لبنان.. إجراءات عقابية بحق مفوضية اللاجئين تثير انقساماً

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

مطلقاً نيرانه السياسية على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اتهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل المفوضية بعرقلة عودة اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة لبلادهم واعتمادها سياسة معاكسة لرغبة اللبنانيين ومصلحتهم العليا.

إجراءات تصعيدية

باسيل هدد بتجميد تجديد تصاريح الإقامة لموظفي مفوضية اللاجئين، متهماً إياها بأنها لا تشجع اللاجئين السوريين على العودة إلى ديارهم.

قرار اعتبر بمثابة عقاب للمنظمة الدولية التي يعمل موظفوها في لبنان والتي اتهمها باسيل بتخويف اللاجئين السوريين في لبنان من العودة عن طريق أسئلة عن الخدمة العسكرية الإجبارية والظروف الأمنية في سوريا، في وقت تحدثت فيه تقارير عن استعداد نحو ثلاثة آلاف سوري للعودة إلى وطنهم هذا الشهر.

تهديدات باسيل وقراراته تأتي بعد توتر ساد العلاقة بين المنظمة الدولية والسلطة السياسية في لبنان الذي تصرعلى عودة اللاجئين بأسرع وقت ممكن بحجة الضغوط الاجتماعية الاقتصادية بغض النظر عن الضمانات ما دفع مصادر سياسية إلى التحذير من مغبة هذه السياسات.

المفوضية ترد: التحذير واجبنا

موقف السلطات اللبنانية واضح تماماً، وهي الرغبة في إعادة آلاف اللاجئين السوريين المقيمين في بلدة عرسال على الحدود مع سوريا إلى بلادهم.

ورسالة مفوضية اللاجئين هي الآخرى واضحة عنوانها الوحيد: لن يحصل اللاجئون على معونات دولية إذا عادوا إلى سوريا دون ضمانات من النظام السوري لحمايتهم.

المفوضية  تعتبر هذا التحذير من واجباتها لكن بيروت غاضبة وترى فيه ” تخويفاً ” للاجئين الراغبين بالعودة إلى بلادهم قائلة ” لا نعارض ولا نعيق العودة والظروف في سوريا ليست مواتية لتقديم المساعدة لكن الوضع آخذ في التحسن”.

تغطية على” فضيحة ” التجنيس

يرى مراقبون أن تصريحات باسيل الأخيرة ما هي إلا محاولة للتغطية على القضية التي أثارت الرأي العام اللبناني طيلة الأيام الماضية بشأن تجنيس مئات السوريين والفلسطينيين والأجانب والذي وصف بـ “الفضيحة”.

 فيما يسأل كثيرون عن المساعدات والدعم الدوليين في حال استمرت السياسات التصعيدية من وزارة الخارجية وسط صمت لافت أو مدروس من رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري.

تصريحات باسيل لم تمر دون صمت، إذ رد عليه خصمه السياسي في حكومة تصريف الأعمال مروان حميدي قائلاً ” إن باسيل أطلق سياسة جديدة وكأنه ليست هناك حكومة راحلة وأخرى قادمة فأعلن حرب إلغاء على المنظمات الدولية”.

بين إجراءات الخارجية اللبنانية التصعيدية وسياسات مفوضية اللاجئين وتحفظاتها يدفع اللاجئون السوريون ثمن التجاذبات، ما قد يزيد من معاناتهم في وطن اللجوء من جهة وفي المخاطر الأمنية في بلدهم حال عودتهم إليه من جهة أخرى.

ربما يعجبك أيضا