آخر محطاتها البوليساريو.. إيران تواصل “اللعبة القذرة” في القارة السمراء

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في الشرق الأوسط  يرى كثيرون أن النفوذ الإيراني وصل إلى درجات غير مسبوقة تثير الشواغل والهواجس، وفي أفريقيا  تطرح التساؤلات عن  حجم التوغل الإيراني هناك؟ وما هي أهدافه وأذرعه؟ 

أذرع إيران.. البوليساريو أحدثها

على الرغم من اتساع رقعة الانتقادات الدولية والإقليمية لإيران، وازدياد الأدلة والبراهين على التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، لا تزال إيران تسلك نفس الاستراتيجية عبر وكلائها في المنطقة.

ولما كان لذراعها الأكبر والأبرز – ميليشيا حزب الله في لبنان – من دور مميز لتنفيذ تلك الاستراتيجية، فقد كشف المغرب عن امتداد عمل الميليشيات نحو المحيط بتورطها في تدريب البوليساريو لزعزعة استقرار المملكة ومصالحها العليا.

تطور كشف سعي طهران المتواصل لكسب مساحات نفوذ جديدة بإدراجها القارة الأفريقية ضمن أولوياتها في سياساتها الخارجية.

لماذا القارة السمراء ؟

تعددت مظاهر التواصل بين القيادة الإيرانية في طهران ونظيراتها في بلدان أفريقيا وسؤال المراقبين: لماذا تستهدف إيران القارة السمراء ؟ وما مغزى تحالف طهران في هذا الاتجاه ؟

التركيز الإيراني ينصب على دول نيجيريا والنيجر ومالي، نظراً لهشاشة الوضع في هذه الدول بحسب ” الصغير سلام ” الخبير في الشؤون الأمنية الأفريقية.

يضيف بأن التغلغل الإيراني يستهدف أيضاً دول المغرب والجزائر وتونس عبر النشاط الثقافي والفكري، وهو ما يعتبر خطراً متعدد الأوجه ثقافياً واقتصادياً وأيديولوجياً، والغاية النهائية من ذلك هو تغيير العقيدة المذهبية لهذه المجتمعات .

شراكات اقتصادية

تحظى دول القارة الأفريقية باهتمام خاص ضمن الاستراتيجية الإيرانية، حيث يزداد الانشغال بتوطيد العلاقات والشراكات الاقتصادية في كل من القرن الأفريقي وغرب أفريقيا، فيما الزخم الإيراني على المستوى الفكري والثقافي هو ما يدق ناقوس الخطر.

تمكنت إيران من تطوير علاقاتها الاقتصادية مع نيجيريا عبر تطوير الروابط التجارية والاستثمار بين الدولتين وفي ذلك الإطار وقّع بنك الصادرات في إيران على اتفاقية في مجال الطاقة مع الجانب النيجيري.

كما عملت إيران على تطوير علاقاتها الاقتصادية مع السنغال فتعهدت بإمداد السنغال بالنفط لمدة عام بأسعار تفضيلية وشراء 24% من حصة معامل تكرير النفط السنغالية.

زادت إيران من تعاونها الاقتصادي مع زيمبابوي عن طريق المساعدات الإنسانية وإمدادها بالنفط في مقابل حصول إيران على وعود بالحصول على الإمدادات الوفيرة من خام اليورانيوم بزيمبابوي.

وطدت إيران علاقاتها مع دولة جنوب أفريقيا حيث تعدّ إيران الموّفر الأساسي للنفط الخام لجنوب أفريقيا حيث تصدّر لها ما يصل إلى 40% من وارادتها النفطية حسب إحصائيات عام 2006 .

وعملت إيران على توطيد علاقاتها مع النيجر، ففي عام 2009 قامت إيران بتصدير بضائع بقيمة 4 ملايين دولار، وفي العام التالي تم الإعلان عن أن إيران سوف تساعد في التنقيب عن الموارد المعدينة في النيجر التي تملك سادس احتياطي لليورانيوم في العالم وكذا الحال مع دول موريتانيا وأوغندا وكينيا.

ووسط هذا المشهد الأفريقي يتعمق الانشغال بدوافع إيران الحقيقية التي تأتي تحت غطاء التنمية مستغلة فراغاً عربياً ودولياً استمر لعقود.

حسب الشواهد فإن الأوجة المكشوفة والمتعددة لتغلغل وتمدد إيران أفريقياً، يوحي بأن أجندة الإيرانييين في هذا الجزء من العالم نحو مزيد من التوسع حتى لو على حساب استقرار البلدان وتماسك نسيجها الاجتماعي.

ربما يعجبك أيضا