“أردوغان” و”مادورو” .. تقارب المصالح على خطى “نجاد”

يوسف بنده

رؤية

ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في صور تظهر مدى إعجابه بالمسلسل التركي التاريخي، قيامة أرطغرل.

ونشر الرئيس الفنزويلي هذه الصور، قبيل التوقيع على اتفاقية تطوير العلاقات التجارية بين تركيا وفنزويلا.

وكذلك تزامنًا مع توترات في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهو أمر يتشارك فيه البلدان تركيا وفنزويلا. إلى جانب أن كلا الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفنزويلي، مادورو، كلاهما من مهندسي سياسة البقاء في الحكم والبقاء في السلطة لمدة أطول.

وعلى خطى الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، الذي كان يستغل التقارب مع فنزويلا في كسر العزلة الدولية، والتحالف مع أعداء الولايات المتحدة الأمريكية؛ يقوم الرئيس التركي أردوغان بالانفتاح على فنزويلا من أجل تحصيل مكاسب تجارية تغلفها شعارات مناهضة للامبريالية والهيمنة الأمريكية في العالم.

وتشهد العلاقات التركية الفنزويلية زخمًا كبيرًا في الآونة الأخيرة. كما يعد الرئيس الفنزويلي من أبرز مناهضي الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وقد شارك في أعمال القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي التي دعا إليها الرئيس التركي، 16 زعيماً، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء. وحضر مادورو القمة آنذلك بصفته ضيفًا يرفض ممارسات “إسرائيل”.

فضلًا عن أن التقارب بين تركيا وفنزويلا يحمل مكاسب تجارية؛ حيث فنزويلا بلد غني بالنفط. وكذلك يمثل هذه التقارب نوعا من الحرب النفسية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، يتقن أردوغان توظيفها في تعبئة الجماهير في الداخل والخارج. كل هذا التقارب رغم التباين في نظام الحكم بين تركيا وفنزويلا.

اتفاقية تجارية

وقد وقع الرئيس التركي ونظيره الفنزويلي، اتفاقية تطوير العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين عبر نظام الفيديو – كونفرانس (دائرة تلفزيونية مغلقة)، يوم 18/5/2018.

والهدف من الاتفاقية المبرمة بين البلدين، هو رفع حجم التبادل التجاري الى مستويات افضل.

وأعرب أردوغان خلال الاتصال الهاتفي عن ترحيبه لارتفاع حجم التبادل التجاري بين بلاده وفنزويلا خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأضاف أردوغان قائلا: “كان حجم التبادل التجاري مع فنزويلا عام 2016، 83 مليون دولار فقط، ووصل هذا إلى 154 مليون عام 2017. وهو تطور إيجابي، إلا أنه وصل لنصف مليار في الأشهر الثلاث الأولى من العام الحالي. وإنني أؤمن بأن هذا الرقم سيرتفع لملياري دولار مع نهاية عام 2018”.

وتابع أردوغان قائلًا: “القرارات التي اتخذناها أثناء الزيارة التي أجراها الرئيس الفنزويلي لتركيا في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، كانت نقطة تحول أضفت دفعة كبيرة لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين. وان الاتفاقية التجارية الأخيرة تعتبر مهمة لتعزيز التجارة الثنائية. وإننا نهدف إلى توسيع نطاقها وتطويره في أقرب وقت ممكن وتحويلها إلى اتفاقية تجارة حرة. كما أننا مهتمون بإقامة تعاون مع فنزويلا في مجالات التعدين، والصناعات الدفاعية، والطيران المدني. ونود تطوير الشراكة التجارية المتبادلة في كافة المجالات بما في ذلك الاستثمار المشترك، والإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا”.

كما لفت أردوغان الانتباه إلى أن مشاركة الرئيس الفنزويلي في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في 13 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بإسطنبول، كضيف شرف أشعرته بسعادة بالغة.

كما أعرب أردوغان عن سعادته البالغة لمشاركة فنزويلا في الاجتماع الطارئ للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي المقرر عقده اليوم في مدينة إسطنبول.

تقديم التهنئة

وقد هنأ الرئيس التركي، نظيره الفنزويلي، اليوم الأربعاء، على إعادة انتخابه مجددا رئيسا لفنزويلا، وسط أزمة في العلاقات بين الأخيرة وأمريكا التي رفضت نتائج الانتخابات في فنزويلا.

وأعيد انتخاب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بولاية رئاسية ثانية، تنتهي عام 2025، في الانتخابات التي شهدتها فنزويلا الأحد الماضي، حصل فيها على 68 بالمئة من الأصوات، التي بلغت نسبة مشاركتها 46%.

عقوبات أمريكية

وقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة العقوبات الاقتصادية الجديدة الاثنين الماضي، مستهدفا قطاع النفط، بمنع الفنزويليين والأمريكيين والمقيمين في الولايات المتحدة، من شراء أدوات الدين الفنزويلية نقدا.

ويستهدف هذا التحرك تعزيز الضغط على الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي فاز بفترة جديدة في انتخابات أجريت في مطلع الأسبوع ووصفتها الولايات المتحدة ودول أخرى بأنها “مهزلة”.

العزل دوليًا

توعدت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـ”عزلة دولية”، بعد يوم من فوزه بولاية رئاسية جديدة، واعتبر بومبيو، أن ما سمي بـ”الانتخابات” بمثابة “هجوم على النظام الدستوري وإهانة لتقاليد فنزويلا الديمقراطية”، كما شدد على أنه أن لم يستعد نظام مادورو المسار الديمقراطي في فنزويلا من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ستواجه الحكومة عزلة عن المجتمع الدولي”.

حظر الأموال السائلة

وكان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور في التعليق على نتيجة الانتخابات في فنزويلا، حيث وقع أمرا تنفيذيا يحظر على فنزويلا تحويل أصول الدولة لأموال سائلة، ويهدف إلى الحد من قدرة “كاراكاس” على بيع الأصول المملوكة للدولة.

الموافقة من أجل الاستقرار

رغم أن الأغلبية شككوا في نتيجة الانتخابات في فنزويلا إلا أن وزارة الخارجية الروسية، أشارت إلى أن موسكو تعتبر الدعوة لعدم قبول نتائج الانتخابات في فنزويلا “يهدد بزعزعة الاستقرار داخل وخارج هذه الدولة”، كما أنها اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أثرت بشكل سلبي على الانتخابات عندما أعلنت بشكل مسبق عن عدم قبولها لنتائج الانتخابات.

ترحيب تركي وروسي

وفي نغمة مغايرة، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بمناسبة إعادة انتخابه كرئيس للجمهورية.

وقال الكرملين في بيان له، الإثنين “أعرب فلاديمير بوتين في رسالة التهنئة عن ثقته في أن نشاط مادورو كرئيس الدولة سيساهم بتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين دولتينا”.

وأكد بوتين على “استعداده لمواصلة العمل المشترك لروسيا وفنزويلا في أجندة العلاقات الثنائية والدولية”.

ورحبت الخارجية التركية، بإجراء الانتخابات الرئاسية ومجالس المقاطعات والبلديات في فنزويلا أمس، “في أجواء سلمية وصحية”.

وأعربت الوزارة في بيان، اليوم، عن أملها في أن تكون نتائج الانتخابات وسيلة لمواصلة تعزيز السلام والاستقرار في فنزويلا، وزيادة رفاهية الشعب الفنزويلي”.

ولفت البيان، إلى أن تركيا ستعمل على تحسين العلاقات مع فنزويلا في جميع المجالات، خلال العهد الجديد، ودعم فنزويلا حكومة وشعبًا.

المطالبة بالإعادة

وقد رفض هنري فالكون، المنافس الأبرز للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الاعتراف بالانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد وتنافس فيها مع الرئيس مادورو المنتهية ولايته، مؤكدا أنها تفتقر إلى “الشرعية” وطالبا بإعادتها قبل نهاية العام الجاري.

وأضاف هنري فالكون خلال مؤتمر صحفي “لا نعترف بهذه العملية الانتخابية، بالنسبة لنا لم تجر انتخابات، يجب تنظيم انتخابات جديدة في فنزويلا”، وزعم أن الحكومة ضغطت على الناخبين، مقترحًا إجراء انتخابات رئاسية جديدة في نوفمبر أو ديسمبر المقبل.

ربما يعجبك أيضا