخرى.

ويؤدي عناصر البحرية التركية مهامهم بهدف ضمان سلامة السفن التي ترفع العلم التركي والسفن التجارية المرتبطة بالبلاد، والتي تمر من المناطق المذكورة.

كما تشارك قوات البحرية التركية بشكل فعّال في العمليات الدولية الرامية لمكافحة القرصنة وعمليات السطو المسلح، والمساهمة في مكافحة الإرهاب البحري، ضمن إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ربما يعجبك أيضا