لإنقاذ الاتفاق النووي.. هل تعطل أوروبا العقوبات الأمريكية؟

كتب – حسام عيد

في أجواء دولية مشحونة يجري اجتماع في طهران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاتفاق النووي مع إيران.

الاجتماع الذي يضم اللجنة المشتركة لـ “4 1” على مستوى الخبراء يعقد وفق مصادر دبوماسية لبحث مواضيع تقنية، ومدى قدرة الدول الأوروبية على الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني رغم العقوبات الأمريكية على طهران.

كما يضم جدول أعمال اقتصادي، غير أن التطورات والتصريحات الدولية المتلاحقة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق تكشف أن الاجتماع قد يبحث ما هو أبعد من ذلك.

تسريع تخصيب اليورانيوم

طهران أعلنت أن تجهيز منشأة لصناعة أجهزة طرد مركزي متطورة في محطة “نطنز” ستكتمل في غضون شهر، وذلك تمهيدا لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق.

وأوعز المرشد الإيراني علي خامنئي إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، بإجراء الأعمال التحضيرية لزيادة قدرات البلاد على تخصيب اليورانيوم، استعدادا لاحتمال انهيار الاتفاق النووي الموقع بين إيران والسداسية الدولية في العام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو الماضي.

ورفض خامنئي، مطالب دول غربية بوقف تطوير الصواريخ الباليستية متهماً إياها بشن حرب نفسية واقتصادية على إيران، معتبرا أن الصواريخ الباليستية هي مصدر قوة إيران.

بدوره، أشار علي أكبر صالحي، إلى تدشين صالة منذ 4 اعوام يتم فيها انجاز  الاختبارات لمختلف الاجهزة ومنها “الدوار” في سرعات مختلفة واجهزة اخرى تستخدم في جهاز الطرد المركزي، موضحا أن هنالك صالة اخرى اكبر من هذه سيتم تدشينها في غضون اسابيع ولها استيعاب اجراء الفحص الكامل لـ 60 جهازا للطرد المركزي.

وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية أنه “بعد الاتفاق النووي، تمكنا من إضافة 400 طن إلى موادنا الخام السابقة ولو اردنا انتاج 190 الف سو فاننا بحاجة الى 300 طن من اليورانيوم سنويا كمواد خام”. وتابع “نحن نعمل وبشكل جاد على عمليات التنقيب واستخراج اليورانيوم، بحيث يكون بالإمكان في السنوات الخمس أو الست المقبلة الوصول إلى 300 طن من المواد الخام”.

عقوبات أمريكية غير مسبوقة

خطة إيران لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم قوبلت بتهديد من واشنطن بعد تلويح وزير الخارجية الأمريكية بأنها لن تسمح لطهران بتصنيع قنبلة أو أسلحة نووية.

وأصدرت بيانا أكدت من خلاله على ضرورة منع إيران من اتباع أي مسار يوصلها لحيازة سلاح نووي، كما كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تجري محادثات مع الحلفاء والشركاء حول العالم لوقف نفوذ إيران.

وتنتظر الخارجية الأمريكية، تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إذا ما كانت إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم، بعد الإعلان الإيراني بزيادة قدرتها على تخصيب هذه المادة.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على إيران لم يسبق أن فرضتها بلاده على أي دولة بما في ذلك كوريا الشمالية، موضحا أن بلاده ليست ضد الاتفاق النووي في حد ذاته ولكنها ضد الاتفاق الذي أبرم عام 2015.

أوروبا تتبنى قانون التعطيل

هذه الأجواء التصعيدية من طهران وواشنطن قابلتها محاولات تهدئة أوروبية تعكس حرص الدول الأوروبية على الاستمرار في الاتفاق بما يخدم مصالحها الاقتصادية، فالمفوضية الأوروبية تبنت ما يعرف بقانون التعطيل الذي أصدر عام 1996 للتهرب من العقوبات الأمريكية على كوبا.

كما بعث وزراء الخارجية والمالية في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا برسالة إلى وزير الخزانة والمالية الأمريكيين تطالب بإعفاء شركات الاتحاد الأوروبي التي بدأت التعامل مع طهران منذ إبرام الاتفاق من العقوبات.

لكن ورغم المحاولات الأوروبية لطمانة طهران، تستمر إيران في اللجوء إلى لغة التهديد والوعيد، ففي أحدث تصريحاته قال مندوب إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن بلاده لن تتعاون مع مفتشي الوكالة لحين اتضاح مستقبل الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

وأكد ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي، أن مهلة أوروبا لاتخاذ قرارها وتقديم الضمانات العملية لايران ليست مفتوحة، ولن تتجاوز بضعة أسابيع.
 

ربما يعجبك أيضا