إسرائيل وأذربيجان.. نفط وسلاح وتوطيد العلاقات الاقتصادية

محمد عبد الدايم

رؤية – محمد عبد الدايم 

من وراء ظهر الاتحاد الأوروبي: إسرائيل تورد أسلحة إلى أذربيجان.

 وزارة الدفاع الإسرائيلية نسقت مع شركة سلاح لنقل عتاد عسكري إلى أذربيجان.

الصفقة تمت من وراء الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع شركة تشيكية تعمل في سلوفاكيا.

العلاقات الإسرائيلية الأذرية توطدت على مدى عشرين عاما.

إسرائيل ثاني أكبر مورد للسلاح إلى أذربيجان.

 أذربيجان باتت مصدرا رئيسا للنفط لصالح إسرائيل.
 
أفاد تقرير في التلفزيون التشيكي بصفقة بيع صواريخ هاوتزر وقاذفات صواريخ تشيكية في الأصل ونُقلت الشحنة عبر سلوفاكيا إلى شركة إلبيط معراخوت (شركة إسرائيلية متخصصة في صناعة الإلكترونيات وبعض التقنيات الخاصة بالتسليح)، ومن إسرائيل أُرسلت الشحنة إلى أذربيجان، وقُدر ثمن الشحنة بـ50 مليون دولار.

ما أدى إلى كشف صفقة السلاح الأخيرة العرض العسكري الأذري الذي ظهرت فيه صواريخ بقوة دفع ذاتي وقاذفات صواريخ سوفيتية محملة على شاحنات تاترا تشيكية الصنع، وبعد انتشار صور الأسلحة بحث محلل إعلامي تشيكي في الأمر تبين أن شركة تحمل اسم “المجموعة التشيكية”، يملكها رجل أعمال يدعى ياروسلاف ستراند، هي المسئولة عن تحديث أسلحة سوفيتية قديمة وإجراء تجديدات عليها في الفروع التابعة للمجموعة التشيكية في سلوفاكيا.

تحايل على الاتحاد الأوروبي

من المعروف أن الاتحاد الأوروبي قد فرض قيودا على بيع السلاح لأذربيجان على خلفية صراعها مع جارتها أرمينيا، وكذلك بسبب تردي أوضاع حقوق الإنسان هناك، لكن التقرير التشيكي أكد على أنه عند الانتهاء من تجديد قطع السلاح تم تحميلها من سلوفاكيا على متن طائرات حطت بعد ذلك في مطار بن جوريون الإسرائيلي، وكانت الحمولة لصالح شركة إلبيط الإسرائيلية، لكنها لم تنزل من الطائرات، وإنما نُقلت من المطار الإسرائيلي لتكمل رحلتها إلى أذربيجان.

بهذا الشكل تمت صفقة بيع أسلحة لصالح أذربيجان فيما توسطت إسرائيل لتتولى دورها كوسيط في الصفقة، وتبين فيما بعد أن السلطات التشيكية قد أحيطت علما بالأمر لكنها أيديها كانت مغلولة لكون الصفقة قد تمت في الأساس انطلاقا من سلوفاكيا وليس من التشيك، فيما أفادت مصادر بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت بالطبع على علم بأمر الصفقة، بل ومنحت الضوء الأخضر لإتمامها، فيما أفادت السلطات في سلوفاكيا بأنها فتحت تحقيقا في الأمر منذ عدة أشهر، لكن تبين أن كل ما فعلته هو المماطلة وكسب الوقت ليس إلا.

من جانبها لم تعلق المتحدثة باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية على الأمر بشكل واضح، وكذلك لم يصدر تعليق من شركة إلبيط.

تعاون إسرائيلي أذري ضد إيران

كانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن إسرائيل تُشغل محطة راديو مقرها في أذربيجان، إضافة إلى أن السلطات الأذرية تسمح لها باستخدام أراضيها كنقطة انطلاق للهجوم الجوي على مواقع نووية إيرانية، ونفت أذربيجان صحة هذه الأخبار، كما رفضت الزج باسمها بصفتها قد ساعدت الموساد الإسرائيلي في سرقة خطط النووي الإيراني.

 تسعى إسرائيل لمواصلة توريد السلاح لأذربيجان لأهداف اقتصادية إلى جانب هدف استراتيجي يتلخص في دعم أذربيجان عسكريا بما يدفعها للوقوف أمام جارتها إيران، إلى جانب التقارير التي تشير إلى قيام إسرائيل بعمليات استخباراتية ضد طهران انطلاقا من أذربيجان.

إسرائيل وأذربيجان.. علاقات اقتصادية وتعاون عسكري 

 لم يعد خافيا أن أذربيجان قد أصبحت سوقا حيوية لبيع السلاح الإسرائيلي، فمنذ نحو عام ونصف إبان زيارة نتنياهو للعاصمة الأذرية باكو صرح الرئيس علييف بأن بلاده تتحصل على منظومة تسليح إسرائيلية تقدر بنحو 5 مليارات دولار، ويأتي هذا التعاون بين إسرائيل وأذربيجان في صالح تل أبيب التي تتوسع في علاقاتها التجارية والاستراتيجية مع دول آسيوية وعلى رأسها الهند وأذربيجان.

  توطدت العلاقات الإسرائيلية الأذرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتوطد إسرائيل علاقتها مع أذربيجان الغنية بالنفط والتي تحولت إلى مُورد مهم للطاقة، حيث يمتد أنبوب النفط من باكو مرورا بجورجيا ووصولا إلى ميناء جيحان التركي المطل على البحر المتوسط.

 وقد أفادت تقارير أن أذربيجان قد عقدت اتفاقا مع إسرائيل تمدها الأخيرة بموجبه بطائرات دون طيار وأنظمة أقمار صناعية تقدر قيمتها بنحو 1.6 مليار دولار، وتضاف قيمة الصفقة إلى غيرها ليصل الإجمالي إلى نحو 4.48 مليار دولار في الأعوام 2012- 2016، لتصبح إسرائيل ثاني أكبر مُورد سلاح لأذربيجان بعد روسيا التي باعت لباكو في خلال الفترة ذاتها سلاحا بنحو 20.04 مليار دولار.

إلى جانب السلاح؛ تُصدر إسرائيل لأذربيجان منتجات طبية وتكنولوجيا هاي تك إضافة إلى تعاون في مجالات الزراعة والمياه.

زيارة لتدعيم العلاقات الاقتصادية

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي أن وفدا رفيع المستوى من أذربيجان قد قام بزيارة لإسرائيل تزامنت مع فعاليات افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس المحتلة، ومكث الوفد الأذري ثلاثة أيام من أجل المشاركة في اجتماعات اللجنة الاقتصادية لتعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان.

ربما يعجبك أيضا