بعد 14 عاما.. هل تطفئ الإخفاقات بريق المرأة الحديدية

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

على مدار 14 عامًا كمستشارة لألمانيا، سيطرت أنجيلا ميركل على المشهد السياسي والاقتصادي في أوروبا، لكنها اليوم تواجه تحديات كبيرة.

حيث نشرت صحيفة “الجارديان” مقالا للكاتب سايمون تيزدل، يتحدث فيه عن نهاية المستشارة الألمانية بسبب تراجع شعبيتها في بلادها وفي الخارج، قائلا: “إن هزيمة ميركل السياسية كانت متوقعة أكثر من مرة، ولكن يبدو أن هذه هي الصفحات الأخيرة في كتابها، فهي تتعرض للانتقاد من قبل الحزب اليميني البديل الذي دخل البرلمان الخريف الماضي، ولها مشاكل مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي على يسارها، الذي تعتمد على دعمه”.

لكن الأمر الأكثر خطورة هو أن ميركل تتعرض للتحدي من الداخل من قبل وزير الداخلية، هورست سيهوفر، الزعيم السابق للحزب اليميني البافاري، الذي تحالف مع حزبها الديمقراطي المسيحي، والذي يطالب بعدم استقبال المهاجرين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي من بلد آخر، لكن ميركل ترى أن مثل هذا الإجراء غير قانوني ويدمر جهودها التي بذلت لحل أزمة اللاجئين السوريين منذ 2015، عندما استقبلت ألمانيا مليون مهاجر، وتقول: يجب أن ننتظر قمة الاتحاد الأوروبي التي تعقد هذا الشهر للتوصل إلى خطة مشتركة.

ويرى منتقدوها، أن معظم الألمان لا يثقون بسياسة “الباب المفتوح” لعام 2015، التي تتبعها ميركل، وتشير استطلاعات الرأي إلى 65٪ منهم يطالبون بتشديد الرقابة على الحدود.

وتفاقمت الانقسامات بسبب فشل المبادرة التي تدعمها ميركل حتى الآن، وهي صندوق الاتحاد الأوروبي الاستئماني للطوارئ الذي يبلغ حجمه عدة مليارات يورو، من أجل الحد من الهجرة من خلال معالجة “الأسباب الجذرية” في أماكن مثل نيجيريا وإريتريا والصومال، والذي أثار فضائح حول إساءة معاملة المهاجرين، والدعاية التحريضية بالنظر إلى الجرائم التي يقوم بها طالبو اللجوء.

تمتد مصاعب ميركل إلى ما بعد وزير الداخلية، ويرى كثير من المحللين أنها لم تفرض سلطتها منذ الانتخابات الأخيرة في سبتمبر التي خسر فيها الحزب الديمقراطي المسيحي عددا من المقاعد في البرلمان، وامتنعت لعدة أشهر عن تشكيل ائتلاف، وفيما يتعلق بالقضايا الدولية تبدو ميركل متهالكة ومحبطة، بحسب الصحيفة.

ويرى الكاتب، أن بريق شخصية ميركل بدأ يخفت في الخارج، فقد تزعزعت صورة الزعيمة التي تساند النظام العالمي المبني على سيادة القانون بسبب “إفلات أنظمة استبدادية” من العقاب مثل فلاديمير بوتين في روسيا، وشي جين بينج في الصين، وزاد من مصاعبها انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ربما يعجبك أيضا