قمة “الكومنولث”.. بين طموحات المملكة وخليفة الملكة

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في ظل احتدام محادثات البريكست بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي تعول المملكة على دور مجموعة “الكومنولث”، والتي انطلقت قمتها، أمس الإثنين، كحائط تستند إليه عند الانفصال عبر زيادة المبادلات التجارية مع دول المجموعة.

وأكدت تقارير فوائد التجارة بين دول “الكومنولث”، بفضل اللغة المشتركة بينها والأنظمة القضائية، لكن البعض يحذرون من أن حجم تجارة بريطانيا مع دول الكومنولث أقل منه مقارنة مع جيرانها في الاتحاد الأوروبي لدرجة أن استبدالها على الفور مستحيل.

وأشار التقرير التجاري للمنظمة إلي أن التجارة الداخلية بين دول الكومنولث تنمو بنسبة 17% على الأقل وصولا إلى 700 مليار دولار بحلول 2020، حيث سيكون لبريكست تداعيات اقتصادية واسعة النطاق على بريطانيا والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء في الكومنولث.

وأضاف أنه قد تكون هناك فرص مهمة للمملكة المتحدة في فترة ما بعد بريكست، للتفاوض على اتفاقيات تجارية ثنائية جديدة مع أعضاء راغبين في الكومنولث.

ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس 2019، وتسعى إلى إبرام اتفاقات تجارة جديدة خارج السوق الأوروبية الموحدة، وتنظر إلى دول إمبراطوريتها السابقة للتعويض عن أي تراجع.

تقول رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن عائلة الكومنولث تمثّل فعليا خُمس التجارة العالمية، وعلينا مواصلة العمل سويا للبناء على هذه الأسس القوية بالبناء على روابطنا التجارية القائمة، وتأسيس روابط جديدة.

 فيما يرى المسؤول عن الأعمال في الكومنولث جوناثان مارلاند، أنه إذا فشلت بريطانيا في تعزيز الصادرات إلى الدول الأعضاء فإن ذلك سيكون تقصيرا في أداء الواجب.

ووصفت مجلة “ذي إيكونوميست” فكرة تجارة بريطانيا مع الكومنولث يمكن أن تحل مكان التجارة مع الاتحاد الأوروبي بـ”الوهم كبير”، قائلا: “الكومنولث لن تنقذ بريطانيا من بريكست”.

وتشير أرقام تجارة البضائع والخدمات في 2016 إلى أن حجم تجارة بريطانيا مع 15 دولة، تسع منها في الاتحاد الأوروبي، يفوق حجم تجارتها مع أكبر شريكين لها في الكومنولث، كندا والهند.

وفي قمتها المنعقدة حاليا، تأمل دول المجموعة في الاتفاق على ميثاق لحوكمة المحيطات وأجندة اتصال للتجارة والاستثمار وإعلان للتصدي للجرائم الإلكترونية، و في وقت سابق، قالت اسكتلندا إن المباحثات في لندن سوف تركز على إصلاح وتجديد الكومنولث.

وأيد أغلب دول الكومنولث بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم الهند التي اعتبرت أنه من الأفضل للشركات الهندية أن تستخدم بريطانيا كقاعدة لعملها في أوروبا.

رابطة “الكومنولث”

 هي منظمة تجمع المملكة المتحدة مع مستعمراتها السابقة وعددها 53 دولة، وهدفها تقوية الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الأعضاء، إلى جانب دعم مسارات الديمقراطية والشفافية داخل كل بلد عضو، وتعتبر كل من بريطانيا وأستراليا من بين أغنى الدول الأعضاء، فيما تعد بنجلاديش من أفقرها.

وتبلورت الرابطة في صيغتها المعروفة منذ إعلان وستمينستر عام 1931، وأسستها بريطانيا وكندا وأستراليا وإيرلندا ونيوزيلندا ونيوفاوندلاند وجنوب أفريقيا، والتي يتجاوز عدد سكانها ربع سكان العالم، ويلتقي الدول الأعضاء،  في اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث والذي ينعقد مرة كل عامين.

هاري سفيرًا لشباب الكومنولث

وقبل أيام عينت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الأمير هاري “33 عامًا” في منصب سفير الشباب لمجموعة الكومنولث والذي تزامن مع بدء اجتماع القمة، وهو دور سيقوم خلاله بتشجيع الشبان على خدمة هذه المنظمة.

وافتتح الأمير هاري منتدى لشباب المجموعة أمس مخاطبا القادة الشباب بالقول: إنه يأمل في تضافر جهودهم لضمان “أكبر نتيجة” في إيجاد حلول لمشكلات عالمية تهدد استقرار دول المجموعة.

وينعقد منتدى الشباب وكذلك قمة “الكومنولث”، وسط تكهنات بأن القمة هذه الدورة ستناقش مسألة الخليفة المحتمل للملكة 91 عاما كرئيسة للمجموعة.

تشارلز خليفة محتمل

يمكن لقادة الكومنولث أن يقرروا هذا الأسبوع بشأن من سيحل محل الملكة كرئيس للمنظمة، حسبما قالت صحيفة “الجارديان”.

وأوضحت تيريزا ماي، أن بريطانيا تدعم الأمير تشارلز، ليكون الرئيس الجديد للكومنولث، والذي تم تمرير المنصب من جده إلى والدته، في خطوة لم يكن المقصود بها التوريث لهذا المنصب.

وقال المتحدث باسم ماي إن تشارلز فخور بدعم الكومنولث لأربعة عقود، لافتا إلى التنوع الفريد لدول المنظمة.

ويرى زعيم حزب العمل البريطاني المعارض جيريمي كوربين، أن يتم اختيار رئيس الرابطة على أساس دوري، قائلا: “من الواضح أن الملكة ملتزمة للغاية شخصيًا بالكومنولث ولكن بعدها أعتقد أنه ربما يكون الوقت مناسباً للقول، أنه ينبغي للكومنولث أن يقرر من هو رئيسه بالتناوب”.

ورفض وزير الخارجية بوريس جونسون التعليق على ما إذا كان يجب أن يخلف الأمير تشارلز الملكة، وقال “هذه مسألة تخص 53 دولة”.

والملكة إليزابيث البالغة من العمر 91 عاما، كانت رئيسة رمزية للكومنولث منذ عام 1952.

ربما يعجبك أيضا