“كامب نو”.. عراقة تلهب حماس المهووسين كرويًّا

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

اسم عريق، إذا ما تم تداوله بين أوساط ومحبي الساحرة المستديرة، فسرعان ما تذهب أذهانهم إلى أحد أكبر الملاعب على الصعيد الأوروبي في الوقت الحالي وهو الـ”كامب نو”، فبخلاف أن قدرته الاستيعابية تصل إلى 99 ألف متفرج، إلا أن بريقه في عالم الشهرة يستمده من كونه المعلب الرئيسي للعملاق الإسباني برشلونة، وذلك منذ تدشينه في سبتمبر 1957، وحتى يومنا هذا.

البداية.. في عشق الساحرة المستديرة

في سياق الخطة التطويرية الجديدة التي استهدفها العملاق الكتالوني، بشأن مشروع إعادة تطوير المعلب، احتفل مجلس إدارة نادي برشلونة الإسباني، أمس الجمعة، بالحصول على موافقة المدينة، والذي ستبلغ قيمته 600 مليون يورو.

حيث أعلنت إدارة النادي، بأن المسؤولين أعطوا الضوء الأخضر لخطة إعادة الهيكلة الهندسية، التي تعد ضرورية للتحديث الضخم للملعب وبقية المنشآت، على أن يتم تقديم الخطة المرسومة إلى المجلس البلدي، ثم الحكومة الكتالونية للموافقة النهائية.

وفي هذا الصدد قالت “ديلي ميل” البريطانية، إنه بعد الانتهاء من المشروع سيصبح الملعب يتسع لـ105 آلاف متفرج، في حيث يتسع حاليًا لـ90 ألف فقط.

ومن جانبه قال جوسيب ماريا بارتوميو -رئيس نادي برشلونة، في مؤتمر صحفي- “هذا مشروع يحدد مستقبل نادينا، مشروع رائد للحي ولمدينة برشلونة بأكملها”، متابعًا: “المشروع يدمج ما يحتاجه النادي والمدينة، (كامب نو) سوف ينتقل من كونه موقعًا مغلقًا إلى موقع مفتوح وودود للجمهور، مع مساحات خضراء”.

التطوير يشمل

خطة تطوير الملعب الجديدة، حسب مسؤولي النادي، تتضمن ملعبًا للفرق الرياضية، بالإضافة إلى ملاعب أخرى لألعاب غير كرة القدم، وتركيب سقف إضافي لجميع المقاعد التي يبلغ عددها تقريبًا 105000 مقعد، بالإضافة إلى حلقة مصممة لتحسين الوصول إلى المقاعد بسهولة.

كما تضمنت جزء مخصص لكبار الشخصيات، وآخر للمطاعم الجديدة، وبعضها يطل على الملعب مباشرة.

كذلك ينوي برشلونة زيادة الطاقة الاستيعابية لملعب كامب نو، الذي يستوعب حاليًا 90 ألف متفرج، إلى حوالي 105 آلاف، بالإضافة إلى تطوير العديد من المنشآت حول الملعب.

كما نشر نادي برشلونة الإسباني صورًا للتصميمات الجديدة التي توضح خططه لإعادة تطوير ملعبه “كامب نو” خلال المرحلة المقبلة.

الكامب نو اسم يعني بالكتالونية “الملعب الجديد”، وهو الاسم الذي أطلق فيما بعد على الاستاد الرئيسي للنادي، بعد أن أصبحت قدرة ستاد “لاس كورتس” الاستيعابية بمدينة برشلونة، لم تعد كافية لاحتضان كل المشجعين المتعطشين لمشاهدة مباريات فريقهم المفضل من المدرجات، ليقرر النادي الكتالوني وقتها الشروع في بناء ملعبه الجديد.

وكان من المتوقع أن يتخذ الملعب الجديد اسم “ستاد برشلونة”، لكنه سرعان ما بات يُعرف باسم “كامب نو”، لتمييزه عن ملعب لاس كورتس القديم، وذلك بعد تصويت بريدي شارك فيه أعضاء النادي، ليتم اعتماد “كامب نو” اسمًا رسميًّا للملعب الجديد، حيث فاز هذا الخيار بنسبة 68.25% من إجمالي الأصوات.

الاستاد تم تصميمه من قبل المهندس فرانسيس ميتجانس، وجوزيب سوتيارس ماوري، بالتعاون مع لورينزو جارسيا باربون، وتم بناؤه بين عامي 1955 و1957، بتكلفة 288 مليون بيزيتا إسبانية آنذاك، أي ما يعادل 1.730.915 مليون يورو، مما أغرق النادي وقتها في مديونية كبيرة خلال الأعوام التالية.

ووفقًا للموقع الرسمي للنادي الكتالوني، قدر علو الاستاد الأقصى آنذاك بـ48 مترًا، على مساحة 107× 72 مترًا إلا أنه تم تقليصه إلى: 105× 68 مترًا، طبقًا لما تنص عليه لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الفيفا”.

أحد أكبر ملاعب أوروبا على الإطلاق

وعلى صعيد ملاعب كرة القدم الأوروبية، يعتبر ستاد “كامب نو” أكبر ملاعب أوروبا في الوقت الحالي، إذ تبلغ طاقته الاستيعابية الآن 99.354 متفرجًا.

وكانت قد تغيرت سعته الاستيعابية على مر الأعوام، وفقًا للتعديلات المختلفة، فعندما فتح أبوابه لعاشقيه في 24 سبتمبر 1957، كان يتسع لـ73.054 مشجعا، قبل أن تُرفع طاقته إلى 120 ألفًا بمناسبة استضافة كأس العالم 1982، وبعدها تقلصت مرة أخرى في تسعينات القرن الماضي، بعد إصدار قوانين جديدة تحث على وضع المقاعد في جميع جنبات الملعب.

ومع مرور الأعوام، توالت العديد من التجديدات والتحسينات على الملعب، منذ عام1957 أهمها الكشف على نظام الإضاءة في عام 1959، فضلًا عن إضافة المدرج اللوحة الإلكترونية، وغرفة الصحافة، كما تم تمديد البنية بأدنى مستوى لها في عام 1994، والتي تضمنت خفض مستوى أرضية الملعب، حيث يصل طوله إلى 250 مترا وعرضه إلى 220 مترا، ويغطى الملعب مساحة55,000 متر مربع، ليسع 99,354 متفرجًا.

كما تم إنشاء متحف فخم داخل الـ”كامب نو”، في عام 1980، الفكرة التي يعود إنشاؤها في الأصل لـ “خوان جامبر” عام 1920، لكن تأجلت لسبب ما لتطبق على أرض الواقع في عهد الرئيس لويس نونيز حينها.

خمس نجوم

في موسم 1998/ 1999، كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الويفا” قد منح للكامب نو شهادة استحقاق حملت علامة “ملعب من فئة الخمسة نجوم”، اعترافًا منه بجودة مرافقه وخدماته.

وفي عام 2010، وطبقًا للوائح الاتحاد الأوروبي الجديدة، تم تعويض هذه العلامة بـ”فئة 4” التي تُمنح للملاعب التي تلبي أقصى الشروط من حيث الأداء والخدمات والقدرة الاستيعابية، كما هو حال ملعب برشلونة.

تطوير تاريخي.. وتخطيط جديد لقدرة استيعابية أكثر

ربما يعجبك أيضا