بعد اجتماع مجلس الأمن.. نظام الأسد يترقب “ضربة وشيكة”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

باتت كل المؤشرات تؤكد أن الضربة الغربية لمواقع نظام الأسد، باتت على الأبواب، وأنها لن تكون كالضربة السابقة التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري، وقد أسقطت الولايات المتحدة والدول الغربية مشروع قرار في مجلس الامن قدمته روسيا لمحاولة انقاذ نظام الأسد من الضربة المحتومة.

دلائل قرب الضربة

وقد أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ألغى الفعاليات المخططة لنهاية الأسبوع الجاري. وعلى وجه التحديد ألغى ماتيس حضوره لندوة “كومنولث كلاب” في سان فرانسيسكو المقرر ليوم السبت المقبل، بالإضافة إلى إلغاء فاعلية بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا يوم 16 أبريل.

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب لن يحضر قمة دول أمريكا اللاتينية في بيرو، من أجل “الإشراف على الرد الأمريكي على سوريا”، بموازاة ذلك ذكرت صحيفة “ستارز أند سترايبس” الأمريكية أن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” مع مجموعة من السفن الحربية توجهت إلى البحر الأبيض المتوسط. ومن المقرر أن تبحر مجموعة السفن من قاعدة نورفولك البحرية في ولاية فرجينيا الأمريكية باتجاه المتوسط يوم الأربعاء. وتضم المجموعة عددا من المدمرات، بما فيها مدمرات حاملة للصواريخ.

وأشارت وسائل الإعلام الأمريكية أيضا إلى أن مدمرة أمريكية ثانية ستدخل مياه البحر المتوسط خلال الأيام القريبة القادمة، بالإضافة إلى مدمرة “دونالد كوك” الموجودة بشرق المتوسط، وذكر مسؤولون أمريكيون يوم الإثنين أن البنتاغون قدم للرئيس ترامب العديد من الخيارات العسكرية التي قد يلجأ إليها لـ “معاقبة” سوريا عن الهجوم الكيميائي. ويشار إلى أن ترامب قد عقد اجتماعا مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية جوزف دانفورد في هذا الموضوع.

دعم عربي – إسلامي للضربة

حيث قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنه إذا تطلب الأمر فستكون السعودية طرفًا في الرد الدولي على سوريا بشأن الهجوم الكيماوي.

فيما قال الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية في أمريكا، إن على المجتمع الدولي الوقوف ضد بشار الأسد وداعمه الأساسي النظام الإيراني في سوريا واليمن، مؤكدا إدانة بلاده لـ”الهجوم الكيماوي” في دوما بالغوطة.

وأضاف: “هذا الهجوم الوحشي على الأبرياء والمدنيين هو امتداد لجرائم نظام الأسد وداعمه الأساسي النظام الإيراني وأدواته في المنطقة (حزب الله والمليشيات الطائفية التابعة له). يجب علينا أن نقف ضد عدوانهم في المنطقة في سوريا واليمن والدول الأخرى”.

ودعت السعودية، إلى تقديم المسؤولين عن هجوم كيماوي مشتبه به في سوريا إلى العدالة، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن موقف السعودية هو أنه يجب محاسبة المسؤولين وتقديمهم للعدالة.

وعندما سئل إن كانت السعودية ستشارك في أي رد عسكري قال الوزير، إن المناقشات جارية بشأن كيفية الرد.

في سياق متصل، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، الهجوم الكيماوي على مدينة دوما السورية، ووصفه بأنه جريمة حرب بشعة تجرد مرتكبوها من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، وينبغي أن يقدموا للعدالة.

وقال “الزياني”، إن “هذه الجريمة البشعة تمثل انتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وقرارات مجلس الأمن الدولي”.

وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تنديده بالهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية، مؤكداً أن منفذي الهجوم “سيدفعون الثمن باهظاً كائناً من كانوا”.

وقال أردوغان: “اللعنة على مرتكبي مجزرة دوما. أياً كان المنفذون سيدفعون الثمن باهظاً”.

تصعيد غربي

في سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده تعمل باستمرار لضمان التزام إيران بالاتفاق النووي.

وأضاف، “يجب ربط الاتفاق النووي مع إيران بمرحلة ما بعد عام 2025 ومعالجة مسألة البرنامج الصاروخي الإيراني”، حسبما نقلت فضائية “سكاي نيوز عربية”.

وتابع، “إذا خرجنا من إطار الاتفاق النووي إيران ستستمر في العمل لتطوير قنبلة نووية”.

وأوضح ماكرون أن هدف فرنسا الأول في سوريا محاربة داعش والنظام السوري الذي أصبح عدو الشعب السوري.

وصرح المتحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن تيريزا ماي اتفقت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على الحفاظ على الحظر المفروض على استخدام الأسلحة الكيميائية، ورد المجتمع الدولي على الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا.

كيماوي الأسد

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن قوات نظام بشار الأسد، قتلت 1003 سوريين، جراء استخدامها للغازات السامة في قصف مناطق تخضع للمعارضة، رغم توقيع النظام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيمياوية في أيلول/سبتمبر من العام الماضي.

وفي تقرير للشبكة صدر اليوم، أوضحت فيه أن “النظام السوري شن 47 هجوما ما بين كيمياوي وبالغازات السامة على مواقع للمعارضة، 17 منهم عام 2014 فقط، وأسفرت مجموعها عن إصابة نحو 12 ألفا و500 سوري”.

وأضافت الشبكة، بأن “هجوم قوات النظام الكيمياوي على الغوطتين بريف دمشق في 21 آب/ أغسطس من عام 2013، كان الهجوم رقم 29 له ضد المعارضة”.

من ناحية أخرى، أكدت الشبكة أنه “منذ بداية عام 2014 استخدمت القوات الحكومية ما لا يقل عن 17 مرة غازات يعتقد أنها سامة و ذلك في 8 مناطق في سورية، كما استخدمت البراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور في 4 مناطق هي كفرزيتا وتلمنس والتمانعة وعطشان”.

وأشارت إلى أن “القصف عام 2014 تسبب في مقتل 29 سوريا من بينهم 4 اطفال، و3 سيدات، فضلا عن اصابة ما لا يقل عن 670 شخصا آخرين، بحسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة، في حين تسبب استخدام الغازات السامة عام 2013 بمقتل ما لا يقل عن 974 شخصا وإصابة 11830 آخرين”.

وأعلنت “سيغريد كاغ” منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، أمس الأحد، أن 92% من الأسلحة الكيميائية للنظام السوري نُقلت خارج البلاد، بينما ما تزال 8% موجوده هناك.

ربما يعجبك أيضا