الضربة العسكرية تقترب.. العالم ينتفض في وجه الأسد وحلفائه

كتب – حسام عيد

يبدو أن الأمور تسير نحو توجيه ضربة عسكرية واسعة تجاه نظام بشار الأسد، بعد تأكيد تقارير واردة من شركاء منظمة الصحة العالمية في سوريا بأن الهجوم الكيماوي على مدينة دوما في 7 أبريل الجاري تسبب في مقتل 150 شخصا، فيما أصيب نحو ألف شخص بالاختناق وظهرت عليهم أعراض متسقة مع التعرض للمواد الكيميائية شديدة السمية.

فالرئيس الأمريكي توعد النظام السوري برد قوي، واصفا الأسد بـ”الحيوان” الذي يقتل شعبه بالغاز السام. مطالبا في الوقت ذاته، روسيا، بالاستعداد للصواريخ الذكية.

كما أعربت دولا عديدة في مقدمتها بريطانيا وفرنسا، الاستعداد التام للمشاركة في عملية عسكرية واسعة بسوريا.

الصواريخ الذكية الأمريكية قادمة

الإثنين الماضي، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيتم اتخاذ “قرارات مهمة” خلال يوم أو يومين بشأن الرد على الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات نظام الأسد على مدينة دوما السورية، محذرا من أن دمشق ستدفع ثمنا باهظا نظير هذا الهجوم.

ويحظى خيار تنفيذ ضربة عسكرية ضد نظام بشار الأسد دعم كبير من الإدارة الأمريكية، حيث يرى ترامب أن استهداف مقرات وأهداف عسكرية للنظام السوري هي الحل الأمثل، كنوع من العقاب وإرسال رسالة مفادها أنه لن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية.

واليوم الأربعاء، هدد دونالد ترامب بضربات صاروخية ضد سوريا. وتوجه عبر تغريدة على حسابه على “تويتر” إلى موسكو قائلاً: “روسيا تعهدت وتوعدت بإسقاط أي صواريخ أميركية تستهدف سوريا، فاستعدي يا روسيا لأن صواريخنا قادمة، وستكون جديدة و”جميلة وذكية”. وتابع قائلاً: “لا يجب أن تتحالفوا مع حيوان يقتل شعبه بالغاز السام، ويستلذ بذلك”.

كما عقب في تغريدة ثانية واصفاً العلاقات الأمريكية الروسية في أسوأ مراحلها. وقال: “علاقاتنا مع روسيا في أسوأ مراحلها بما فيها الحرب الباردة. ولا داعي لكل ذلك. روسيا تحتاج لمساعدتنا اقتصادياً، وهذا قد يكون سهلاً، ولكن يجب وقف سابق التسلح”.

ولم تعرف ماهية الصواريخ الأمريكية الذكية الجديدة، غير أن القوات الأمريكية أطلقت في السابع من أبريل العام الماضي، 59 صاروخا من طراز توماهوك من مدمرتين أمريكيتين موجودتين في شرق المتوسط، واستهدفت قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص.

وصاروخ توماهوك عبارة عن صاروخ جوال “كروز” يستخدم في مهاجمة أهداف برية ويمكن استخدامه في كل الأحوال الجوية، وهو صاروخ بعيد المدى قادر على إصابة أهدافه بدقة بالغة ويمكن إعادة توجيهيه أثناء تحليقه نحو أهداف أخرى.

ويطلق الصاروخ، الذي تصنعه شركة رايثيون الأميركية، من السفن الحربية الأمريكية والغواصات البريطانية أيضا.

كما يتمتع بقدرة على التفاعل مع أكثر من مصدر للمعلومات، مثل الطائرات وأنظمة الأقمار الاصطناعية، كما يمكنه بث المعلومات عبر أجهزة الاستشعار المثبتة عليه. وبوسع الصاروخ التحليق لفترات طويلة وتبديل مساره بأوامر من أنظمة التحكم.

قلق وتوتر روسي

في تصريحات معبرة عن تزايد القلق الروسي من توجيه ضربة عسكرية دولية بقيادة الولايات المتحدة تجاه أهداف لنظام الأسد، هدد السفير الروسي في لبنان بإسقاط الصواريخ الأمريكية التي ستطلق باتجاه سوريا، قائلاً إنها توجيهات من الرئيس الروسي.

وأضاف ألكسندر زاسيبكين: “إن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها”.

كما سارعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى الرد على تغريدة ترامب، قائلة: “على الصواريخ الذكية أن تصوب باتجاه الارهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية التي تواجه منذ سنوات عدة الإرهاب الدولي على أراضيها”.

فيما كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية عن إخلاء البحرية الروسية قاعدة طرطوس في سوريا، ما يشير إلى استعدادات القوات الروسية للضربة المرتقبة التي من شأنها تصعيد التوتر بين واشنطن وموسكو.

التحركات الروسية لاتعني بالضرورة فرار السفن العسكرية من الضربة الأميركية بل قد يكون لاتخاذ مواقع قتالية ولمنحها حرية مناورة أكثر مما هو متاح لها وهي راسية في الميناء.

كما يوجد في سوريا منظومة دفاع جوي روسية حديثة ومتطورة من طراز “أس 400”. ويمكن للمنظومة الروسية رصد الهدف المعادي، الذي قد يكون طائرة مقاتلة أو صاروخا، من مسافة 600 كلم.

أما أقصى ارتفاع للنظام الروسي فهو 56 كلم، في حين أن مدى اعتراض الصاروخ “أس 400” للهدف المعادي فيصل إلى 400 كلم.

إخلاء المطارات والقواعد السورية

وعلى وقع التهديدات، أخلت قوات النظام السوري مطارات، وقواعد عسكرية عدة بينها قيادة الأركان ومبنى وزارة الدفاع في دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، “أخلت قوات النظام منذ مساء الثلاثاء مطاراتها العسكرية مثل التيفور (في وسط البلاد) والسين والضمير (في ريف دمشق)، فضلاً عن قواعد قيادات الفرق العسكرية مثل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في محيط دمشق”.

وأضاف أن عناصر حراسة بقوا في هذه المراكز، مضيفاً أن “الطائرات الحربية غادرت ونقل بعضها إلى قاعدة حميميم الروسية في غرب البلاد”. وتعمل قوات قاعدة حميميم على تحييد الشخصيات السورية “المهمة”، والمعدات العسكرية، التي قد تستهدفها واشنطن.

دعم دولي لضربة عسكرية واسعة

بدورها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، جاهزية بلادها للموافقة على المشاركة في عملية عسكرية بسوريا من دون الرجوع للبرلمان، وتلقت غواصات بريطانية أوامر بالتحرك.

كما قدمت القيادات العسكرية الفرنسية للرئيس إيمانويل ماكرون خططا للعملية العسكرية المحتملة.

وأيضا أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، أن بلادها ستدعم الضربة الأمريكية المحتملة.

وكانت تقارير إخبارية أفادت باقتراب بارجة حربية أمريكية من ساحل مدينة طرطوس السورية انطلاقا من ميناء لارنكا القبرصي، وتمركزت على بعد 100 كلم من الساحل السوري.

ربما يعجبك أيضا