العواصم الطبية (2)..رؤية لمستقبل الصحة المصرية

هيثم البشلاوي


هيثم البشلاوي

إكمالا لما تم استعراضه من سلسلة العواصم الطبية المستهدفة التي تناولها المقترح بتحويل مدينة المنصورة لعاصمة طبية لعلاج أمراض الكلى، ومدينة أسوان كعاصمة لأمراض القلب، سنعمل في هذا السياق على استعراض بقية المدن الطبية المقترحة وتناول طبيعتها والتخصصات النوعية لها؛ ليكون هذا المقترح باكتماله عبارة عن منظومة من المراكز الطبية العالمية تتكامل فيما بينها لتضع مصر على خريطة الدول ذات الرعاية الطبية المميزة.
 
ونتابع مقترح العواصم الطبية كالتالي:

ثالثا: مدينة 500 500 عاصمة لطب الأروام

مع تباين الجهود الطبية الخيرية في تخصص علاج الأورام بمصر فهي مؤهلة لتكون مركزا عالميا إذا وضعت تلك الجهود في إطار تكاملي قومي يستهدف تحويل وتنظيم تلك الجهود بشكل مركزي يؤهلها لاكتساب ثقة وسمعة عالمية كعاصمة لطب الأورام في العالم, فالنواة العلمية والعملية لتلك المدينة بالفعل أصبحت قيد الإنشاء, وهو ما دفعنا لتقديم مقترح بتحويل مشروع مستشفى 500500 بالشيخ زايد إلى مدينة طبية لعلاج الأورام، وهي مؤهلة لتكون ذلك بكونها فعليا ستكون أكبر مستشفى متكامل لعلاج كافة أنواع الأورام، لكافة الأعمار في العالم.
 
فوفقا للمخطط التفصيلي لمشروع 500 500 الصادر عن جامعة القاهرة، فإن تصميم المستشفى الحالي جاء وفقًا لأحدث وأشمل المعايير العلمية والهندسية العالمية، وذلك على مساحة 35 فدانا، بمخصص 790000 متر مربع مباني وبتكلفة إجمالية تقدر بمليار دولار, بسعة 1000 سرير بالقسم الداخلي للمستشفى موزعة على 1000 غرفة؛ ليكون بذلك المستشفى الأول من نوعه الذي يهتم بتوفير الراحة ومراعاة خصوصية المرضى بهذا الكم والكيف، حيث إن جميع الغرف فردية كما يتميز المشروع الرعاية الطبية الشاملة للمرضى في جميع التخصصات الطبية العامة “كبد، أسنان، نساء، عظام، دعم نفسي” للمرضى، وهو ما يعد ميزة طبية كبيرة تستهدف المستشفى تقديمها, إضافة إلى 600 سرير تتواجد بمباني العيادات الخارجية وعلاج اليوم الواحد كما يحتوى مخطط المستشفى على 63 غرفة عمليات كبرى تستهدف إجراء ما يقرب من 47.250 عملية جراحية كبرى سنويًا و525000 عملية جراحية بسيطة سنويًا وهو رقم عالمي يصعب تكراره على مستوي مستشفيات العالم , ليكون من المستهدف وفق ما تم إعلانه من مخطط المشروع أن تغطي المستشفى حوالى مليون ونصف مريض سنويًا. ليحصلوا على خدمات طبية بالمجان في الأقسام الخارجية
 
وعلى ما سبق من تلك البنية التحتية الضخمة المزمع إنشاؤها يكون مشروع مستشفى 500500 مؤهل لتحويلة بسهولة لمدينة طبية متخصصة لعلاج السرطان والأورام وذلك بتوسيع مخصص مساحة أرض المشروع لتتحول لمدينة طبية متكاملة تشمل عدد من المستشفيات ليتم تخصيص أرض لبناء فرع جديد لمستشفى 57357 ومستشفى بهية داخل المدينة كما من المقترح أن تتيح المدينة التوسع في إنشاء مستشفيات متخصصة جديدة بحوافز تخصيص اراضي داخل المدينة شريطة الالتزام بالكود الطبي والمعايير الجودة المطبقة بالمدينة، وهو ما يحقق في النهاية أكبر تجمع للمستشفيات المتخصصة لعلاج الأورام والأمراض السرطانية بالعالم لتصبح المدينة بذلك هي المركز الطبي الأول في العالم الذي يقصده المرضى كما يقترح التوسع في إنشاء معهد للأورام التابع لجامعة القاهرة ليكون أحد أكبر المعاهد الأكاديمية المتخصصة في العالم ذلك بدمج الجهد البحثي لكل من المعهد ومراكز الأبحاث ومعامل الأبحاث المعملية المستهدف أنشائها لمستشفى 500 500 و أكاديمية مستشفى 57357 المستهدف بناؤها ليصبحا ضمن أكاديمية طبية واحدة عملاقة متخصصة
والبنية التحتية لتلك الأكاديمية تحت الإنشاء فعليا ضمن مشروع المبنى الأكاديمي للمشروع والذي تم الإعلان عنة ضمن مخطط المستشفى المعلن ويضم إدارة المعهد ومركز الأبحاث الإكلينيكية ومركز التعاون العلمي الدولي، ومركز متكامل لأبحاث السرطان، كما يتضمن المشروع معامل متكاملة ومعتمدة لحيوانات التجارب الدوائية والجراحية، وبنوكًا للجينات الوراثية المرتبطة بالسرطان والخلايا الجذعية. كما يتضمن المشروع فعليا إنشاء مركز تدريب، وقاعات متعددة للتدريس والامتحانات، ومكتبة ورقية وإلكترونية متخصصة في علوم السرطان المختلفة.
 
 يستهدف المقترح توظيف تلك البنية التحتية لتتكامل تلك المنظومة الأكاديمية بدمج الجهد البحثي لكل من 57357 و500500 في سياق بحثي وأكاديمي موحد لتصبح أكبر أكاديمية متخصصة لطب الأورام والسرطان في العالم ,كما من المقترح التوسع في معهد إعداد التمريض للأورام المزعم إنشائه أيضا ضمن خطة المستشفى التي سبق وأعلنت عنها جامعه القاهرة ليضمن توفير الأعداد المناسبة لاحتياجات مستشفيات المدينة وفق المستوي والتخصصات المطلوبة.
 
وختامًا: يبقى لتفعيل ذلك المقترح أن تعمل الدولة على تخصيص مساحة أرض أكبر للمشروع، وأن تتدخل برعاية المدينة ماليا كشريك، وذلك بتخصيص جزء من ميزانية وزارة الصحة لتمويل مشروعات العواصم الطبية، وذلك بتخصيص إيرادات ضرائب السجائر والدخان لصالح مشروع العواصم الطبية, ليكون الاستثمار في تلك العواصم بمثابة نقطة انطلاق لتقديم خدمات صحية على المستوى الذي يمكن الدولة من تحقيق عوائد مالية لاستكمال مشروع قومي لتطوير منظومة الصحة على مستوى الجمهورية ككل.

ربما يعجبك أيضا