بعد فضيحة الوثائق.. هل تشهد إيران وإسرائيل صيفًا ساخنًا؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عرض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الإثنين، خلال مؤتمر صحفي عُقِد في تل أبيب، ما أسماه “دليلا دامغا” على مواصلة طهران لتطوير برنامجها النووي، وشرح تسجيلات مصورة زعم أنها تظهر منشأة إيرانية.

جاء ذلك بعد ساعات من ضربة قوية استهدفت قواعد إيرانية في سوريا يتوقع خبراء أنها ستجلب ردًا إيرانيًا بسبب فداحة الخسائر.

إيران تكذب على العالم

وقال نتنياهو في بداية خطابه إن إيران تكذب على العالم، عارضا مقتطفات لخطابات للمرشد على خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، يؤكدون خلالها عدم نية طهران في الحصول على سلاح نووي.

واستبق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مؤتمر نتنياهو بتغريدة على حسابه بموقع تويتر، أشار فيها إلى أن هناك من سيستمر في الكذب وأنه “يمكن خداع بعض الناس لبعض الوقت”.

الضربات الصاروخية “المجهولة” لعدد من قواعد النظام السوري والإيرانيين في ريفي حماة وحلب، قتلت 18 عنصرًا من الميليشيات الإيرانية ودمرت أكثر من 200 صاروخ.

وشدد رئيس وزراء الاحتلال في مؤتمره الصحفي على أن إيران كثفت برنامجها النووي سرا في السنوات الأخيرة.
55 ألف ملف.. وانسحاب أمريكي

وأكد بنيامين نتنياهو أن إسرائيل كشفت عن 55 ألف ملف تحتوي على معلومات “دليل على تورط” في إخفاء جوانب من برنامجها النووي.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن البيت الأبيض ينظر في احتمال الانسحاب من الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرارا بالكارثي.

وأضاف نتنياهو “بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 كثفت إيران جهودها لإخفاء ملفاتها السرية… في 2017 نقلت إيران ملفات أسلحتها النووية إلى موقع سري للغاية في طهران”.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال نتنياهو إن إيران تواصل الحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية وتعززها لاستخدامها في المستقبل.
وعرض نتنياهو صورا بأقمار صناعية وأخرى عن قرب حول ما يزعم أنه مخبأ سري للأسلحة النووية الإيرانية.

احتمالات تصعيد عسكري

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو، تحدث قبل خطابه مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ونقلت وسائل الإعلام ذاتها أن دبلوماسيًا ألمانيا رفيع المستوى، علّق على خطاب نتنياهو قائلا: “إن نتنياهو لم يعرض أي جديد، ولم يُقدِّم شيئًا لا نعرفه، فما هو برنامج نتنياهو بالضبط؟ ما هو البديل الذي يقترحه مكان الاتفاق النووي مع إيران؟. الاتفاق النووي هو الأمر الذي يُتيح لنا أن نُشرِف على برنامج إيران النووي”.

وخلال الشهر الماضي، تعرضت قاعدة التيفور السورية التي تضم مركزا عسكريا إيرانيا لقصف إسرائيلي، أسفر عن قتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني، وكما جرت العادة تعهدت، عقب تلك الضربة، إيران برد انتقامي.

خبراء ومحللون يرون أن الضربات الجوية قد تزيد من احتمالات تصعيد عسكري في سوريا بين الإيرانيين والإسرائيليين، بينما يهدد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بضرب طهران مباشرة إذا تم استهدف الاحتلال الإسرائيلي سواء انطلاقا من سوريا أو من جنوبي لبنان حيث تتمركز ميليشيا حزب الله التابعة لإيران.

انتقاد إسرائيلي وتراجع أمريكي

وطالما انتقد نتنياهو، الذي لم توقع بلاده ميثاق دولي لحظر انتشار الأسلحة النووية، الاتفاق النووي الذي صنعته القوى الغربية مع إيران في عام 2015.

وسانده في الأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي هدد بالانسحاب من الاتفاق إذا لم يتم معالجة بعض ما أسماه بالقصور في مواده.

ولم يفصح ترامب إن كانت الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي قبل المهلة التي تنتهي في 12 مايو/ أيار لاتخاذ قرار، قائلًا: “سنرى ماذا سيحدث”، لكنه عبّر عن عدم رضاه إزاء الاتفاق.

وقال: “هذا ليس وضعًا مقبولًا. إنهم لا يجلسون مكتوفي الأيدي. إنهم يطلقون صواريخ يقولون إنها لأغراض تلفزيونية، لا أعتقد ذلك، وهذا لا يعني أننا لن نتفاوض بشأن اتفاق حقيقي”.

وكان ترامب قد حدد يوم 12 مايو/ أيار المقبل، للتوصل إلى اتفاق مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا حول خطوات لإصلاح الاتفاق النووي، حيث يرغب في فرض قيود على برنامج إيران الصاروخي وسياستها في الشرق الأوسط.

وكانت إيران قد توصلت ومجموعة دول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في الـ14 من يوليو/ تموز 2015، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، أعلن في الـ6 من يناير/كانون الثاني 2016 بدء تطبيقها.

رعب داخل إسرائيل وتراجع البورصة

وعلى الصعيد الإسرائيلي الداخلي سادت حالة من الرعب بين المستوطنين وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، في إسرائيل، تفاعلا كبيرا من قبل إسرائيليين تناقلوا شائعات مفادها أن هجوما إيرانيا سيشن على إسرائيل، خلال الـ 48 ساعة المقبلة وفق تقديرات لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتسببت الشائعات لا سيما المنتشرة عبر تطبيق “واتساب” في حالة من الذعر والهلع بالنسبة للإسرائيليين.

وجاء في إحدى هذه الشائعات أن “المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية دعا إلى اجتماع طارئ، عقب تقديرات الجيش التي تفيد بأن هجوما إيرانيا سيشن على إسرائيل خلال الـ48 ساعة المقبلة، حتى أن وزير الأمن الموجود في زيارة للولايات المتحدة، عاد إلى إسرائيل على وجه السرعة، وعقد الاجتماع بشكل طارئ وفوري، حيث تناول الاجتماع الملف النووي الإيراني”.

إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تراجع الأسهم في بورصة تل أبيب بعد إعلان نتنياهو نيته توجيه كلمة مساء اليوم.

ربما يعجبك أيضا