عقوبات الخليج تحاصر “حزب الله” وأذرعه السوداء

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

أدرجت دول خليجية، مساء الأربعاء، عددا من القيادات التابعة لميليشيا حزب الله على قائمة الإرهاب، وذلك في سياق التعاون المشترك للدول الأعضاء بمركز مكافحة تمويل الارهاب الدولي في الرياض.

وأعلنت كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين، إضافة إلى الولايات المتحدة، فرض عقوبات اقتصادية على قيادات ينتمون لما يسمى “مجلس الشورى” التابع لتنظيم حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران.

وجاءت العقوبات الجديدة عملا بنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وتماشيا مع قرار الأمم المتحدة الذي يستهدف الإرهابيين ومن يدعمهم، لتقويض نشاطات ايران وحزب الله المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

قائمة الإرهاب الأسود المدرجة

وقررت الدول الأعضاء في “مركز استهداف تمويل الإرهاب” فرض عقوبات اقتصادية على حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ونائبه الأول نعيم قاسم، ومحمد يزبك وحسين الخليل وإبراهيم الأمين السيد.

كما فرضت عقوبات على أسماء وشركات تنتمي وتدعم نشاطات إيران وحزب الله، وهم طلال حمية وعلي يوسف شرارة ومجموعة سبكترم وحسن إبراهيمي ومؤسسة ماهر تريدنج التجارية وهاشم سيف الدين وأدهم طباجة والإنماء جروب وشركة الإنماء للهندسة والمقاولات، وجميعهم سبق إدراجهم على قائمة الإرهاب من جانب الولايات المتحدة.

وتعد هذه المرة الثانية التي يصدر فيها المركز قائمة عقوبات على النشاطات الإرهابية منذ تأسيسه في 21 مايو 2017.

تجفيف منابع تمويـل الإرهاب

وبموجب هذه الخطوة، ستُفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المدرجة، تشمل تجميد أي أصول لها داخل الدول الأعضاء، ومنع المواطنين والمقيمين فيها من التعامل معها.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التزام البحرين بالعمل الجماعي المنظم والفاعل مع جميع الأشقاء والحلفاء في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

وقال: إن إدراج هؤلاء الأفراد والكيانات على قائمة الإرهاب يأتي ضمن المساعي المتواصلة لمكافحة العنف والتطرف والإرهاب، واستمرار التعاون والتنسيق مع جميع الجهود الهادفة إلى القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار العالم.

وحث خالد بن أحمد المجتمع الدولي على ضرورة تكثيف الجهود الرامية لوقف مختلف سبل وأشكال الدعم الإيراني للإرهاب والميليشيات الإرهابية مثل حزب الله، التي تعمل على إثارة الفوضى والفتنة وزعزعة الأمن والسلم في المنطقة والعالم.

حزب الله.. منظمة إرهابية عالمية

وفي السياق ذاته قال بيان لرئاسة أمن الدولة السعودي: إن “حزب الله منظمة إرهابية عالمية لا يفرق قادته بين جناحيه العسكري والسياسي وهذه المليليشيا الإرهابية، وإيران الراعية لها يطيلون أمد المعاناة الإنسانية في سوريا، يؤججون العنف في العراق واليمن، ويُعرضون لبنان واللبنانيين للخطر، ويقومون بزعزعة لكامل منطقة الشرق الأوسط”.

وأكدت السعودية أنها تسعى لوقف تأثير حزب الله وإيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، من خلال استهداف قادتهم بمن فيهم الأعضاء الخمسة التابعين لـ”مجلس شورى حزب الله”.

الجسم القيادي لميلشيات حزب الله

ويتكون الجسم القيادي لميلشيات حزب الله التابع لإيران من مجلس شورى يرعى الشؤون السياسية للحزب، ولديه نواب في البرلمان اللبناني ووزاء في الحكومة و”مجلس جهادي” كان يترأسه عماد مغنية.

ولدى الحزب الخاضع لإدارة إيران محطات إعلامية متنوعة ومؤسسسات اجتماعية وشركات استثمارية بأسماء أشخاص منتشرة بعدد من دول العالم.

وعندما صادر حزب الله قرار الحرب والسلم، ومقاومة إسرائيل بدعم من إيران، لم تخرج طلقة واحدة منه ضد إسرائيل بعد حرب عام 2006 التي أدت إلى تدمير جنوب لبنان والبنية التحتية لكل هذا البلد.

ومنذ ذلك التاريخ زادت إيران من موازناته المالية ودعمه وتسليحه ليكون قوة موازية للجيش اللبناني في البلاد، يفرض سياسته على مؤسسات الدولة كلها، ويعمل وكيلا لإيران في المنطقة.

وخلال هذه الأعوام تمثل حزب الله في البرلمان والحكومة، وشكل الثلث المعطل لقراراتها ما أدى لشلها.

واشنطن والحد من نفوذ إيران

وتعمل إدارة ترامب على تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه حزب الله، والتخلي عن “الموقف المتساهل” الذي كان الرئيس السابق، باراك أوباما، يتبناه في تعامله مع الحزب، منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 الذي أعلن ترامب مؤخرا الانسحاب منه.

والأمس أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وعدد من القادة البارزين بالحزب، منهم نائب نصر الله نعيم قاسم، ورئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد، ورئيس الهيئة الشرعية محمد يزبك ومعاون نصرالله للشؤون السياسية حسين الخليل.

وكانت العقوبات الأمريكية استهدفت في فبراير الماضي الشبكة المالية للحزب إذ فرضت العقوبات على ستة أشخاص من الحزب إضافة إلى سبع مؤسسات مالية تابعة له.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: إن العقوبات هي جزء من حملة تستهدف حزب الله بهدف الحد من نفوذ إيران التي تمنح نحو 700 مليون سنويا للحزب لتنفيذ عملياته ونشاطاته في العالم.

ربما يعجبك أيضا