اجتماع فيينا.. “أوبك” وحلفاؤها في مهمة لاستعادة توازن الأسواق

حسام عيد – محلل اقتصادي

أنظار الأسواق العالمية تتجه صوب العاصمة النمساوية فيينا، حيث ستعقد منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” اجتماعها الدوري مع منتجين من خارجها وسط توقعات بأن يتم تخفيف الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط الذي بدأ تطبيقه في يناير 2017، والذي ساهم في دعم أسعار النفط بعد أن هبطت لمستويات قياسية.

وتجتمع منظمة أوبك، غدًا الجمعة الموافق 22 يونيو 2018، للبت في سياسة الإنتاج وسط دعوات من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والصين والهند لتهدئة أسعار النفط، ودعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج مزيد من الخام.

زيادة حجم الإنتاج النفطي

تخفيف الالتزام المرتقب من قبل المنتجين في أوبك والمستقلين سيأتي على شكل زيادة بحجم الإنتاج، لا سيما بعد تصريحات من وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بأن روسيا والسعودية ستطلبان من أوبك زيادة الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام الجاري.

وتأكيد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، على أن العالم بحاجة إلى ما لا يقل عن مليون برميل يوميا إضافية لتفادي حدوث نقص في النصف الثاني من 2018.

وبحسب وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، فإن أوبك تدرس زيادة الإنتاج لما بين 300 ألف إلى 600 ألف برميل يوميا، ورغم معارضة بعض المنتجين لهذا التوجه، فإن التساؤل يتزايد حول حجم الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط وسط تباين توقعات المؤسسات المالية لما بين 500 ألف إلى مليون برميل يوميا.

فعلى سبيل المثال، تتوقع مؤسسة أر بي سي كابيتال ماركت أن تتجه أوبك لزيادة الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا.

بينما يتوقع بنك سيتي جروب أن تزيد السعودية والإمارات والكويت، الإنتاج بمقدار نصف مليون برميل في اليوم مع رفع مماثل بعد إعادة التقييم في سبتمبر.

أما بنك باركليز فيتوقع أن يتم رفع إنتاج النفط من 700 إلى 800 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري، بينما يتوقع بنك أوف أمريكا أن تزيد روسيا والسعودية والإمارات والكويت، إنتاج النفط تدريجيا بواقع 200 ألف برميل يوميا كل 3 أشهر، لتصل إلى 1.2 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2019.

ويرى بنك سوسيتيه جنرال زيادة في الإنتاج النفطي من السعودية والإمارات والكويت بواقع 500 ألف برميل يوميا بدءا من يوليو وزيادة الإنتاج من روسيا بمقدار 200 ألف برميل يوميا في غضون شهرين إلى 3 أشهر.

فيما يرى بنك جولدمان ساكس أن أوبك وروسيا قد تزيدان الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا في النصف الثاني من العام الجاري.

سيناريوهات جميعها تتوقف على مدى اتفاق أعضاء أوبك والالتزام بها والتي قد تحدد مسار أسعار النفط خلال الفترة المقبلة.

استعادة توازن الأسواق

تشارك “أوبك” وحلفاؤها في اتفاق لخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا منذ العام الماضي. وساعدت الخطوة في إعادة التوازن إلى سوق النفط ورفعت سعره إلى 77.6 دولارًا للبرميل من 27 دولارًا في 2016.

لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا أوصلت عمليا تخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يوميًا في الأشهر الأخيرة.

وهو الأمر الذي دفع كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والصين والهند لإطلاق دعوات لتهدئة أسعار النفط وتلبية الطلب العالمي المتزايد.

بدوره، حذر سكوت شفيلد رئيس مجلس إدارة شركة بايونير ناتشورال ريسورسز الأمريكية لإنتاج النفط الصخري من أن سعر النفط يمكن أن يقفز إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تتحرك منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها بقيادة روسيا لزيادة الإنتاج.

وبعد اقتراب مصدري الخام في أوبك من إبرام اتفاق على زيادة الإنتاج، وتلميح إيران بأنها قد تدعم الاتفاق، انخفض خام القياس العالمي برنت 1.76 دولار للبرميل، بما يزيد على 2%، إلى 72.98 دولار ثم تعافى قليلا إلى 73.34 دولار بانخفاض 1.40 دولار خلال تداولات جلسة الخميس الموافق 21 يونيو، فيما هبط الخام الأمريكى غرب تكساس الوسيط دولارا واحدا إلى 64.71 دولار.

كان برنت بلغ أعلى مستوياته في ثلاثة أعوام ونصف عندما تجاوز 80 دولارًا للبرميل الشهر الماضي لكنه تراجع بإطراد في الأيام الأخيرة مع إبداء السعودية، أكبر منتج في أوبك، عزمها زيادة الإنتاج لتحقيق استقرار الأسعار.

ربما يعجبك أيضا