لحجز تذكرتها في 2020.. هل تقفز نيكي هيلي من سفينة ترامب؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشاهد التلفزيون الأحد الماضي، عندما رأى نيكي هيلي، سفيرته لدى الأمم المتحدة ، تعلن أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا، اشتعلت النار برأس الرجل ، فالقرار لم يحسم بعد، وهو ليس في حاجة الآن إلى مزيد من التوتر مع موسكو، ففي سوريا ما يكفي.

الجدل داخل الإدارة الأمريكية بشأن تصريحات هيلي خرج للنور سريعا مع تصريح للمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، الإثنين، قالت فيه ندرس فرض عقوبات جديدة على روسيا وسيتم اتخاذ قرار في هذا الصدد قريبا، ولكن ليس الآن.

وعلى الرغم من أن هيلي كانت واضحة في تصريحها الأحد عندما قالت إن وزير الخزانة ستيف منوتشين سيعلن غدا عقوبات جديدة تستهدف موسكو بسبب دعمها للنظام السوري، إلا أن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو أصدر توضيحات شديدة اللهجة الثلاثاء جاء فيها: هيلي تؤدي عملها بصورة عظيمة، لكن قد يكون لديها التباسا مؤقتا فيما يتعلق بهذا الأمر، الواقع هو أن لدينا مجموعة من العقوبات ونبحث عقوبات إضافية ولكن لم يبت فيها بعد.

تخبط داخلي

ردت هيلي بتصريحات حاسمة “مع كل الاحترام اللازم، أنا لا أصاب بالبلبلة ولم يلتبس علي الأمر”، مضيفة لـ” فوكس نيوز” إن الولايات المتحدة كانت تعد لعقوبات جديدة على شركات روسية، ولكن البيت الأبيض قال لاحقا إنه لم يتم اتخاذ قرار بمثل هذه العقوبات.

وبعد ساعات قليلة من تصريح هيلي اتصل كودلو بـ”نيويورك تايمز” لتقديم اعتذار علني بشأن اتهامها بـ”الالتباس” قائلا: كنت مخطئا في قول ذلك،  لقد كانت تتبع ما كانت تظن أنه السياسة المتبعة، وتم تغيير السياسة ولم يتم إطلاعها على ذلك.. من إذا المسؤول عن إحراج هيلي وتركها خارج دائرة الإطلاع على مستجدات السياسة الخارجية الأمريكية التي يفترض أنها ممثلتها الأولى حاليا بعد إقالة ريكس تيلرسون؟.

بالأمس صرح مصدر بوزارة الخارجية الروسية، بأن إدارة البيت الأبيض أرسلت إخطارا إلى السفارة الروسية في واشنطن يفيد بعدم فرض أي عقوبات أمريكية جديدة على روسيا في المستقبل القريب، لكن صحف أمريكية أشارت إلى وثيقة وزعتها اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري السبت الماضي تتفق مع تصريحات هالي جاء فيها: نعتزم فرض عقوبات إضافية ضد روسيا للرد على دعمها المستمر لنظام الأسد، الأمر الذي مكنه من ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري.

ولقطع الطريق على تكهنات وسائل الإعلام، أكدت هيلي بالأمس أن علاقتها بترامب مثالية!، لكن ذلك لن يفيد كثيرا، بات الرأي العام الأمريكي وكذلك العالمي، يعرف جيدا أن إدارة ترامب تعاني من تخبط داخلي و”تسونامي استقالات” يعصف بها منذ اللحظة الأولى لعملها، وأخر الراحلين عن سفينة البيت الأبيض كان وزير الخارجية ريكس تيلرسون، عندما أعلن ترامب إقالته الشهر الماضي عبر تغريدة على تويتر، لينهي شهور من الخلافات الصامتة بشأن السياسة الخارجية للبلاد حيال بعض القضايا.. لكن هل ينفذ صبر ترامب مع هيلي أيضا؟.

تذكرة هيلي لـ2020

الواقع أن ابنة المهاجر الهندي التي وصلت إلى منصب حاكم ولاية كارولينا الجنوبية عبر الحزب الجمهوري، هي مثال واضح لكل ما يحاربه ترامب، ولم تكن هيلي من بين المعجبين بترامب إبان حملته الانتخابية وكانت تصرح بذلك علانية، ما دفع ترامب ليرد عليها عبر “تويتر” كعادته: إن أهل كارولينا يشعرون بالحرج من هيلي، لذا لن يكون غريبا أن تقرر القفز من السفينة، مستبقة “تغريدة إقالتها”، لا سيما بعد أن اكتشفت أن عملها تحت قبة الأمم المتحدة، لن يحميها من مزاجية ترامب، وأنها قد تعرض مستقبلها السياسي لمزيد من الانتقادات في حال وضعت ثانية في خانة “أخر من يعلم” أمام الناخب الأمريكي.

تشير تسريبات نشرتها أخيرا “نيويورك تايمز” من داخل البيت الأبيض، إلى أن تحالفا سياسيا بدأ يتشكل في إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية 2020، بين نيكي هيلي يسارية الهوى، ونائب الرئيس مايك بنس المنتمي لليمين المحافظ، وأن هذا التقارب بينهما أزعج ترامب، لا سيما وأن بنس شكل فريق عمل سياسي خاص به فور وصوله إلى منصب نائب الرئيس وعزز علاقاته مع مانحي الحزب الجمهوري، ما يؤكد أن الرجل يفكر جديا في خوض الانتخابات أمام ترامب، حتى وإن نفى الأمر مرارا وتكرارا، وضمانه لولاء هيلي ربما يجعلنا نتصورها في 2020 في منصب وزيرة الخارجية.

فرص بنس في الوصول إلى منصب الرئيس، تبدو أكثر منطقية من أن يدعم “الجمهوري” ترامب لفترة ولاية جديدة، بعد أن ضاق ذراعا بتصرفات الرجل غير الدبلوماسية ومفاجأته غير السارة حتى لأعضاء حكومته أنفسهم، فترامب رجل لا يعرف احترام القواعد وبعيد تماما عن الدبلوماسية ويتصرف بعقلية رجل الأعمال فحسب، رافضا التحلي بالدبلوماسية المطلوبة لمنصب رئيس الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا