وسط تهديدات غربية لنظام الأسد.. هل ساعة الصفر باتت وشيكة ؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تصاعدت لهجة التهديدات الأمريكية والغربية لنظام الأسد، والأكيد أن الضربة قادمة وأن القرار قد اتخذ، وأن ساعة الصفر قد تم تحديدها وكذلك الأهداف المراد قصفها، وفي مقدمتها القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا.

أدلة على كيماوي دوما

فيما قالت محطة “إم.إس.إن.بي.سي” التلفزيونية إن مسؤولين أمريكيين حصلوا على عينات من بول ودم ضحايا هجوم دوما الكيماوي، وإن الفحص أثبت وجود مواد كيماوية.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون إن الفحص أثبت وجود مواد كيماوية وبشكل أساسي الكلور وغاز أعصاب في بعض العينات.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تمتلك “دليلاً على أن الأسلحة الكيمائية، أو على الأقل الكلور، تم استخدامها الأسبوع الماضي من قبل نظام بشار الأسد في سوريا”، متوعداً بالرد في الوقت المناسب. جاء ذلك خلال حوار تلفزيوني للرئيس الفرنسي ، مع قناة “تي إف 1”.

وأضاف ماكرون “لدينا قرارات سنتخذها في الوقت المناسب”، وأوضح أن باريس “لن تسمح بأي تصعيد في المنطقة، أو ما يهدد استقرارها”.

وأردف قائلاً  “لا يمكننا أيضا ترك الأنظمة التي تعتقد أن بإمكانها فعل أي شيء”.

غضب غربي متصاعد

وفي سياق متصل، اتهم وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس)، روسيا بـ”التواطؤ” في احتفاظ نظام الأسد بأسلحة كيميائية.

وقال (ماتيس) خلال جلسة استماع في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي (الخميس)، إن “واشنطن أثناء دراستها لمسألة توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، تتطلع لتجنب أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة”.

فيما أكدت الحكومة البريطانية على العمل مع الولايات المتحدة وفرنسا لتنسيق الرد على هجوم دوما.. وشددت على ضرورة “اتخاذ اللازم لمنع نظام الأسد من استخدام الكيماوي مستقبلا”.

وأمس الأربعاء، لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تغريدات على تويتر، بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، على خلفية الهجوم الكيماوي الذي نفذه الأخير على مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، السبت الماضي. وأشار إلى أنه “واثق من وقوع الهجوم في دوما بالسلاح الكيميائي، وأن الولايات المتحدة تبحث عن الأدلة على ذلك”.

تسريبات إعلامية

وقد ذكر تلفزيون “سي إن بي سي” نقلا عن مصادر خاصة في واشنطن أن أمريكا ستوجه ضربات لثماني مواقع عسكرية في سوريا، وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عـــن هويته، للقناة الأمريكية، أن الأهداف الـ8، تشمل “مطارين سوريين ومركزا للأبحاث العلمية ومصنعا لإنتاج الأسلحة الكيميائية”.

وتحدث تليفزيون “اَي بي سي” أن: الحملة العسكرية جاهزة للإنطلاق وتدمير بشار الأسد بإنتظار قرار  ترمب. طائرات حربية فرنسية على أهبة الإستعداد من قواعد في بلدان عربية.

أسباب تأخر الضربة

موقع ديبكا المقرب من دوائر الاستخبارات الاسرائيلية قال إن تأخر العمل العسكري الأمريكي ضد مواقع نظام الأسد، لسببين رئيسيين، الأول: قلة القوات الامريكية البحرية والجوية في المتوسط، والثاني: رغبة ترامب في توسيع نطاق المشاركة الغربية والعربية للضربة العسكرية الأمريكية على سوريا.

فيما تحدثت أطراف أخرى، تصل الأطراف الدولية وروسيا إلى إتفاق يفضي إلى إزاحة بشار الأسد عن الحكم تجنباً لتصعيد عسكري دولي محتمل ضد النظام السوري.

روسيا وأمريكا

ورأى محللون أن تصريحات ماتيس تثبت أن أمريكا تريد إجبار الأسد على نقل السلطة بضربات مستمرة وليس مجرد توجيه ضربات في ليلة واحدة، وذلك على غرار ما تم مع القيادة الصربية، فيما تحدثت صحيفة “كومرسنت” الروسية أن واشنطن ستبلغ موسكو بقائمة المواقع التي ستقصفها بغية ابعاد الروس عنها، وقد أكدت مصادر روسية أنه تم فتح قنوات للحوار بين رئاسة الاركان الروسية والأمريكية عبر دول وسيطة.

فيما حث سفير روسيا بالأمم المتحدة أمريكا وحلفاءها على عدم القيام بعمل عسكري في سوريا، والوضع في سوريا خطير للغاية والأولية “لتجنب خطر الحرب”.

الأكيد أن الضربة العسكرية قادمة وأن الملف السوري اليوم عاد مجددا إلى أمريكا والدول الغربية، وأن سوريا بعد الضربات لن تكون سوريا ما قبلها.

   

ربما يعجبك أيضا