تراجع أسعار النفط.. طمأنة للأسواق ودعم للاقتصاد

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

تسود توقعات أن يتعافى الاقتصاد العالمي تدريجيًا مستفيدًا من انخفاض أسعار النفط، فضلًا عن تراجع التضخم في الدول المصدرة والمستوردة للنفط، ما يحقق انتعاشًا لمعدلات النمو، وقد يحفز ذلك على انتعاش الاقتصاد العالمي، من خلال انخفاض تكاليف الإنتاج، التي تعتبر أسعار النفط جزءًا أساسيًا منها، كما أن له تأثيرا كبيرا في الحد من تكاليف النقل وأسعار الكهرباء وانخفاض أسعار النفط يساعد على خفض تكاليف المعيشة وأسعار النقل والطاقة.

المهم في الأمر، أن الأسواق العالمية باتت تترقب اجتماع “أوبك” والدول غير الأعضاء بالمنظمة في فيينا خلال الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وسط توقعات زيادة الإنتاج لمواجهة النقص في المعروض النفطي من فنزويلا وإيران، كما هددت الصين بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية من ضمنها النفط بعدما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار، والاجتماع، يأتي لاحقًا لإعلان عقوبات أمريكية مرتقبة على إيران، ثالث أكبر منتجي النفط في “أوبك”، وتخوفات نقص الإمدادات خاصةً من فنزويلا وليبيا، ومن المتوقع حدوث زيادة تدريجية للإنتاج، تبدأ بنحو 500 ألف برميل، لتصل لاحقًا إلى مليون برميل يوميًا.

توترات تجارية

وقال الخبير في شركة “فيليب فيوتشرز” للوساطة، بنجامين لو: إن “أسعار النفط الخام انخفضت مع تصاعد التوترات التجارية الأمريكية الصينية، الجمعة الماضي”.

وفي تصاعد للنزاع بخصوص العجز التجاري الأمريكي مع معظم كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بما في ذلك الصين، فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، رسومًا كبيرة على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار، بدءًا من 6 يوليو القادم.

من جهتها قالت الصين، الجمعة الماضي، إنها سترد بفرض رسوم على واردات المنتجات الأمريكية، بما في ذلك النفط الخام.

إضافةً لذلك هبطت الأسعار بفعل تقارير أشارت إلى أن السعودية وروسيا، أبرز منتجين للنفط في العالم، سيرفعان الإنتاج على الأرجح.

وقال بنك “جولدمان ساكس” الإثنين: إن “أسعار النفط انخفضت على مدى الأسابيع الثلاثة الفائتة بفعل المخاوف من ارتفاع إنتاج أوبك”، مضيفًا: إن ضعف الطلب من الاقتصادات الناشئة، وتصاعد النزاع التجاري، وكذلك ارتفاع المخزونات، كلها عوامل تضغط على الأسعار.

المشهد المصري

وبالنسبة لمصر فرغم استفادتها من انخفاض أسعار البترول من خلال تقليل مخصصات دعم الطاقة في الموازنة العامة للدولة، بعد أن رفعت أسعار المحروقات 3 مرات آخرها منذ يومين، إلا أن هناك تأثيرات سلبية وتحديات تواجه صناعة الغاز حاليًا تتمثل في تأثر منح ودعم دول الخليج لمصر وتدفق الاستثمارات في مجال البحث والاستكشاف والتنمية، والاستمرار في سداد مستحقات الشركاء الأجانب، والتفاوض معهم للاتفاق على سعر الغاز، والاستمرار في طرح المزايدات العالمية لمختلف مناطق مصر بصفة دورية خاصة البحرية، بالإضافة إلى زيادة التناقص الطبيعي للخزانات.

يأتي هذا في وقت تستورد مصر ثلث المنتجات البترولية السائلة وثلث المنتجات البترولية الغازية، وبالتالي  فإن فاتورة هذا الرقم مع انخفاض الأسعار ستنخفض، وبالتالي سيكون تأثير انخفاضه إيجابيًا على الدولة بانخفاض رقم الدعم في الموازنة.

تقليل العجز

وقال أبوبكر الديب، الخبير الاقتصادي، إن أسعار النفط تراجعت، بعد تصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، بأن روسيا والسعودية ستطلبان من منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” زيادة الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا، متوقعًا استمرار التراجع بمعدل 3 دولارات للبرميل، وهو ما يعني توفير 12 مليار جنيه للموازنة المصرية.

وأضاف، إنه حسب البيان المالي التمهيدي للموازنة العامة للعام المالي 2018/ 2019، فإن زيادة سعر برميل النفط بقيمة “دولار” عن التقديرات المفروضة، ستزيد العجز الكلي بمقدار 4 مليارات جنيه، قائلًا: إن العكس صحيح فكل خفض بمقدار دولار يقلل العجز بمقدار 4 مليارات.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن العقود الآجلة لخام القياس العالمي “برنت” انخفضت بمقدار 37 سنتًا، بما يعادل 0.46 بالمئة، عند 79.43 دولارًا للبرميل، ونزلت عقود خام غرب تكساس 27 سنتًا، أو 0.38 بالمئة إلى 71.57 دولارًا للبرميل، وقد يصل متوسط أسعار النفط لما يزيد على 60 دولارًا للبرميل في 2018، حيث تنخفض أسعار النفط عقب الاتفاق بواقع دولارين إلى ثلاثة دولارات تقريبًا.

وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير البترول المصري، المهندس طارق الملا، أن الحكومة ما زالت تتحمل 40 بالمئة من قيمة الدعم على المواد البترولية، وأن الدولة المصرية لجأت إلى رفع الأسعار على المواد البترولية، في وقت كانت الأسعار العالمية تشهد ارتفاعًا كبيرًا كان سيتضاعف الدعم إلى 180 مليار جنيه، وفقًا للمالية المصرية.

وبعد انخفاض الأسعار العالمية للنفط هل تتراجع الحكومة المصرية عن اتخاذ خطوة أخرى نحو رفع الدعم الكلي عن المحروقات؟

ربما يعجبك أيضا