اليمن.. ضربات موجعة للتحالف والحوثيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة

حسام السبكي

حسام السبكي

واصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، المدعومة من التحالف العربي، ضرباتها الموجعة على مواقع ميليشيات الحوثية الانقلابية، بطول البلاد وعرضها، في محاولة لإنجاز المهمة التي قادتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بغية استعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وانهاء الانقلاب الحوثي الغادر، المدعوم من نظام الملالي في إيران، والذي يعمل على نشر المذهب الشيعي الخبيث في المنطقة العربية.

وعلى الصعيد الميداني، تواصل قوات الجيش اليمني نجاحها في العديد من المواقع، حيث استهدفت حشود القادة الحوثيين في “رازح” إحدى مديريات محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للميليشيا الانقلابية، فضلًا عن السيطرة على مواقع جديدة في “تعز”، أما الأخطر في سير المعارك، فهو لجوء الحوثيين للمرة الأولى لاستخدام طائرات بدون طيار، تمكن التحالف من استهداف مواقع تخزينها وتدميرها في صعدة، وفي جانب المواجهات البحرية، فقد نجحت سفن التحالف في تدمير 3 زوارق حربية للميليشيا الانقلابية كان مفخخة ومسيرة عن بعد.

على الصعيد السياسي، أفادت وسائل إعلام إيرانية بعزم طهران نقل زعيم الحوثيين خلال الأيام المقبلة، بعد سلسلة الهزائم المتتالية، التي تجعل من استمرار الانقلاب الحوثي أمرًا مستحيلًا، فيما تسعى قيادات حوثية للنأي بنفسها وبيع أصول نهبتها، كما تبحث التواصل مع الشرعية للوصول إلى خروجٍ آمن، وعلاوة على ذلك، أفاد وزير الخارجية اليمني أن ميليشيا الحوثي أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على الانسحاب من المدن، وتسليم أسلحتها للدولة، خصوصًا مع قطع التحالف وقوات الشرعية معظم خطوط الإمداد وشرايين الحياة للانقلابيين مؤخرًا.

ضربات للتحالف.. وطائرات وزوارق حوثية

تقدم واضح لقوات الشرعية والتحالف العربي، وتراجع وانهيار متزايد من قبل ميليشيا الحوثي، في عدة ميادين، خلال الأيام الماضية، ما دفعهم إلى اللجوء للسلاح الأخير، الذي أمدهم به النظام الإيراني بالتأكيد، ألا وهو سلاح الطائرات بدون طيار، والتي لم تحقق أيًا من أهدافها، بل جرى عليها حكم التدمير من قبل مقاتلات التحالف العربي، التي استهدفت مواقعها وأماكن تخزينها في صعدة.

وعلى الصعيد الميداني، فقد أعلن التحالف العربي، في وقت مبكر من فجر الأحد، مقتل 4 من قادة مليشيا الحوثي الإيرانية في معاقلهم بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، حيث استهدفت قوات الجيش الوطني، عددًا من قادة الميليشيا الانقلابية في جبهة رازح التابعة لمحافظة صعدة.

أما عن أسماء القادة المستهدفين فقد كشف التحالف أنهم: “أبو حسين غثوان” و”وليد صالح الغمزي” و”علي قاسم قزان” و”حميد محمد راوية”.

وبحسب المصادر، فقد شنت مقاتلات التحالف غارة على تجمعات للانقلابيين في منطقة “الأزهور” بمديرية “رازح”، و8 غارات على تجمعات حوثية في مديرية “مجز” الواقعة على الشريط الحدودي مع السعودية.

كما شنت مقاتلات التحالف أيضاً 4 غارات على معاقل الانقلابيين في مديرية “سحار”، إضافة إلى قصف مدفعي على تجمعات وغرف عمليات حوثية في مديرية “منبة” الحدودية، التي تعد من أبرز المنصات الإرهابية لاستهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية الإيرانية، ومؤخرا بإطلاق الطائرات المسيرة بدون طيار.‎‎
وعلى ذكر الطائرات من دون طيار، فقد أعلن التحالف العربي، تمكنه من تدمير أماكن تخزين الطائرات بدون طيار التابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية في صعدة، مشددًا على أن استخدام هذا النوع من الطائرات، يعد تصعيدًا خطيرًا من قبل الانقلابيين.

في هذا السياق، أوضح العقيد الركن “تركي المالكي”، المتحدث الرسمي باسم التحالف، أنهم يملكون قاعدة بيانات لمواقع تفخيخ الحوثي لطائرات من دون طيار.

وكان التحالف العربي قد أعلن في وقت سابق، عن التصدي لمحاولة حوثية لاستهداف مطار أبها، قبل أن تقوم مقاتلات التحالف بمهاجمة المواقع التي أطلقت منها الطائرة، وفقًا لـ “الإخبارية” السعودية.

وعلى صعيد المواجهات أيضًا، تمكن الجيش الوطني، أمس السبت، من تحرير وادي الجسر غربي “تعز”، خلال معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية.

وأوضح مصدر عسكري أن “المواجهات أدت إلى تحرير وادي الجسر بين مديريتي جبل حبشي ومقبنة غرب تعز، وتكبدت خلالها المليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.

في هذا السياق، تصدت قوات الجيش اليمني لهجوم شنته ميليشيا الحوثي الانقلابية على مواقع الدفاع الجوي ووادي الزنوج شمال غرب المدينة، استخدم فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ولم تخف حدة المواجهة البحرية، عن نظيرتها البرية، حيث أعلن التحالف العربي، قبل أيام، عن تمكن سفنه البحرية، من تدمير 3 زوارق سريعة مفخخة ومسيرة عن بعد، مشيرًا إلى أن محاولة الهجوم وقعت مقابل ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة مسلحي الحوثي.  

وأكد التحالف على “استمرار حماية السفن التجارية والتجارة العالمية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب من ميليشيا الحوثي الانقلابية”.

الحوثيون.. والهروب الكبير

مع اشتداد ضربات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، المدعومة من التحالف العربي، يسعى العديد من قادة الحوثيين، للقفز من المركب الإيراني الطائفي الغارق، ويتضح ذلك على أكثر من مسار، من بينها مساعي التواصل مع قادة الشرعية من أجل تنفيذ خروج آمن، والقيام ببيع بعض الأصول المنهوبة سابقًا في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، فضلًا عما صرح به وزير الخارجية اليمني، من إبلاغ الحوثيين الأمم المتحدة موافقتهم على الانسحاب من المدن، وتسليم أسلحتهم للدولة، وأخيرًا محاولات إيران لتهريب زعيم الحوثيين خارج اليمن، بعد إدراك فشل الانقلاب الحوثي.

فمع توالي الهزائم الحوثية، أكدت مصادر يمنية متطابقة، أن كبار قيادات الميليشيا الانقلابية، في صعدة، بدأت بترتيب أوضاعها للهروب من البلاد.

وأوضحت مصادر محلية وأخرى استخباراتية في صعدة، أن قيادات حوثية شرعت في عرض بعض الأصول التي كانت قد نهبتها للبيع، وأخرى قامت بنقل ملكيتها إلى أسماء قبلية وتجارية غير معروفة.

وأفادت أن الميليشيات سحبت غالبية مقاتليها من جبهة الساحل الغربي إلى صعدة، في محاولة للدفاع عن معقلها الرئيسي وفي ذات الوقت كسب الوقت لتأمين هروب قياداتها، وأشارت إلى أن قيادات الحوثيين باتت على يقين باقتراب نهايتها وسقوط انقلابها على وقع التقدم الكبير والنوعي لقوات الشرعية اليمنية، مسنودا بتحالف دعم الشرعية باتجاه الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

وبحسب المصادر، فإن هناك قيادات حوثية تحاول التواصل مع الشرعية لتأمين وضعها، ويسود ارتباك واسع في صفوفها خشية انتفاضة شعبية، تغذيها النقمة الشعبية ضدهم ويشجعها تقدم قوات الجيش الوطني المستمر، وشددت على أهمية استغلال الانهيار القائم في صفوف الحوثيين بتحريك كل الجبهات في ذات الوقت، وعدم اقتصارها على الساحل الغربي وصعدة، واعتبرت ذلك عاملا حاسما في التسريع بسقوط الانقلاب ودفن مشروع إيران في اليمن إلى غير رجعة.

يأتي ذلك فيما كشف موقع مركز أبحاث الجريمة الإيرانية ISICRC، الجمعة، عن سعي طهران لترتيب “هروب” زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال 3 أيام في ظل تراجع الأوضاع الميدانية والسياسية للجماعة في الآونة الأخيرة.

وعلى جانب المسار السياسي، فقد كشف وزير الخارجية اليمني الجديد “خالد اليماني”، أن الأمم المتحدة تلقت رسائل من الحوثيين تفيد بأنهم باتوا جاهزين لعملية السلام والانسحاب من المدن وتسليم السلاح إلى الدولة، مؤكدًا أن الميليشيات الحوثية باتت فى وضع صعب، وتقبل بالتعاطي مع مقترحات المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.

ربما يعجبك أيضا