“زين يوسف”.. “محارب السرطان” ذو الوجه البشوش والإرادة الفولاذية

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – بوجه بشوش وابتسامة صافية، وملامح رائقة البهاء، وعيون يملؤها التحدي والقوة تخفي خلفها أوجاعًا مؤلمة لمحارب سرطان، يبلغ من العمر 10 أعوام، تحول من مجرد طفل يرتاد المدرسة إلى “بطل صغير” و”رمز للتحدي”، بعد نجاحه في قهر 3 أنواع من السرطان، رغم صغر سنه وقلة خبرته، إنه الطفل زين يوسف.
 
“البطل الصغير”

الطفل زين تامر يوسف 10 سنوات، أصيب بمرض السرطان وهو في السادسة من عمره وتحديدا في فبراير عام 2013، حيث تم تشخيصه بأنه مصاب بسرطان الخلايا الجذعية في المرحلة الرابعة، والذي يعد نادرا ويصيب منطقة الصدر والبطن والعظام ونخاع العظم، ولكنه يختفي في الخلايا العصبية، بعد سلسلة من الزيارات إلى الأطباء الذين أعلنوا اكتشاف المرض.

ورغم صغر سن زين البطل، إلا أنه بدأ رحلة علاج صعبة للغاية، بدأت بالعلاج الكيميائي وعمليات جراحية ثم علاج بالإشعاع، والتي أصيب خلالها بانتكاسة، وبعد الانتهاء من العلاج ظهر المرض مرة أخرى في المخ، ورغم ذلك كان يحرص على استكمال تعليمه والذهاب للمدرسة بشكل طبيبعي، بل ويمارس أيضا رياضة التايكوندو ويحمل الحزام الأسود.

وعاشت الأسرة التي كانت تقيم في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية أياما قاسية، حيث اضطرت إلى ترك منزلها، والانتقال إلى المستشفى في نيويورك، ليبدأ في عام 2015 العلاج الطبيعي لمساعدته في التخلص من الشلل الجزئي الذي تعرض له، واستمر لمدة ثلاث سنوات في رعاية طبية لتجاوز المحنة التي عاشها، قبل أن يتم شفاؤه للمرة الثانية لتتحول قصة زين إلى أسطورة يتناقلها الجميع عقب ظهوره في إعلان خلال شهر رمضان الماضي.

“حرب ثالثة”

وفي أغسطس عام 2017، اكتشف الأطباء وجود كتلة في كلية زين، واتضح أنها سرطان جديد ضرب جسده الصغير للمرة الثالثة، ونجح الأطباء في استئصاله من كليته، وبدأ رحلة التحاليل وإجراء الإشاعات يوم 15 ديسمبر الحالي، للكشف عما إذا كان مرض السرطان قد عاد له أم أنه تعافى منه بعد عملية أجريت له لإزالته.

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت رضوى موسى، والدة الطفل زين أنه قد تعافى من مرض السرطان للمرة الثالثة، وربح معركته وأصبح زين هو التحدي.

وكتبت رضوى موسى تدوينة على صفحة زين يوسف الشخصية قائلة: “حبينا نفرحكم معانا أن نتائج التحاليل والإشاعات طلعت وكلها حلوة الحمد لله. زين كسب السرطان تلات مرات وتعافى تاني بفضل الله ودعائكم”.

وأضافت “كل الشكر والحب لكل واحد اهتم وتابع وأعطى من وقته عشان يدعي لزين.. التحدي هو زين.. سرطان الأطفال”.

“تحد جديد”
يبدو أن القدر رفض أن تنتهي قصة “البطل الصغير”، مع مرض السرطان بعد 3 تجارب مريرة كما وصفتها أسرته، حيث أعلنت والدته رضوى موسى في نهاية مارس الماضي عن إصابته من جديد.

والدة زين، كتبت على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “متابعين زين وحبايبه في كل مكان.. بعد أسبوع جميل بدأ بإجازة عائلية طال انتظارها في الطبيعة وبعدها الماراثون السنوي اللي بنشترك فيه ضد سرطان الأطفال، بدأنا التحاليل الدورية والفحوصات لزين.. بدأنا يوم الإثنين الصبح وفي نفس اليوم بالليل جالي مكالمة من الدكتورة، رقم الدكتورة على التليفون علامة إن في حاجة مش كويسة للأسف”.

وتابعت: “لو متابعين قصة زين من زمان حتعرفوا أنه قاوم السرطان 3 مرات.. مرتين منهم كان سرطان الخلايا الجذعية من المرحلة الرابعة والثالثة كانت من قريب بعد ما تعافى بقاله كتير، ولكن نوع تاني بسبب الكيماوي والإشعاع اللي أخده في الكلية اليمين، وبفضل الله أولا ودكاترة مخلصين ودعواتكم زين قدر يكسب وانتصر ورجع لحياته الطبيعية في المدرسة.. تخيلنا أن بعد ما اتشال جزء من كليته خلاص بقى نفوق شوية وتاريخنا مع السرطان يتلخص في فحوصات كل 3 شهور وخلاص.. بس ربنا كان له حكمة تانية وخطة تانية”.

وأردفت: “المسح الذري المرة دي وضح أن فيه ورم جديد ظهر ولكن المرة دي في منطقة المثانة، إزاي وامتى وفين؟.. كلها أسئلة اتعلمنا إن ملهاش إجابات في دنيتنا.. دنيا السرطان.. إحنا معندناش سيطرة على أي حاجة إلا حاجة واحدة وهي إيماننا وصلاتنا ودعائنا.. فيه حاجة واحدة بس مؤكدة وهي إن ربنا كبير قوي ومعانا.. هو عمره ما سابنا وحنفضل ندعي ونصلي ونترجى كرمه ورحمته. أنا مش حكدب عليكو.. إحنا خايفين ومهزوزين ومكسورين.. أمنيتنا إن بكرة حنقوم إن شاء الله أحسن. دي رابع مرة نتحط في الموقف ده. بس إن شاء الله نقوى ونقف تاني”.

وخضع الطفل زين يوسف، أشهر طفل مريض بالسرطان في مصر لأخذ عينات منه اليوم الأربعاء، لاستكمال رحلة علاجه من السرطان.

وكانت الصفحة الرسمية للطفل يوسف زين على صفحة “فيس بوك”، قالت: “الأربعاء نروح لعملية لأخذ عينة من الورم ونفهم نوعه وكيفية التعامل معاه”.

وطالبت والدة زين يوسف الدعاء لنجلها وكتبت: ” لو سمحتوا ادعوا لزين ربنا يطمنا، هو كويس ومتقبل الأخبار… مستعدين للمعركة الجديدة إن شاء الله وربنا ينصرنا”.

وذكرت والدة زين، في آخر تدويناتها، الجمعة الماضية: “الورم عنيف وكبير وحاليا بنحاول نفهم نوعه عشان نحدد أحسن الطرق السيطرة عليه.. زين لسة تعبان لكننا في البيت لحد ما نقابل الدكاترة تاني بخطة علاج جديدة.. للأسف حيحتاج علاج وأملنا أنه يقدر يستحمله ويصمد زي ما قدر تلات مرات قبل كدة.. فكرة إن الورم كبر بسرعة كدة وظهر مخيفة جدا بالذات إنه مبينش أي أعراض أو وجع.. بس السرطان مرض لعين وخبيث ولازم نقفله بكل شكل ونبقى دايما مستعدين”.

وأضافت: “للأسف النوع اللي عنده أصعب وأعنف من أنه يتعالج بنظام نباتي أو عصاير بس”.

ربما يعجبك أيضا