داود أوغلو وغول.. هل تتوحد الصفوف للإطاحة بأردوغان؟

كتب – حسام عيد

يبدو أن هناك صفقة سياسية تحاك خيوطها في تركيا للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان، بعد لقاء رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو ورئيس البلاد السابق عبدالله غول في أنقرة مؤخرًا.

ظهور قد يتسبب في تنامي القلق لدى أردوغان، خاصة في وقت يتزايد الحديث عن إمكانية خوض غول، صاحب الشعبية الكبيرة، الانتخابات المقبلة في 24 يونيو المقبل.

المعارضة تفضل غول رئيسًا

في 23 أبريل الجاري، عقد الرئيس السابق، عبد الله غول، اجتماعا مع رئيس الوزراء التركي وزير الخارجية الأسبق، أحمد داود أوغلو، في أنقرة.

ومن المتوقع دخول غول السباق الرئاسي منافساً لأردوغان، حيث بدأت الصحافة التركية تتحدث عن حالة اندماجية متوقعة بين أحزاب تريد تحدي أردوغان بتقديم فرصة عبدالله غول لمنافسته حتى وإن كانت أوساط متابعة تستبعد أن يقبل غول بالتورط في جولة خاسرة يمكن أن تقصيه تمامًا عن المشهد السياسي وإلى الأبد.

وبدأ غول مشاورات حول الانتخابات المقبلة مع ثلاثة أحزاب تعلن خصومتها مع الرئيس أردوغان وهي السعادة والشعب  والحزب الجيد المنبثق أصلا عن تنظيمات بالمعارضة البرلمانية.

والرئيس السابق عبد الله غُول من مواليد مدينة قيصري عام 1950، وشغل منصب رئاسة الجمهورية التركية قبل انتخاب أردوغان عام 2014، كما تم تعيينه قبل ذلك وزير دولة للشؤون الخارجية في الحكومة الائتلافية التي شكلها زعيم “حزب الرفاه” أربكان، ليتولى بعدها منصب رئيس الوزراء لمدة أربعة أشهر عام 2000 عند فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية، ثم تخلى عنها لرفيق دربه أردوغان بعد انتهاء فترة منع الأخير من ممارسة النشاط السياسي.

داود أوغلو يهدد طموحات أردوغان

أحمد داود أوغلو، الذي ينظر له كمهندس حزب العدالة والتنمية الحاكم حتى استقالته من رئاسة الحزب عام 2016، ليس على علاقة جيدة بأردوغان الذي كان قلقا من تصاعد شعبيته خلال رئاسته للوزراء لمدة عامين.

وبسبب توتر مع الرئيس الذي كان يطمح في توسيع صلاحياته، دعا داود أوغلو إلى مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية في 5 مايو 2016، وتقدم باستقالته كرئيس للوزارء ورئيس للحزب.

واعتبر مراقبون أن بإعلانه إجراء انتخابات مبكرة في يونيو، يكون أردوغان، قد لجأ إلى الخيار الأكثر فاعلية من حزمة خيارات كانت متاحة له لتحقيق هدفه بإقامة نظام رئاسي قوي يتمتع بسلطات تنفيذية كاسحة.

لكن مجرد الحديث عن توجه ما لغول لدخول المعترك الانتخابي، وبدعم محتمل أيضا من داود أوغلو، يعد سببا كافيا لإثارة القلق في دائرة الرئيس الحالي.

فالرجل يملك قاعدة كبيرة من المؤيدين داخل الحزب، وقد يعني ترشحه انقساما في الحزب الحاكم، مما سيمثل تهديدا حقيقيا لطموحات أردوغان.

مخاوف أردوغان

يخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تفكير رفيق دربه السياسي عبدالله غول في الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة، وهو ما قد يمثل انهيارا لاستثمار طويل الأمد عوّل عليه أردوغان للتحوّل إلى حاكم مطلق وفق نظام رئاسي يمنحه صلاحيات غير مسبوقة.

وهذا ما دفعه إلى توجيه اتهامات لأحزاب معارضة بالسعي لتشكيل تحالف انتخابي هدفه الوحيد معاداته شخصياً.

وتبقي المعارضة على غول كخيار وارد يمكن أن يوحّد صفوفها، خصوصا في حالة موافقة ميرال أكشينار، رئيسة حزب الخير التركي الجديد، على التنازل عن الترشح أمام أردوغان لصالح غول.

ويتمتع غول بشعبية واسعة، إذ ينظر إليه باعتباره رئيسا سابقا مارس مهامه باتزان وحيادية كبيرة بين كل التيارات السياسية في تركيا. ولا يمثل ذلك قلقا لأردوغان، بقدر قدرة غول على إحداث انقسام في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ولا يزال المشهد التركي مفتوح على الكثير من الاحتمالات خصوصا وأن عوامل المعركة التي يخوضها أردوغان شمالي سوريا لم تستثمر بعد في المواجهة الانتخابية.
 

ربما يعجبك أيضا