بعد 11 شهرًا.. جيمس كومي يرد الصفعة لترامب بـ”ولاء أكبر”

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

“ترامب كذاب بالفطرة وقائد غير أخلاقي ومدفوع بالأنا الشخصية ويذكرني بزعماء المافيا”، جبهة جديدة يفتحها جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي “إف بي آي” على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال كتابه الذي صدر أمس الثلاثاء بعنوان “ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة”.

ويقول جيمس كومي – في حوار ببرنامج “ذا لايت شو”، المذاع على شبكة “سي بي إس”- إن اسلوب قيادة ترامب والمحيطين به، مماثل بشكل لافت للنظر لاسلوب العصابات، أو أعضاء المافيا الأمريكية، التي تعرف باسم “كوسا نوسترا”، لكنه أضاف: “ترامب لا يحطم أرجل الناس أو يرهب أصحاب المتاجر، وإنما أعني أنه عندما يقود فالأمر يتعلق فقط بالزعيم”.

واعتبر كومي، أن ترامب يفتقد أمورا مثل الدين والتاريخ، التي يجب أن يحظى بها أي قائد، مضيفا: “ترامب يمكن أن يصبح قائدا أخلاقيا إذا أحاط نفسه بأشخاص لديهم هذه الأمور المرجعية”.

ويذكر في كتابه، أن ترامب طالبه خلال لقاء جمعهما في فبراير 2017 بالولاء له، ثم أعاد الطلب في حفل عشاء آخر، فرد كومي: “أنا أقدم لك الحقيقة”، فقال ترامب: “أريد الولاء الصادق”.

وعلق كومي -في كتابه- على ذلك الطلب بالقول: إن طبيعة الولاء الذي كان يطلبه ترامب، ذكره بزعيم المافيا الشهير سامي جرافانو الذي حقق معه مدير مكتب التحقيقات السابق في بداية مشواره المهني.
ووفق الكتاب الذي اعتمد على سلسلة ملاحظات دونها كومي من خلال لقاءاته بالرئيس، فإن ترامب طلب من كومي دحض مزاعم وردت في تقرير كان قد أشار إلى وجود علاقات جنسية بين ترامب وبائعات هوى روسيات خلال عام 2013.

تقرير أعده عميل بريطاني سابق، لصالح شركة تعامل معها جمهوريون مناوئون لترشح ترامب، إبان الحملة الانتخابية قبل أن يصل إلى أيدي الديمقراطيين، ويزعم التقرير أن المخابرات الروسية لديها صور لتلك العلاقة، تلك تهم نقل كومي عن ترامب نفيها، قائلا: “إنها مؤلمة بالنسبة إلى زوجته ميلانيا”.

كما كشف كومي في الكتاب، أن ترامب طلب منه إيجاد سبيل لإنهاء التحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، الذي استقال من منصبه العام الماضي، على خلفية طبيعة اتصالاته بالسفير الروسي السابق في واشنطن.
 

في المقابل دشن الجمهوريون موقع إلكترونيا ضد كومي باسم “كومي الكاذب” يهدف لدحض ما جاء في مذكرات كومي، وباتت إقالة كومي في صلب تحقيقات روبرت مولر، المحقق الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، باعتبارها عرقلة محتملة للعدالة من قبل الرئيس.

وفي مايو من العام الماضي، أقال ترامب جيمس كومي، بينما يقوم مكتب التحقيقات الاتحادي بالتحقيق في وجود صلات محتملة بين حملة ترامب الانتخابية عام 2016 والتدخل الروسي في الانتخابات.

وعن إقالته، قال كومي: “إنه لم يكن يتوقع هذا الأمر، لافتا إلى أنه كان مفاجئا لأنه كان يقود التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، التي تنفيها موسكو، بينما يؤكد ترامب أنه لم يرتكب أي أفعال غير ملائمة.
 

ويبدو أن جيمس كومي انتظر 11 شهرًا لكي ينتقم من ترامب بعد إقالته وقرر نشر كتاب يكشف فيه تفاصيل تُدين الرئيس الأمريكي، وتضيف شبكة “سي إن إن” الأمريكية: أن كومي وصف ترامب بأنه كذاب بالفطرة، غير أخلاقي، عبد لأنانيته، ولا يعرف أي شيء عن مهام وظيفته، ولا يعرف كيف يقوم بها، ولا يشعر بالقلق إزاء الهجوم الروسي على الولايات المتحدة، ومحاولة موسكو تقويض العملية الديمقراطية الأمريكية.

وفي تعليقه على الكتاب الجديد، قال ترامب: إن كومي أثبت أنه مُسرّب وكاذب، مؤكدا أنه يشعر بالفخر لأنه أقاله من عمله، وقال -في تغريدات على حسابه بموقع تويتر- “الجميع في واشنطن كانوا يريدون فصله بسبب أدائه السيئ، في الحقيقة رغبوا في إقالته”.

ومن المتوقع أن يُحدث نشر الكتاب هزة أخرى في وقت تتشعب فيه تحقيقات مولر، وآخر ذلك ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” من أن مقربين من الرئيس الأمريكي متخوفون من أن يكون الـ”إف بي آي” صادر تسجيلات صوتية تدين ترامب أثناء اقتحام مكتب محاميه الأسبوع الماضي.

ربما يعجبك أيضا