“بقدم على قدم”.. صلاح يشعل بركان “الأنفيلد” وينزع أنياب ذئاب روما

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بثقة فاقت كل الحدود، وبإصرار غريب على مواصلة التألق، أراد الفرعون الدولي محمد صلاح ببشاشة وجهه المنير، إثبات أن زمن الأساطير لم ينته بعد، كما أراد أن يقول للعالم أجمع: انتظروا ما سأفعله في الملاعب الأوروبية وقد كان.

بركان مدمر أشعله الفرعون الدولي بالأمس في ملعب أنفيلد -واضعًا إحدى قدميه على الأخرى- عندما قاد فريقه ليفربول الإنجليزي لتخطي مباراة الذهاب أمام روما الإيطالي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بخماسية لهدفين.

صلاح نجح في تسجيل هدفين وصناعة مثلهما لكل من روبيرتو فيرمينو، وساديو ماني، ليقرب ليفربول من التأهل إلى المباراة النهائية للمسابقة التي ستقام في كييف الأوكرانية.

وكانت نتيجة المباراة قد وصلت إلى خمسة أهداف نظيفة لصالح ليفربول، إلا أن روما نجح في تسجيل هدفين بعد خروج صلاح في الدقيقة 74 من المواجهة.

على صفيح ساخن

انطلقت مباراة الذهاب عشية الأمس، بحماس شديد من جانب الطرفين، على أرضية ملعب “أنفيلد” في مدينة ليفربول، وكان التقدم لأصحاب الأرض عندما سجل الفرعون “صلاح” هدفًا رائعًا في الدقيقة 36، قبل أن يضيف النجم المصري نفسه الهدف الثاني في الدقيقة 44.

وقد عزز “الريدز” تقدمهم في الشوط الثاني، بالهدف الثالث عند الدقيقة 56 عبر السنغالي ساديو ماني، قبل أن يضيف البرازيلي روبيرتو فيرمينيو، الهدف الرابع في الدقيقة 61، ويسجل اللاعب نفسه الهدف الخامس في الدقيقة 69 برأسية ممتازة.

وفي الدقيقة 81، قلص البوسني إيدين دجيكو الفارق لروما، قبل أن يسجل الأرجنتيني دييغو بيروتي، الهدف الثاني من ركلة عند الدقيقة 84، لينتهي اللقاء بنتيجة (5- 2).

الصحف العالمية تخضع لـ “تمجيد” المبهر

سلطت العديد من الصحف العالمية الضوء على ساحر الكرة الإنجليزية “صلاح”، وعن الدور الذي قدمه حيث وضع قدمًا للريدز في نهائي دوري الأبطال، وعلى رأسها صحيفة “الجارديان” البريطانية، حيث قالت: “تفوق صلاح اليوم أمام روما” وتابعت: “صلاح المثير يضع ليفربول” في النهائي.

كما أشارت صحيفة “لاجازيتا ديللو سبورت” الإيطالية إلى تفوق صلاح هذا الموسم وقالت: “صلاح مع الكرة الذهبية”.
وقالت صحيفة “كويرو ديللو” الإيطالية: “ليفربول وصلاح يا له من عرض خيالي”.

بينما قالت صحيفة “توتو سبورت” الإيطالية: “انهيار الأبطال، وصلاح معبود الجماهير علي مواقع التواصل”.

كما سلطت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية الضوء على صلاح، وقالت: “صلاح ملهم ليفربول”.

كما عنونت صحيفة “ذا صن” بعبارة: “دينا مووووو كييف”، في إشارة لإقامة نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب دينامو كييف في أوكرانيا
وأخيرًا قالت صحيفة “إندبندنت”: “الساحر صلاح يسقط روما”.

محطم الأرقام القياسية

بعد مباراة فريقه القاسية جدًا على رفاقه القدامى في روما الإيطالي، واصل الفرعون الدولي “صلاح” هوايته في تحطيم الأرقام القياسية، حيث أصبح:

– أول لاعب مصري يشارك في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا.

– أول أفريقي يسجل 10 أهداف في نفس الموسم لدوري الأبطال متخطيًا الكاميروني صامويل إيتو.

– كذلك أول لاعب في تاريخ ليفربول يسجل 10 أهداف في موسم واحد في دوري أبطال أوروبا.

– اللاعب التاسع من قارة إفريقيا يسجل في نصف النهائي، والأول منذ اللاعب المغربي مهدي بن عطية مع بايرن ميونيخ في 12 مايو 2015.

– سجل في كل المباريات التي شارك بها منذ البداية مع ليفربول في دوري الأبطال هذا الموسم، متساويًا مع ستيفن جيرارد، ولا يوجد لاعب سجل أكثر منه في مباريات متتالية للفريق الإنجليزي.

– سجل 43 هدفًا في كل المسابقات هذا الموسم، ليصبح على بعد هدف واحد من معادلة رقم الهولندي فان نيستلروي برصيد 44 هدفًا، كأكثر لاعب من “البريمرليج” يسجل أهدافًا في موسم واحد 2002- 2003.

– سجل حتى الآن 43 هدفًا هذا الموسم، أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (إنجلترا – إسبانيا – إيطاليا – ألمانيا – فرنسا).

– نجح في معادلة رقم أسطورة فريقه وهدافه التاريخي، إيان راش بالتسجيل في 33 مباراة مختلفة، وهو ما حققه راش موسم 1982- 1983.

– أكثر لاعب عربي تسجيلًا للأهداف في تاريخ دوري الأبطال برصيد 13 هدفًا، بقمصان ليفربول وروما وبازل السويسري، محطمًا رقم الجزائري المعتزل رابح ماجر (12 هدفًا) مع بورتو البرتغالي بين عامي 1986 و1991.

– بات صلاح اللاعب رقم 14 في تاريخ دوري الأبطال يسجل 10 أهداف أو أكثر في موسم واحد، بعد ديل بييرو وريفالدو وجاردل وراؤول غونزاليس وفان نيستلروي وإنزاجي وكاكا وميسي وماريو غوميز وكريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي وزلاتان إبراهيموفيتش ونيمار.

جائزة جديدة

لم يكتف الخلوق محمد صلاح بتحطيم هذا الكم من الأرقام القياسية، بل نال بعد مباراة الأمس، جائزة جديدة أعلنت عنها الصفحة الرسمية لنادي ليفربول عبر “تويتر”، والتي أفادت بأن صلاح حصد جائزة رجل المباراة في الاستفتاء الذي شارك به 54 ألف و940 زائرًا.

حيث تصدر صلاح الاستفتاء بحصوله على 84% من الأصوات، يليه روبرتو فيرمينو 11%، ثم جوردان هندرسون 4% وأخيرًا ساديو ماني 1%.

ليفربول يحطم “الأرقام” هو الآخر

حطم فريق ليفربول الإنجليزي بعد نزال الأمس، عددًا من الأرقام القياسية هو الآخر، حيث أصبح ثاني فريق في تاريخ دوري الأبطال يسجل خمسة أهداف بعد أياكس أمام بايرن ميونخ في 1995.

كما تعتبر تلك المباراة أكثر مباراة في نصف النهائي تشهد سبعة أهداف بعد نفس اللقاء بين أياكس وبايرن.

كذلك سجل ليفربول رقمًا قياسيًّا جديدًا بتخطي الثلاثي محمد صلاح، وروبيرتو فيرمينو، وماني، مهاجمي الفريق، حاجز الثمانية أهداف لكل منهم في أول سابقة بالمسابقة.

روما.. هل بالإمكان أكثر مما كان؟

بعد هذه الهزيمة الثقيلة، يحتاج فريق روما فعليًّا للفوز بثلاثية نظيفة في مباراة الأياب لكي يتأهل، في حين يحتاج ليفربول للفوز بأي نتيجة أو التعادل بأي نتيجة أو الخسارة بفارق هدفين، أو ثلاثة أهداف مع تسجيل أكثر من هدفين، ليعبر للنهائي.

هدفا روما اللذان استطاع الفريق أن يسجلهما في مباراة الإياب، كانا بمثابة عدم الاستسلام، والرجوع إلى المنافسة من جديد، فيحسب لأفراد ذئاب روما، إيمانهم بقدرتهم على فعل شيء، واستدعاء الروح القتالية، وعدم الاستسلام للخماسية النظيفة، وحفظ ماء الوجه أمام جماهيرهم.

كذلك فتحت هذه النتيجة بابًا آخر لاحتمالية ريمونتادا تاريخية جديدة، كما فعلوا مع برشلونة الإسباني في نفس البطولة، الأمر الذي صرح بيه إيزيبيو دي فرانشيسكو -المدير الفني لروما- بأن هناك إمكانية لتأهل فريقه للنهائي، رغم الخسارة الثقيلة قائلًا: “أثق أننا قادرون على التعويض في مباراة العودة سنرى وجهًا مختلفًا لروما في الإياب”.

وبين هذا وذاك هل سينجح روما في صناعة ريمونتادا جديدة قد تدخله التاريخ من أوسع أبوابه؟ أو بمعنى آخر هل سيكون بالإمكان لدى روما أكثر مما كان؟ أم سينجح صلاح ليفربول ورفاقه في الحفاظ على ما وصلوا إليه، ليستمروا في كتابة المجد للنادي الإنجليزي؟

ربما يعجبك أيضا