الأسد يهاجم أمريكا والأكراد.. والخروقات تهدد مناطق خفض التصعيد

حسام السبكي

حسام السبكي

تهديدات وتلميحات، وتوترات وصراعات، تشهدها الأراضي السورية، في الآونة الأخيرة، كان جديدها، مع تصريحات للرئيس السوري “بشار الأسد”، في مقابلة تلفزيونية، وجه خلالها سهام انتقاداته، صوب الولايات المتحدة الأمريكية، مطالبًا إياها بالرحيل عن بلاده، متوعدًا برفض أي وجود أجنبي على أراضي بلاده، كما وجه دفة الهجوم أيضًا صوب قوات سوريا الديمقراطية، محددًا خيارين في التعامل معها، بين التفاوض أو اللجوء لاستخدام القوة.

على جانبٍ آخر، تعتبر “مناطق خفض التصعيد”، والتي تم التوصل إليها في المناطق الجنوبية بين الأمريكان والروس والأردنيين، في حكم المهددة، بفعل الخروقات المتكررة من نظام الأسد، والذي تقابله المعارضة السورية بردٍ مماثلٍ، مما يجعل الاتفاق حولها في حال الخطر، رغم تأكيدات الروس المتكررة حول سلامتها.

وبشأن الوضع الأمني، فإلى جانب الضربات المتبادلة بين النظام وقوات المعارضة، تعرضت كلٌ من مدينتي درعا وجرابلس الواقعة إلى الحدود مع تركيا، لتفجيرين، تسببا في سقوط 8 قتلى على الأقل، فيما جرح عشرات آخرون، ما يزيد من وتيرة العنف والدماء، في أرض الشام، ويجعل من التوصل لتسوية سياسية للأزمة، أمرًا بالغ الصعوبة في الوقت الراهن.

النظام يهدد أمريكا و”قسد”!

في ظهورٍ جديد، للرئيس السوري بشار الأسد، على هامش مقابلة تلفزيونية، مع قناة “روسيا اليوم”، وجه خلاله تحذيرًا إلى القوات الكردية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توعدهم باستخدام القوة، حال رفضهم الانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها، والتي تبلغ نحو ثلث مساحة سوريا.

وأوعز الأسد، المشكلة الباقية حاليًا في سوريا، إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، موضحًا أن التعامل معهم سيكون بخيارين، أولهما التفاوض، لكون غالبيتهم سوريين، يحبون بلادهم، ولا يحبون أن يكونوا دمية بأيدي أي أجنبي، على حد ما صرح به “الأسد”، مهددًا في الوقت ذاته، إن لم يقبلوا التسليم لصالح الدولة السورية، فالخيار الثاني سيكون تحرير تلك المناطق بالقوة.

وعلى ذكر الوجود الأمريكي في سوريا، فقد طالب الرئيس السوري القوات الأمريكية، بمغادرة بلادهم، مشددًا على رحيلهم عنها “بطريقة أو بأخرى”، مضيفًا أنهم جاؤوا إلى العراق، “بلا سند قانوني”، وحدث لهم ما حدث، داعيًا إياهم لتعلم الدرس، مؤكدًا أن شعوب المنطقة لن تقبل أي أجنبي على أرضهم.

وحول وصف الرئيس الأمريكي لـ بـ “الحيوان”، أكد “الأسد”، أن “ترامب” وما يقوله لا يؤثران به، مستدعيًا المثل السوري القائل: “الكلام صفة المتكلم”، ومشيرًا إلى أن “هذا الكلام يعبر عن نفسه وهذا طبيعي، في كل الأحوال ذلك لم يحدث أي تأثير في نفسي ولا ينبغي لمثل هذه اللغة أن تحدث أي تأثير في نفسي”.

مناطق خفض التصعيد في خطر

تعد مناطق خفض التصعيد والتوتر، الحلم أو بصيص الأمل الذي يعيش عليه السوريون، للخروج من أزماتهم التي طال أمدها، والتي خلفت مئات الضحايا من الشهداء والمصابين، فضلًا عن ملايين المهجرين والنازحين.

وفي الجنوب، تعاني مناطق “درعا”، و”القنيطرة”، و”السويداء”، والتي تم التوصل إلى اتفاق حولها، في 9 يوليو/ تموز من العام الماضي 2017، بين أمريكا وروسيا والأردن، من الخروقات المتكررة بين النظام والمعارضة المسلحة.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً صاروخياً من قبل قوات النظام استهدف مناطق في بلدة الحارة بريف درعا الشمالي  الغربي، كما استهدفت الفصائل بالقذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة مثلث الموت بالريف ذاته ريف درعا الشمالي الغربي، كذلك تعرضت أماكن في بلدة مسحرة الواقعة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، لقصف صاروخي من قبل قوات النظام، دون معلومات عن خسائر بشرية.

وبالرغم من ذلك، يواصل المسؤولون الروس، التأكيد على سلامة الاتفاق حول مناطق خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها، والتي كان آخرها تصريح وزير الدفاع الروسي، “سيرجي شويجو”، والذي أكد خلال لقاءٍ مع نظيره الإسرائيلي “أفيجدور ليبرمان”، أن “الوضع فى سوريا يتحسن بعد تحرير ضواحى دمشق الجنوبية من تنظيم داعش الإرهابى والتوصل للتهدئة في الغوطة الشرقية وحمص”.

وأوردت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها على موقعها الرسمي، أمس الأربعاء، أن الوضع في مناطق خفض التصعيد في سوريا، ما زال يتميز بالاستقرار، فقد رصد الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سوريا خلال الـ24 ساعة الأخيرة خرقا واحدا في محافظة اللاذقية، ورصد الجانب التركي خرقا واحدا في محافظة حلب.

المعارضة.. قتلى وجرحى بدرعا وجرابلس

وحول الوضع الميداني في سوريا، أوردت وسائل الإعلام، مقتل ثلاثة من قوات المعارضة السورية، في انفجار سيارة مفخخة، عند اقترابها من أحد الحواجز التي أقامتها المعارضة، في المنطقة الريفية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

وأفادت مصادر بالمعارضة – وفقا لقناة الحرة الأمريكية اليوم الخميس- بـ “أن القوات السورية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا التي لا تزال تشهد حشد المزيد من القوات السورية، وسط مخاوف من عملية عسكرية لإخراج المعارضة منها”.

كما لقي أحد مسلحي داعش مصرعه، في قصف بطائرات مسيرة (بدون طيار) تابعة لقوات التحالف الدولي في ريف دير الزور الشرقي، كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومسلحي التنظيم في بادية دير الزور وعلى الضفاف الغربية لنهر الفرات بعد هجوم لمسلحي التنظيم على المنطقة.

ومن درعا ودير الزور، إلى جرابلس في الشمال السوري، تسبب انفجار دراجة نارية مفخخة، في وسط سوق شعبية بمدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، المتاخمة للحدود مع تركيا، في مقتل 5 أشخاص، وإصابة أكثر من 15 آخرين، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع، لوجود عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة.

هذا، وتشهد مدينة جرابلس، التي تسيطر عليها فصائل درع الفرات التابعة للجيش السوري الحر، انفجارات متكررة حيث تتهم الشرطة مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات “قسد” بالوقوف خلف تلك العمليات التي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى منذ مطلع العام الحالي.

ربما يعجبك أيضا