العواصم الطبية (4)..رؤية لمستقبل الصحة المصرية

هيثم البشلاوي

هيثم البشلاوي

كان اختيار موقع العواصم الطبية المقترحة  يعتمد بشكل كبير علي توظيف تباين الجهود السابقة والسمعة الطبية المتميزة لبعض الأقاليم في تخصصات طبية محددة ,  والعمل علي تعظيم تلك السمعة والجهود لتتحول الي عواصم طبية تحقق الريادة في عدد من التخصصات الطبية الدقيقة، وعلي نفس الاساس  سيكون المقترح الختامي لسلسة العواصم الطبية والمتمثل في إنشاء مدينين للسياحة  العلاجية في كلا من واحة سيوة بالصحراء الغربية  وعيون حمام فرعون بسيناء  وقد تم اختيار موقع تلك المدن علي خلفية تقاطع كلا من الموارد الطبيعية العلاجية والجغرافيا السياحية  بما يمهد لتحويلهم لعواصم دولية للسياحة العلاجية، وذلك من خلال المزج بين التاريخ والجغرافيا ومواردها الطبيعية المستخدمة طبيا بما يحقق التكامل بين جودة الخدمات الطبية المقدمة و التنمية السياحية المستدامة ذات الأنماط المتنوعة.وذلك كالتالي :

خامساً / مدينة  آمون ..عواصم سياحية للعلاج الطبيعي.
علي أطلال معبد آمون بواحة سيوة في الصحراء الغربية بجنوب محافظة مرسي مطروح وعلي بعد 300 كم  تقريبا عن ساحل البحر المتوسط نقترح إنشاء مدينة طبية  بواحة سيوة , فتلك النقطة مؤهلة بامتياز لتكون مدينة رائدة في مجال السياحة العلاجية  فرغم  وقوعها في وسط الصحراء إلا أن المياه العذبة تنتشر في أرجائها بوفرة من خلال  الآبار والعيون  , فهناك تقريبا نحو 230 عين مياه طبيعية متباينة من حيث درجة الحرارة ومعدل الملوحة  ومن أكثر تلك العيون شهرة  حمام كليوباترا و الذي ذكره هيرودوت فى كتابه. 

وبهذا تتميز الواحة بالبيئة الطبيعية العلاجية المتمثلة فى حمامات المياه والرمال حيث يتوفر بها الرمال الصفراء الناعمة النظيفة  التي تساعد علي العلاج من أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل، من خلال  الحمام الرملي في وقت الضحى وقبل غروب الشمس.

أما من حيث الإمكانيات السياحية والمظاهر الجمالية للواحة فهي  تتميز الواحة بوجود عدد من البحيرات المالحة  أكبرها بحيرة الزيتون بطول 25 كم تقريبا  ويترسب على شواطئ تلك البحيرات  طبقات من الملح الابيض  فى فصل الخريف كما يوجد بالواحة معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام امون وجبل الموتى الذي فيه مومياوات ومقابر من الاسرة السادسة و العشرين وأخرى من عصور الرومان

كما تتميز الواحة بوجود محمية طبيعية علي مساحه 7800 كم، وتضم  أنواع  مختلفة  من أشكال الحياة الحيوانية والنباتية  كما تشتهر سيوة ايضا بالتكوينات الصخرية الجميلة حيث أنها بها حفريات لكائنات بحرية عمرها يرجع لـ 30 او 40 مليون سنة.

وعلي ما سبق من مقومات سياحية  تمكنت سيوة فعليا جذب نحو  30 ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب , وهو معدل جيد يمكننا البناء لتصبح مدينة عالمية للسياحة العلاجية , كما أنها مصنفة بشركات السياحة الدولية ضِمن أكثر 9 أماكن عُزلة على كوكب الأرض .
أما فيما يخص البنية التحتية للمدينة المقترحة فهي قائمة فعليا بشكل جزئي  فسيوة تتميز بوجود عدد من الفنادق والمنتجعات التي تنسجم مع الطابع البيئي للواحة، وتحرص على أن يكون أثاثها نابع من التراث السيوي. وتلك البنية التحتية تحتاج فقط العمل من الدولة للبناء مستشفي دولي متخصص في العلاج الطبيعي 

ويقترح إطلاق أسم فرعوني علي المدينة ( امون أو كليوباترا ) لسرعة التسويق للمدينة  كما يقترح انشاء المدينة الطبية الجديدة بالقرب من بحيرة فطناس المالحة  التي من الأماكن الجاذبة للسياحة والتي تقع على بعد 5 كم غرب سيوة، وبها تقع جزيرة فطناس التي تحيط بها البحيرة من ثلاثة اتجاهات ويتوسطها عين للمياه العذبة، وينتشر على أرضها أشجار النخيل والزيتون.  ويقع أمامها جبل جعفر.

كما يقترح انشاء مطار دولي بالمدينة نظرا لبعد المسافة نسبيا بينها وبين القاهرة والاسكندرية ومرسي مطروح .

ختاما : ليس هناك أدني شك حول تميز مشروع تلك المدينة الصحراوية في سوق السياحة العلاجية  والذي يشهد تطوراً ملحوظاً، بات يمثل المصدر الأساسي  لبعض الدول السياحية مثل: بولندا ورومانيا وبلغاريا وتايلاند وماليزيا والهند وسنغافورة. ،  والتي تعمل علي توفير خدمات علاجية مميزة  من خلال بناء منتجعات سياحية  طبية ، وهو ما ينبغي أن تستهدفه مصر لتكون مؤهلة بامتياز لتكون منافس قوي علي خريطة السياحة العلاجية بالعالم .

   

ربما يعجبك أيضا