في رمضان.. حسنات يذهبن السيئات

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

أتى رمضان، شهر القرآن والطاعة الذي يضاعف الله عز وجل الحسنة فيه إلى سبعين ضعفًا، أتى شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النيران، جاء الضيف العزيز ليحيي قلوبنا مرة أخرى بطاعة الله عز وجل.

لقد عظَّم الله هذا الشهر المبارك فذكره فى كتابه الكريم, فهو فرصة في تلك الأيام المباركة -التي هي من أكبر مواسم الطاعات والقربات إلى الله تعالى- السطور التالية تحكي عن تقديم بعض الأخلاقيات التي يلتزم بها الصائم لاغتنام شهر الصيام.

شهر القرآن

خصَّ الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم، في ليلة القدر، حيث أنزله الله -عز وجل- من اللَّوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم توالي نزول القرآن مفرقًا على قلب الحبيب المصطفى.

وبات من الواجب على كل مسلم أن يقرأ القرآن الكريم, ويعمل به، ويتخذه منهاجًا يوصله إلى رضوان الله تعالى، ونحن الآن في شهر نزول القرآن، وعلى كل مسلم أن يكثر من تلاوته والعمل بأحكامه.

كنز الحسنات

وبيَّن الحبيب المصطفى مكانة قارئ القرآن عند الله, وما ينتظره من الثواب والأجر في الدنيا والآخرة, فقال -عليه الصلاة والسلام- (خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وقال- صلى الله عليه وسلم: “تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.

وقال: “يُقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل، كما كنت تُرتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، بالإضافة إلى أن القرآن هو مصدر الحسنات، حيث قال الحبيب: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف”.

الصدقة الطيبة

وعددت آيات القرآن فضل الصدقات، فالصدقة تُضاعف المال أضعافًا كثيرة, لقوله تعالى: (مثل الذين يتفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاغف لمن يشاء والله واسع عليم). وحثَّ النَّبي الكريم -المؤمنين أن ينفقو من المال الحلال الطيب، وألا يتيمموا الخبيث منه للنفقة، مبينًا أن الله -عز وجل- طيبٌ لا يقبل إلا الصدقة الطيبة.

أما عن الثواب الجزيل الذي ينتظر المنفق في سبيل الله، فقد بيَّن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أن هذا الأجر لا حصر له، وقال النبي الكريم (سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله. وذكر منهم “رجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما أنفقت شماله) فحري بنا أن نأخذ من هذا الشَّهر الكريم بداية جديدة للإكثار من الإنفاق في سبيل الله.

صلة الأرحام

وتعتبر صلة الرحم من الأسباب التي تعمر الديار، وتبارك في الأعمار، وذلك كما بيَّن الرَّسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن صلة الأرحام لا تأتي بالثواب الجزيل في الآخرة فحسب، وإنما يتنعم هذا الواصل في بركات تلك الصلة في الدنيا قبل الآخرة، حيث يبارك الله له في عمره، وماله، مصداقًا لقول النبي: “من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، أي (يبارك الله له في عمره).. فليصل رحمه”.

التوبة الصادقة

وشهر رمضان من أعظم مواسم التوبة الصادقة والمغفرة، ففي الحديث الذي رواه مسلم، عن أبي هريرة  قال النبي الكريم: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر”.

ففرص الطاعة متوفرة، والقلوب على ربها مقبلة، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة، ودواعي الشر مضيقة، والشياطين مصفدة في هذا الشهر الكريم، وكل ذلك مما يعين المرء على التوبة الصادقة, والرجوع إلى الله تعالى.

ولذلك، كان الخاسر، والمحروم هو من ضيع تلك الفرصة العظيمة، وأدرك هذا الشهر, ولم يُغفر له، فاستحق الذل والإبعاد بدعاء جبريل عليه السلام وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم حين قال جبريل عليه السلام يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات، ولم يُغفر له، فأُدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقال: آمين) وإذا كان الله عز وجل قد دعا عباده إلى التوبة الصادقة النصوح في كل زمان ومكان، فإن التوبة في رمضان أولى لأنه شهر تعتق فيه الرقاب من النار، ومن لم يتب في رمضان فمتى يتوب إذًا؟!.

ربما يعجبك أيضا