المغرب تصعد مع إيران والبوليساريو

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استمرت تداعيات قرار المملكة المغربية بقطع علاقاتها مع نظام خامنئي، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد “بسبب علاقة بين حزب الله والبوليساريو”.

فرغم نفي إيران ومليشيات الحزب اللبناني الإرهابي، إلا أن المغرب أكدت أنها لديها أدلة لا تقبل الشك، حول التورط الإيراني في نشر التخريب والفوضى.

قطع العلاقات

وقد أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قطع بلاده علاقاتها مع طهران، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد “بسبب علاقة بين مليشيات حزب الله اللبنانية والبوليساريو”.

وقال بوريطة ، إن بلاده “قررت إغلاق سفارتها بطهران، وطلبت من سفير إيران بالرباط محمد تقي مؤيد مغادرة البلاد”.

وأضاف أن سبب هذه الخطوة هو “انخراط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في علاقة مع البوليساريو، وتهديد ذلك لأمن البلاد واسقراره”.

وأوضح أن بلاده “تملك أدلة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من البوليساريو”.

وتابع: “الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين بحزب الله بقياديين بالبوليساريو”.

وقال وزير الخارجية المغربي، إن بلاده تملك أدلة كثيرة عن “الدعم العسكري” لحزب الله للبوليساريو.

وأشار إلى أنه “تم تشكيل لجنة دعم للصحراويين في لبنان بدعم من حزب الله، وخلال نفس السنة (2016) زار مسؤول بحزب الله، تندوف (بالجزائر)”.

وتابع: “المغرب أوقف في وقت سابق عدد من الأفراد، بينت الأدلة تورطهم في هذه العلاقة التي تهدد البلاد”، دون تفاصيل.
وقال وزير الخارجية المغربي إنه “خلال هذا الشهر تم تقديم أسلحة للبوليساريو من طرف حزب الله”.

واتهم بوريطة السفير الإيراني في الجزائر، بـ”تسهيل هذه الأمور منذ سنتين، حيث كان يسهل العلاقة بين الطرفين، ويوفر الدعم من أجل زيارة قياديين بحزب الله لتندوف”.

رد الجزائر

استدعت الجزائر، السفير المغربي لديها احتجاجا على تصريحات لوزير الشؤون الخارجية المغربي، بمناسبة الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران.

وقال عبد العزيز بن علي الشريف، الناطق باسم الخارجية الجزائرية، إن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، استقبل سفير المملكة المغربية، اليوم.

وأضاف أن المسؤول الجزائري “أعرب له (للسفير المغربي) عن رفض السلطات الجزائرية للتصريحات غير المؤسسة كليا المقحمة للجزائر بشكل غير مباشر، والتي أدلى بها وزير خارجية بلاده بمناسبة إعلانه عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران”.

قرار “مستقل”

نفى المغرب، اليوم الأربعاء، أن يكون قراره بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، اتُخذ بضغط من بعض الدول، وقال إن القرار “مستقل”.
جاء ذلك وفقا لبيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية.

وأفاد البيان تعليقا على قرار المغرب قطع علاقاته بإيران، “إن بعض الأوساط ادعت بدون أي حجج، أن المملكة اتخذت هذا القرار تحت ضغط بعض الدول”.

وأشار بيان الخارجية المغربية، إلى أن المملكة كانت من بين الدول الإسلامية القليلة التي أعادت ربط علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف أنه حينما عاد سفير المغرب لمنصبه بطهران، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، “كانت أزمة إيران مع بعض البلدان العربية والغربية في ذروتها”.

وتابع أن المغرب أظهر في عدد من الأزمات الإقليمية والدولية، أن مواقفه تتخذ بكيفية مستقلة، وانسجام تام مع مبادئه وتقييمه الخاص.
وأفادت الخارجية أن بلادها قدمت “الأدلة الدامغة والمفصلة”، بما في ذلك لإيران، حول دور “حزب الله” اللبناني، وتورط السفارة الإيرانية بالجزائر العاصمة، في أعمال للتدريب العسكري، والإمداد بالأسلحة والتدريب على عمليات حرب الشوارع للبوليساريو.

وتابعت أنه “عوض الرد على هذه الوقائع اختارت هذه الأطراف اللجوء إلى حجج لا تستند على أي أساس”.

وأضافت أنه إمعانا في التغليط، ذهب انفصاليو البوليساريو، إلى حد ربط الموقف السيادي المغربي بتبني القرار الأخير لمجلس الأمن حول إقليم الصحراء.

وعبر المغرب، عن شكره للبلدان التي ساندت قرار مجلس الأمن المتعلق بالصحراء، مؤكدا أنه “لا صلة لذات القرار مع قراره المتعلق بإيران”.

وشدد أن القرار المغربي لا يهم بأي شكل من الأشكال المواطنين الإيرانيين واللبنانيين الأصدقاء، الذين لا دخل لهم بمثل هذا النوع من الأعمال العدائية، التي اتخذها حزب الله، بتواطؤ مع البوليساريو، وبمباركة إيران.

من هو السفير الإيراني

السفير رضا عامري (57 عاماً)، مواليد طهران، شغل منصب المدير العام السابق لدائرة الشرق الأوسط العربي وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية بين 1997 و1999، ومن أيلول/سبتمبر 2012 حتى أيلول/سبتمبر 2014، وقبل ذلك كان معاون الدائرة لفترات عديدة.
كما شغل منصب سفير إيران السابق في كل من السودان وإريتيريا، ومساعد سفير إيران في الكويت، والمدير العام السابق لدائرة شؤون الخليج في الخارجية الإيرانية.

تم تعيينه سفيراً لإيران في الجزائر منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2014، وقد لعب دوراً مهماً في توسيع النفوذ الإيراني في شمال إفريقيا.
تم تكريم عامري من الخارجية الإيرانية كونه سفيراً ناجحاً أدى مهامه الدبلوماسية بجدارة.

وكان رضا عامري قد أعلن في 9 شباط/فبراير الماضي، عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى الجزائر، وذلك خلال كلمة له بالجزائر في احتفال بالذكرى الثامنة والثلاثين للثورة الإيرانية بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري، طاهر حجار، ووزير الطاقة نور الدين بوطرفة.

وبالإضافة إلى اتهامات المغرب لسفير إيران بدعم جبهة البوليساريو وجلب عناصر حزب الله اللبناني لتدريب عناصرها وتزويدهم بالأسلحة والصواريخ، يتهم جزائريون السفارة الإيرانية في عهد عامري بأنها أصبحت وكراً لمشروع “نشر التشيع الإيراني” و”تصدير الثورة الخمينية” إلى الجزائر ودول شمال إفريقيا.

كذلك أطلق ناشطون جزائريون حملة في كانون الثاني/يناير 2016 تطالب بطرد المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية، أمير موسوي، الذي يقود حملة “التشيّع” في البلاد.

دعم عربي للمغرب

وأعلنت السعودية، “وقوفها إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يضمن أمنها واستقرارها، بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران”.

وأعرب المصدر السعودي المسؤول عن “وقوف السعودية إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية”.

وبين أن بلاده “تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر جماعة البوليساريو، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية “.

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تغريدة عبر موقع “تويتر”: “تعمل إيران على زعزعة أمن الدول العربية والاسلامية من خلال إشعال الفتن الطائفية وتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعمها للإرهاب”.

وأردف: “ما فعلته إيران في المملكة المغربية الشقيقة عبر أداتها تنظيم حزب الله الإرهابي بتدريب ما تسمى بجماعة البوليساريو خير دليل على ذلك”.

فيما أعلن وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، تأييد بلديهما لقرار المغرب قطع العلاقات مع إيران.

من جهنه أعرب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عن وقوف بلاده مع المغرب ضد “التدخلات الإيرانية في شؤونه الداخلية”، وقال قرقاش: “نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب إرث تاريخي راسخ (…) وموقفنا ثابت في السراء والضراء”. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإيرانية.

وأعلن الأردن، مساندته للمغرب في مواجهة أي “تهديد لأمنه واستقراره”. جاء ذلك في تغريدة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ، قال فيها : “نقف مع الأشقاء في المملكة المغربية ونساندهم في مواجهة أي تهديد لأمن المغرب واستقراره ووحدة أراضيه”. وأضاف الصفدي “التضامن والتعاضد سمتان ثابتتان في علاقات المملكتين الأخوية التاريخية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه جلالة الملك محمد السادس”.

 

ربما يعجبك أيضا