لهذه الأسباب .. ترامب يعلن انسحاب أمريكا من “الاتفاق النووي”

كتب – حسام عيد

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ترامب، في كلمة من البيت الأبيض “أعلن أن أمريكا ستنسحب من الاتفاق مع إيران، وفي لحظات قريبة سأوقع مذكرة لبدء العقوبات على النظام الإيراني”، مضيفا “عقوباتنا قد تشمل أيضا دولا أخرى متواطئة مع إيران”.

وأردف قائلا “بخروجنا من الاتفاق سنبحث مع حلفائنا عن حل مستدام وشامل”.

وأوضح “إذا سمحنا لهذا الاتفاق بالمواصلة فسيكون هناك قريبا سلاح نووي في الشرق الأوسط”.

وتابع “كان يفترض أن يكون هذا الاتفاق بناءً، لكن هذا لم يحدث”، مضيفا “اليوم لدينا أدلة دامغة تؤكد أن وعود إيران كانت أكذوبة.. هذا يدل على أن الاتفاق كان مريعا.. لم يجلب السلام والهدوء”.

وهدد ترامب مرارًا بالانسحاب من الاتفاق الذي خفف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، مقابل الحد من برنامجها النووي ما لم تصلح فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ما وصفها “بعيوبه الرهيبة”، في ظل استمرار طهران بتطوير 

برنامجها للصواريخ الباليستية، ومواصلة دورها المخرب في سوريا واليمن.

بنود الاتفاق النووي

بعد مفاوضات ماراثونية بلغت ما يقرب من 20 شهرًا، وقعت مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا، مع إيران، اتفاقا نوويا في 14 يوليو 2015 في العاصمة النمساوية فيينا، وينص على رفع تدريجي ومشروط للعقوبات مقابل ضمانات من طهران بعدم حيازة السلاح النووي.

وجاءت بنود الاتفاق كما يلي:

– زيادة مدة إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلا من شهرين.

– خفض عدد أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز بنسبة 3.67% خلال فترة 15 عاما.

– خفض المخزون الإيراني من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كيلو جرام إلى 300 كيلو جرام على مدى 15 عاما.

– عدم بناء أية منشآت نووية جديدة طيلة 15 عاما.

– تكليف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منتظمة لجميع المواقع النووية الإيرانية وكل الشبكة النووية بدءا من استخراج اليورانيوم وصولا إلى الأبحاث والتطوير مرورا بتحويل وتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى تمكين مفتشي الوكالة من الوصول إلى مناجم اليورانيوم وإلى الأماكن التي تنتج فيها إيران “الكعكعة الصفراء” (مكثف اليورانيوم) طيلة 25 عاما.

– تمكين مفتشي الوكالة من الوصول لمواقع عسكرية غير نووية بشكل محدود في حال ساورتهم شكوك في إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

– مفاعل المياه الثقيلة الذي هو قيد الإنشاء في آراك سيجري عليه تعديلات كي لا يتمكن من إنتاج البلوتونيوم من النوعية العسكرية.

– العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة ستبقى خلال خمس سنوات لكن يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يمنح بعض الاستثناءات. وتبقى أي تجارة مرتبطة بصواريخ باليستية يمكن شحنها برؤوس نووية محظورة لفترة غير محددة.

– رفع كل العقوبات الأمريكية والأوروبية ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني، وتستهدف القطاعات المالية والطاقة -خاصة الغاز والنفط والنقل.

أسباب ودوافع انسحاب ترامب

هناك أسباب عدة دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، لعل أبرزها، يعود إلى وصفه هو وأنصاره ومستشاريه للاتفاق بـ”الصفقة السيئة” للولايات المتحدة، واقتناعه بأن المفاوضين الأمريكيين لم يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، ففي 13 أكتوبر 2017 أثناء خطابه عن “إستراتيجيته تجاه إيران” قال ترامب: “إن العقلية التي كانت وراء هذا الاتفاق هي نفس العقلية المسؤولة عن توقيع الكثير من الاتفاقات التجارية في الأعوام الماضية التي ضحت بمصالح الولايات المتحدة التجارية وغلبت مصالح دول أخرى وأضاعت ملايين فرص العمل على أبناء وطننا”. وأضاف: “نحن بحاجة لمفاوضين يدافعون بقوة عن مصالح الولايات المتحدة”.

فيما يرى ترامب أن الاتفاق النووي منح إيران مليارات الدولارات استخدمتها في تمويل عملياتها الإرهابية بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك عقب استرجاع مبلغ 1.7 مليار دولار إلى إيران كانت البنوك الأمريكية تحتجزهم لديها.

وفي 30 أبريل 2018 قال ترامب: “في غضون سبعة أعوام سيصل الاتفاق لنهايته وستتحرر منه إيران ويكون بمقدورها إنتاج أسلحة نووية” وهو أمر لا يمكن قبوله من وجهة نظره.

كما أن الرئيس الأمريكي على قناعة تامة بأن الاتفاق لا يحمل بعدا إقليميا ولا ينطوي على أية نقاط تكبح الطموح الإيراني للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ورغم توقيع الاتفاق منذ ثلاث سنوات استمر النظام الإيراني في تغذية الصراعات والإرهاب في الشرق الأوسط، وهو سلوك يوضح أن إيران لا تحترم روح الاتفاق، فما زالت تطور برنامجها للصواريخ الباليستية الموجهة طويلة الأمد، كما أن التدخل الإيراني في سوريا لصالح نظام بشار الأسد يعد أمرا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة.
 

ربما يعجبك أيضا