طالبان تعلن عن هدنة مؤقتة

يوسف بنده

رؤية

أعلنت حركة “طالبان” السبت وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام مع قوات الأمن الأفغانية خلال عيد الفطر، هو الأول من نوعه في هذه المناسبة منذ الغزو الأمريكي عام 2001.

وجاء إعلان الحركة بعدما أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني زي، الخميس وقفا مؤقتا لإطلاق النار مع حركة طالبان في مناسبة عيد الفطر، ووافقت من جهتها الحركة على ذلك حسب ما أعلنت السبت.

وأوضحت الحركة أنها ستوقف كافة الأعمال العدائية خلال عطلة العيد، باستثناء تلك الموجهة ضد القوات الأجنبية الموجودة في أفغانستان. وحذرت الحركة أن أفرادها “سيدافعون عن أنفسهم بشدة” في حال تعرضهم لهجوم.

وجاء إعلان الحركة بعد ساعات من قتل مسلحيها 19 شرطيا أفغانيا في ولاية قندوز.

ومن المفترض أن يبدأ وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الأفغانية الثلاثاء المقبل، على أن ينتهي في العشرين من الشهر نفسه، غير أن وقف إطلاق النار يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.

وقال رئيس أفغانستان، أشرف غني، إن التحرك الذي اتخذته حركة طالبان يُعد فرصة لمسلحي الحركة ليدركوا أن “حملتهم العنيفة.. لم تكسبهم القلوب والعقول، بل تزيد من نفور الشعب الأفغاني عن قضيتهم”.

ولا تشمل الهدنة التي أعلنتها الحكومة جماعات مسلحة أخرى، مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وصدر قرار الحكومة الأفغانية بالهدنة غير المشروطة بعد اجتماع لعلماء دين أصدروا فتوى الأسبوع المنصرم تدين العنف المسلح وتصفه بأنه ليس من الإسلام في شيء.

واستُهدف علماء الدين أنفسهم بتفجير انتحاري نفذه مقاتلو تنظيم الدولة، وأسفر عن مقتل 14 شخصا في العاصمة كابول.

ولم يتضح على الفور موعد بدء وقف إطلاق النار الذي أعلنته طالبان، إذ يتوقف الأمر على رؤية هلال شهر شوال. لكن التقويم في أفغانستان يشير إلى أن أول أيام عيد الفطر هو الجمعة 15 يونيو/ حزيران.

وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن القوات الأمريكية وقوات التحالف سوف “تحترم وقف إطلاق النار”.

وتراجع عدد القوات الأجنبية في أفغانستان إلى نحو 15 ألفا، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي عن المزيد من الضربات الجوية في البلد.

وانسحبت القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان في عام 2014.

فتوى العلماء

وجاء قرار الرئيس الأفغاني بإقرار هدنة استجابة لفتوى أصدرها الأسبوع الماضي العشرات من علماء الدين الأفغان تحرم التفجيرات الانتحارية التي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنها، وقد أسفر آخرها عن مقتل 14 شخصا عند مدخل سرادق يضم جمعا من علماء الدين في العاصمة كابل.

ودعا اجتماع علماء الدين إلى إعلان وقف لإطلاق النار، وحثوا حركة طالبان على الجلوس إلى طاولة الحوار، وكان الرئيس الأفغاني قد دعا في مارس/ آذار 2018 طالبان إلى التفاوض والاعتراف بدستور 2004، ولكن الحركة ردت بشن عمليات أطلقت عليها عملية الخندق.

دعم الناتو

وكان وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل قد بحثوا التطورات في أفغانستان. وتطرق الوزراء إلى دعم الحلف وشركائه لأفغانستان في توفير الأمن والاستقرار ومواجهة الاٍرهاب.

وجدد حلف الناتو التزامه بدعم القوات الأفغانية، من خلال مواصلة عملية التدريب والتأهيل والتمويل، وعبر عن دعمه مبادرة الرئيس الأفغاني بإجراء حوار مع طالبان، وحث الحركة على إلقاء السلاح، والانضمام إلى مسار السلام.

وشارك في الاجتماع وزير الدفاع الأفغاني طارق شاه بهرامي ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية.

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت في أغسطس/آب الماضي استراتيجية عسكرية جديدة في أفغانستان، تتضمن زيادة الغارات الجوية لإرغام طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع سلطات كابل.

ربما يعجبك أيضا