على حدود أوغندا.. الأغطية بقايا حنين للوطن

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

ابتليت السودان بالحرب الأهلية بين الشمال والجنوب منذ الخمسينات، وفي عام 2011 انفصل جنوب السودان عن السودان وأصبح أحدث بلد في العالم.

 في عام 2013، وبعد فترة وجيزة من الانفصال اندلع صراع على السلطة بين القادة، وانغمست البلد في حرب أهلية، تخللتها فترات هدنة ووقف لإطلاق النار، ولكن في عام 2016 عشية الذكرى الخامسة للاستقلال، انهارت اتفاقية السلام واستؤنفت الحرب.

تسببت الحرب الدائرة  في أكبر تدفق للاجئين عبر الحدود في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، حيث يتدفق آلاف اللاجئين من سكان جنوب السودان يوميًا عبر الحدود إلى أوغندا، وتحديدًا إلى مستوطنة “بيدي بيدي” التي يقطنها حوالي 300.000 لاجئ، حيث يُسمح لهم بالعمل والتعليم، وسرعان ما أصبحت “بيدي بيدي” واحدة من أكبر مستوطنات اللاجئين في العالم.

 في أغسطس 2017، وصل اللاجئ المليون إلى أوغندا، والتي تتمتع بواحدة من سياسات اللاجئين الأكثر تقدمية في العالم، لكن عدد الوافدين الجدد هدد بتضخيم حسن ضيافتهم.

وتقول المصوّرة السويدية الألمانية نورا لوريك، إن الآلاف من سكان جنوب السودان يفرون مع ما يمكنهم حمله من أشياء تذكرهم بالوطن، كالملابس التقليدية المغطاة بالورود، والتي تعلمت النساء صنعهن من أمهاتهن وجداتهن، وأغطية الأسرة والتي يقوموا بتعليقها على الجدران، لتذكرهم بمنازلهم، وفقًا لـ”ناشيونال جيوجرافيك”.

وتصف المصورة لوريك، قيام اللاجئين بتعليق أغطية الأسرة على الجدران في منازلهم المؤقتة أشبه بالاستوديوهات المتنقلة، قائلة : “هذا أعطاني الفرصة لرؤية المزيد من منازلهم الحقيقية – جنوب السودان – على الرغم من أنهم اضطروا إلى ترك الكثير وراءهم”.

في “بيدي بيدي”، بدأت مجموعة من النساء خياطة وبيع  الملابس والأعلام وأغطية الأسرة، فتقول إحدى النساء اللاجئات: “عندما تتزوج، عليك أن تضع علامة عالية على المنزل حتى يتمكن الجميع من رؤيتها، وهنا نصنع الأعلام وأغطية الأسرة وبعض الملابس، وذلك يمنحنا الوقت للحديث ومشاركة الأفكار وكسب الرزق، فبعضنا قُتل أزواجهن ومنهم من أنضم للقتال وحماية أراضينا والآن نحن نعتني بأنفسنا وبالأطفال، ولذلك علينا أن نعمل”.

بعد عدة محاولات فاشلة من كلا الطرفين للحفاظ على السلام، يبدو أن العودة إلى الوطن تبدو أملاً بعيدًا بالنسبة للاجئين.

ربما يعجبك أيضا