سوريا والقدس واليمن.. ملفات ساخنة على طاولة القمة العربية

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

وسط أزمات عربية كثيرة شائكة، ووضع إقليمي ودولي مشتعل، تأتي القمة العربية الـ29 التي تعقد في مدينة الدمام السعودية، غدًا الأحد، لمناقشة عدد كبير من القضايا، وعلى رأسها الحرب في سوريا بعد شن ضربات جوية غربية عليها على خلفية هجوم كيميائي اتهمت دمشق بشنّه، ومستقبل القدس قبل شهر من نقل السفارة الأمريكية إليها، والتصعيد في اليمن.

ومن المتوقع أن يصدر عن القمة بيان بشأن الهجوم في سوريا.

التعبئة ضد إيران

يرى محللون أن الرياض ستسعى خلال القمة الـ29 في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، الى التعبئة ضد إيران، قبل أسابيع من قرار أمريكي مرتقب قد يؤدي إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي على البرنامج النووي الإيراني، وفقا لصحيفة “النهار”.

ويقول كريم بيطار، المحلل في معهد الدراسات الدولية والشؤون الاستراتيجية، إن السعودية “ستدفع باتجاه موقف أكثر حزما ضد إيران، ليس بالضرورة حول الملف النووي، لكن أيضا بشأن النفوذ الإيراني في دول عربية، وخصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن”.

وتتمتع إيران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط، وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.

وتتحالف إيران في سوريا مع نظام الرئيس بشار الأسد، وتقدم له دعمًا عسكريًا كبيرًا بشكل مباشر وعبر مستشارين عسكريين ومجموعات مسلحة، وهو ما أسهم في استعادة القوات السورية خلال السنوات الأخيرة لمناطق كانت خسرتها لصالح مقاتلي المعارضة أو التنظيمات المتطرفة.

اليمن

إلى جانب التطورات السورية، يمثل الوضع في اليمن والاتهامات السعودية إلى إيران بتأجيج النزاع فيه موضوعا رئيسيا على جدول أعمال القمة، خصوصا مع تصعيد المتمردين الحوثيين هجماتهم الصاروخية على أراضي المملكة.

وأعلن التحالف العسكري في اليمن، مساء الخميس، أن القوات السعودية تمكنت من اعتراض صاروخ بالستي أطلق باتجاه المملكة، غداة قيام المتمردين الحوثيين بمهاجمة السعودية بطائرتين من دون طيار وبثلاثة صواريخ بالستية.

وبدأت السعودية، على رأس تحالف عسكري، عملياتها في اليمن في مارس العام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دوليا وفي مواجهة الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة ومناطق أخرى.
 

القدس

ويأتي انعقاد القمة العربية قبل نحو شهر من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مايو المقبل، الأمر الذي تراه تل أبيب “تاريخيا”، في حين يندد به الفلسطينيون.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها “الأبدية والموحّدة”، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وجدّد وزراء الخارجية العرب، في اجتماع تحضيري للقمة في الرياض الخميس، رفضهم الخطوة الأمريكية، معتبرين أن قرار نقل السفارة يعتبر “باطلا” ويشكل “خرقا خطيرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وينتظر من القمة أن تصدر إعلانا بهذا الشأن، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت الدول العربية ستتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذا القرار، أم انها ستكتفي بالإدانة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب”.
 

أزمة قطر لن تكون مطروحة في القمة العربية

أما فيما يتعلق بأزمة قطر، فقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أزمة قطر لن تكون مطروحة في القمة العربية، مشيرًا إلى أن حل هذه الأزمة سيكون “داخل مجلس التعاون الخليجي”، حسبما ورد بموقع “العربية نت”.

وستكون قطر حاضرة في القمة العربية في الرياض، بينما تغيب عنها سوريا، التي تم تعليق عضويتها في الجامعة العربية منذ العام 2011.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في 5 يونيو 2017 علاقاتها مع قطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية لدعم الأخيرة مجموعات متطرفة وتقربها من إيران.

إلى ذلك، عقد وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والبحرين اجتماعاً تشاورياً على هامش الاجتماع الوزاري العربي في الرياض، الخميس، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وبحث الوزراء آخر التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين مواقف دولهم الثابتة في مكافحة التطرف والإرهاب رافضين أية محاولات للتدخل في شؤون الدول العربية من خارج الإقليم، ومشددين على تضامنهم واستمرار تنسيق مواقفهم لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ككل.

ربما يعجبك أيضا