مادورو …رجل فنزويلا القوي يفوز بولاية ثانية عنوة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

خرج رجل فنزويلا القوي نيكولاس مادورو منتصرًا في معركة الانتخابات الرئاسية ليتولى ولاية رئاسة ثانية ممتدة حتى عام 2015، متحديًا دعوة الكثير من دول العالم لوقف التصويت العام بسبب الكثير من الانتقادات خارج البلاد وداخلها.

وسيخوض الرئيس مادورو الفترة الرئاسية خلال السنوات الست القادمة وسط اضطرابات اجتماعية، ورفض المعارضة الفنزويلية الاعتراف بنتائج الانتخابات التي تم تقديم موعدها بناءً على قرارات الحكومة.

وقال مادورو -أمام الحشود المؤيدة له- “أصبحت رئيسا أكثر استعدادا، وشخصا أكثر جاهزية لتولي هذا المنصب.. لقد وضعتم ثقتكم في وأنا سأستجيب لكل ما طلبتموه.. شكرا لإعطائي 68 في المائة من الأصوات.”

وفاز مادورو بعد دعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، لأن قادتهم إما مسجونين أو منفيين أو تم منعهم من المشاركة، وانسحب الباقون بسبب ما أسموه “تزوير الانتخابات”.

وكان مادورو قد تولى منصب الرئاسة عام 2013 بعد وفاة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز، وسيستمر رئيسا على البلاد لمدة ست سنوات.

من جهتها، وصفت الولايات المتحدة الأمريكية الانتخابات بالمزيفة، مؤكدة أنها لن تعترف بالنتائج.

وتعاني فنزويلا من أوضاع اقتصادية سيئة جيدا، وسط نقص في المواد الغذائية والأدوية، إضافة إلى ارتفاع حاد في الأسعار.

وقتل أكثر من 100 شخص العام الماضي في احتجاجات مناهضة للحكومة في الدولة المنتجة للنفط والتى تعانى من أزمة اقتصادية ضخمة.

وصعد سائق الحافلات السابق نيكولاس مادورو درج السياسة الفنزويلية بعد أن سار حثيثا على خطى الزعيم الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز مرددا شعاراته وعاملا بأفكاره.

ورشح الرئيس الفنزويلي الراحل مادورو خليفة له قبل أن يخسر معركته مع السرطان تاركا له راية حركة سياسية غيرت وجه فنزويلا البلد الغني بالنفط الذي يعيش فيه 29 مليون نسمة. واستند مادورو في حملته الانتخابية على تعهدات بالاستمرار في “اشتراكية القرن الحادي والعشرين” التي جعلت تشافيز بطلا في عيون الملايين لكنها قسمت البلاد.

وقال مادورو وهو يطلق حملته الانتخابية من المنزل الذي قضى فيه تشافيز طفولته “نحن جميعا في حافلة أرض الآباء.. ولها سائق..ها هو سائق تشافيز.”

لكن تسمية تشافيز لمادورو خليفة له ومشاعر الحزن التي هزت البلاد بعد وفاة الرئيس الراحل بالسرطان في الخامس من مارس/ آذار لم تكن كافية ليفوز مادورو في الانتخابات التي جرت أمس الأحد بفارق كبير.
إذا ظلت نتيجة الانتخابات كما هي سيتعين على مادورو شق طريقه الخاص وهو يخوض في بيئة اقتصادية صعبة ويواجه انقسامات محتملة داخل الائتلاف المتنوع الذي بناه تشافيز وتماسك بفعل سياسات ذكية وكاريزما طاغية.

وستقدم الأسابيع الأولى لمادورو في الرئاسة لمحة عن رؤيته الخاصة لفنزويلا التي لم يكشف عنها أثناء توليه وزارة الخارجية ومنصب نائب الرئيس حين اكتفى بترديد خطب “قائده الأعلى” المثالية واللاذعة.

ربما يعجبك أيضا