وقف المناورات مع سول.. قرار “ترامبي” يقلق الحلفاء

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المراقبين عندما أعلن في قمته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وقف المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية في خطوة حيرت سول وحلفاء واشنطن.

وقال ترامب للصحفيين بعد الاجتماع غير المسبوق مع كيم في سنغافورة “سنوقف المناورات العسكرية الاستفزازية مع سول ما سيوفر علينا كمية هائلة من الأموال، إلا إذا رأينا أن المفاوضات المستقبلية لا تسير كما ينبغي.. كما سنسحب الجنود الأمريكيين من الجنوب في وقت ما”.

وأثار قرار ترامب ردود فعل كبيرة في كوريا الجنوبية واليابان حليفتي واشنطن، في ظل سعي كوريا الشمالية الدائم لوقف المناورات العسكرية بين واشنطن وسول.

صدمة في كوريا الجنوبية

تسبب إعلان ترامب بوقف المناورات مع سول في صدمة لحكومة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، التي عكفت في الشهور الأخيرة على تأمين انعقاد القمة بين ترامب وكيم.

وقال البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية إنه يحتاج “أن يعرف المعنى الدقيق أو النوايا” في بيان ترامب، مضيفا أنه يرغب في “استكشاف العديد من الإجراءات للمساعدة في مضي المحادثات قدما بشكل سلس”.

ولم تتلق القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية (يو إس إف كاي) والمتمركزة هناك بشكل دائم، أي توجيهات فورية جديدة حول تدريبات مشتركة مقبلة، بما في ذلك المناورة التي تحمل اسم “أولتشي حارس الحرية” المقررة في وقت لاحق هذا العام.

وقال الناطق باسم هذه القوات الكولونيل تشاد كارول في بيان “بالتنسيق مع شركائنا الكوريين سوف نستمر في تمركزنا العسكري حتى نتسلم توجيهات جديدة من وزارة الدفاع”.

طوكيو تطلب إيضاحات

من جهته طالب وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا، الولايات المتحدة بتقديم توضيحات بعد قرار الأخيرة وقف المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها واشنطن وسيول في شبه الجزيرة الكورية.

وأعرب الوزير الياباني عن حيرته من تصريح ترامب، قائلا “نريد الوصول إلى فهم للأمر بين اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية”، مؤكدا في الوقت ذاته أن الوجود العسكري الأمريكي ضروري لضمان الأمن في شرق آسيا.

وأشار إلى أن اليابان ستواصل القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة وتنفيذ خطط لتعزيز الدفاع في ظل وجود خطر هجوم محتمل على أراضيها بواسطة صواريخ بالستية كورية شمالية.

الصين ترحب بقرار ترامب

في المقابل رحبت الصين بإعلان الرئيس الأمريكي وقف المناورات العسكرية الأمريكية على شبه الجزيرة الكورية، مضيفة أن هذا يظهر أن اقتراح “التعليق المزدوج” الذي طرحته بكين كان عمليا.

وكانت الصين اقترحت ما أسمته بالتعليق المزدوج حيث تعلق كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية بينما تعلق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المناورات العسكرية بحيث يمكن للطرفين إجراء محادثات.

اجتماعات في البنتاجون

وتجرى حاليا اجتماعات متلاحقة في البنتاجون لمناقشة تعهد ترامب، الذي يرقى إلى تغيّر جذري في تمركز القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية منذ عقود. فشعار الجنود هناك هو الجاهزية “للقتال الليلة”، وينظر إلى المناورات المشتركة على أنها الجزء المتمم لهذه الجاهزية.

و قالت متحدثة باسم البنتاجون، إن وزارة الدفاع ترحب بالأخبار الجيدة الصادرة من القمة، وتدعم بشكل كلي الجهود الدبلوماسية الجارية مع كوريا الشمالية. وأضافت للصحفيين إن وزير الدفاع جيم ماتيس “لم يفاجأ” بتصريحات ترامب حول التمارين، مؤكدة أنه تمت استشارته.

تنازل أمريكي يثير القلق

وبالنظر إلى وعود سابقة لكوريا الشمالية بنزع السلاح النووي شكك محللون في نجاح ترامب في تحقيق هدف واشنطن بإلزام بيونج يانج بخطوات كاملة وقابلة للتحقق ولا يمكن الرجوع عنها تفضي إلى تفكيك ترسانتها النووية المتقدمة بدرجة تكفي لتهديد الولايات المتحدة.

وعبر مسؤولون دفاعيون أمريكيون حاليون وسابقون عن قلقهم من احتمال أن توقف الولايات المتحدة المناورات من جانب واحد دون الحصول على تنازل صريح من كوريا الشمالية بتخفيض مستوى التهديد الذي تمثله بيونج يانج.

وانتقد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، اتفاق ترامب مع كيم لافتقاره للتفاصيل قائلا إن ترامب تخلى عن “نفوذ كبير” في المحادثات الجارية بشأن برنامج بيونج يانج النووي.

واعتبر ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية أنه “أمر مقلق” أن يوافق ترامب على تعليق المناورات المشتركة من دون أن يشير إلى تراجع كوريا الشمالية عن تهديداتها العسكرية التقليدية، مضيفا أن بيان القمة لم يحدد طريقة نزع الأسلحة النووية، ولا يتضمن جدولًا زمنيًا ولا تفاصيل تتعلق بالتحقق من نزع الأسلحة.

ربما يعجبك أيضا