بعد منع مفتشي الكيماوي.. كيف يواجه “الأوروبي” تحديات موسكو؟‎

سحر رمزي

أمستردام – سحر رمزي

حالة من الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي والسبب تحديات موسكو للغرب وخاصة بعد منع دخول مفتشي الكيماوي إلى دوما، وعلى الرغم من وصف الغرب تعامل دمشق وموسكو مع مفتشي الكيماوي ومنعهم من دخول دوما، بانه عمل متعمد لتعطيل مهمة الخبراء الدوليين، إلا أن هناك بعض الدول التي ترفض التصعيد، وأي حلول عسكرية في المنقطة، خوفا من مواجهة روسيا.
 
المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية

قالت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية إن فريق المحققين الذي كُلف بالبحث عن أدلة على استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري لا يستطيع حتى الآن الوصول لمدينة دوما التي يشتبه أنها شهدت هذا الهجوم.

وأكد المدير العام للمنظمة، أحمد أوزومكو، اليوم الإثنين في لاهاي، أن فريق المحققين لا يستطيع الوصول إلى دوما، وقال إن ممثلين عن النظام السوري وعن روسيا أبلغوا فريق المحققين إنه لا تزال هناك مسائل أمنية ينبغي التحقق منها.

وعلي آثر ذلك اتهم دبلوماسي بريطاني موسكو ودمشق بتعطيل دخول الخبراء الدوليين إلى دوما.

وذكر السفير البريطاني إلى هولندا بيتر ويلسون في مؤتمر صحافي أن مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد اوزومكو صرح في اجتماع مغلق أن المفتشين لم يتمكنوا من الدخول إلى الموقع حتى الآن حسب وكالات الأنباء الألمانية.

وأضاف السفير أن أوزومكو قال إن “النظام السوري والروس تحدثوا عن مخاوف أمنية”. ومضى إلى القول إن الروس والسوريين “لم يتمكنوا من ضمان أمن الوفد للتوجه إلى دوما في هذه المرحلة”، مضيفا أنّه لم يتم منحهم جدولا زمنياً معينا للزيارة.
 
كما أعرب وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين اجتمعوا اليوم الإثنين  في لوكسمبورغ عن تفهمهم للضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا، داعين في الوقت نفسه الى احياء العملية السياسية لإنهاء النزاع في هذا البلد.

وخلص المجتمعون إلى أن “المجلس يعتبر أن الضربات الجوية المحددة شكلت إجراءات خاصة اتخذت لهدف واحد هو منع النظام السوري من أن يستخدم مجددا أسلحة كيميائية ومواد كيميائية كأسلحة لقتل السوريين”.

وشددوا على أن “زخم المرحلة الحالية يجب استخدامه لإحياء العملية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع السوري، ويكرر الاتحاد الأوروبي أن لا حل عسكريا” في سوريا.

وكان وزير الخارجية الألماني هيكو ماس قد صرح لدى وصوله إلى لوكسمبورغ “يستحيل حل النزاع من دون روسيا”، مؤكدا أن الأولوية هي تجنب “تصعيد” عسكري في المنطقة.

التحاور مع موسكو

وهناك سياسيون يؤكدون على ضرورة التحاور مع موسكو وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز “علينا أن نسلك مجددا طريق حوار سياسي حول سوريا مع روسيا وإيران” الداعمتين للنظام السوري.

الإعلام الغربي

كتبت مونت كارلو ما يفيد أن بيان وزراء الخارجية الأوروبيين قد شدد على ضرورة “محاسبة” المسؤولين عن جرائم الحرب لكنه لا يبرر الضربات، علما بأن أعضاء الاتحاد الـ 28 منقسمون فمن جهة هناك فرنسا وألمانيا ومن جهة أخرى الدول التي وقفت على الحياد، وبينهما أعضاء في حلف شمال الأطلسي ثمة تباين بين العديد منهم حول الضربات.

وشدد مصدر دبلوماسي على أن “بيان الدول الـ 28 هو أقصى ما يمكن التعبير عنه”.

وينبع التباين بين الحكومات الأوروبية من خشية رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدعم نظيره السوري بشار الأسد.

وعشية الضربات، حذر الرئيس الروسي من أي عمل “متهور وخطير في سوريا” يمكن أن تكون له “تداعيات غير متوقعة” وذلك خلال مشاورات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
 
مخاوف دول الاتحاد من مواجهة موسكو وحلفاء الأسد

حسب وكالات الأنباء والصحف الغربية، قد سارعت موسكو إلى استغلال الانقسامات في الاتحاد الأوروبي التي بدت واضحة في ردود الفعل على عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا.

وقال دبلوماسي أوروبي إن “الجميع خلصوا إلى الأمر نفسه. الجميع قرأوا الوقائع بالطريقة نفسها لكنهم لم يصدروا ردود الفعل نفسها”.

وفي المحصلة، عمدت 19 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي الى طرد دبلوماسيين روس في حين اكتفت خمس دول باستدعاء سفرائها للتشاور ولم تتخذ ثلاث أخرى هي النمسا وقبرص اليونان أي خطوة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأحد “ينبغي ان نأمل الآن بان روسيا أدركت أنه بعد الرد العسكري (…) علينا أن نوحد جهودنا من أجل عملية سياسية في سوريا تتيح الخروج من الأزمة. أن فرنسا مستعدة للتوصل إلى ذلك”.

يوجد بديل يمكن الاعتماد عليه”. ويضيف “لذا فإن المطالبة بإسقاط ديكتاتور وحشي أمر، ووجود بديل مع القدرة على تنفيذ هذا السيناريو البديل هو أمر آخر تماما وهو ما يسبب اضطراباً و، واختلافاً في المواقف، ليس في ألمانيا وحسب وإنما في الاتحاد الأوروبي في كل المعارك التي دارت في سوريا، كان للغربيين دور المراقب أساسا. فمجلس الأمن لم يتمكن حتى من الاتفاق حول هدنات إنسانية لا سيما في الغوطة الشرقية بسبب الفيتو الروسي المتكرر.

بل ويرى الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط فاربيس بالانش أن المبادرة العسكرية المشتركة قد تضع الغرب في وضعية صعبة عسكريا، فمن الممكن “أن تُستهدف القوات الأمريكية والفرنسية في المنطقة، كما قد تستهدف في شمال سوريا ولبنان…حزب الله قد يحاول الثأر لقتلاه والإيرانيون قد يجندون حلفاءهم على الأرض لطرد الغربيين”.

ويشار إلى أن تركيا أكدت الإثنين أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يمكن أن تؤدي إلى قطيعة بينها وبين روسيا، وذلك بعد إعلان ماكرون أن الضربات الجوية على سوريا ليل الجمعة السبت تسببت في تباين بين أنقرة وموسكو حول هذا الملف.
 
 

ربما يعجبك أيضا