إيران تتحايل على العقوبات الدولية عبر “مطار بيروت الدولي”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر مخططات ملالي قم وطهران للسيطرة على البلدان العربية، حيث سمحت قبل أيام مديرية الأمن العام اللبناني بدخول الإيرانيين إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي دون ختم جوازاتهم، “السفارة اللبنانية في طهران” كانت قد أعلنت قبل وسائل الإعلام اللبنانية أنّ جوازات السفر الإيرانية لن تختم بعد الآن في مطار بيروت سواء عند الدخول أو عند المغادرة!.

هذا القرار يوضح إلى أي مدى وصل الاختراق الإيراني للقرارات في لبنان، فمثل هذه القرارات الهدف منها مساعدة عناصر الحرس الثوري الإيراني والقادة العسكريين الإيرانيين في تجنب العقوبات الأمريكية والدولية.

بل إن هذا القرار يؤكد “استخفاف” أطراف في الدولة اللبنانية بالقرارات العربية والدولية الخاصة بإيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة، خصوصا أنه يأتي بعد أزمة “مرسوم التجنيس”.

ولا استغراب مما يجري، فقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني قال قبل أيام إن “حزب الله” اللبناني و”لأول مرة فاز بـ 74 مقعدا من مجموع 128 مقعدا في البرلمان اللبناني، وأنه بهذه النتيجة فإن “حزب الله” تحول من “حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة في لبنان” !!.

ردود أفعال

وقد وصف حزب القوات اللبنانية المسيحي المناهض لحزب الله التغيير، بأنه محاولة لمساعدة إيران على إرسال المزيد من القوات إلى سوريا عبر بيروت، أو نقل أموال إلى حزب الله رغم العقوبات الأمريكية. ودافعت مديرية الأمن العام المشرفة على أمن المطار عن قرارها، وقالت إن بطاقات دخول سيجري ختمها بدلا من الجوازات.

فيما أوضحت الخارجية اللبنانية، أن “هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني، وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلاً من الجواز”.

ودافع اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني (مسؤول شيعي له تنسيق مع حزب الله وحليفه السياسي حركة أمل) عن الخطوة ووصفها بأنها إجراء عادي، وقال إبراهيم في تصريحات لصحيفة الجمهورية اللبنانية “للأسف البعض في لبنان لهم خيال واسع”.

وكانت صحيفة “واشنطن تايمز” اعتبرت أن حزب الله “يفسد” مطار رفيق الحريري الدولي، وقد سمح للحرس الثوري الإيراني بتحويل المطار كقاعدة لعملياته التي تشمل نقل أسلحة ومقاتلين إلى المواقع والبلدان التي يتواجد بها الحرس الثوري خاصة في سوريا.

لدعم الإرهاب

فيما قال خالد الضاهر، السياسي اللبناني والنائب السابق، إن كشف إيران دخول مواطنيها إلى لبنان دون ختم جوازات سفرهم، كان بهدف عرض انتصارات طهران وبيان مدى هيمنتها على البلاد، متوقِّعاً فرض عقوبات خليجية ودولية جديدة على بيروت.

وأوضح الضاهر في تصريحات صحفية، أن “الصورة اتضحت منذ مجيء ترامب (تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم) وتهديداته، وحصل هذا الإجراء بأن يدخل الإيرانيون لبنان دون ختم جواز السفر؛ لأنه كان يعتبر كل من يدخل لبنان حرساً ثورياً وتطوله عقوبات”.
وتساءل السياسي اللبناني، عن سبب مجيء الإيرانيين إلى لبنان، فهم ليسوا مستثمرين، إلا إن كان استثماراً في الإرهاب ولدعم الحرس الثوري الإيراني، على حد وصفه.

وعن صمت السلطات اللبنانية عن هذه الإجراءات، قال: إنه “ليس خافياً على أحد أن هناك أطرافاً سياسية في لبنان مثل قوى الثامن من آذار أو التيار الوطني الحر، وهي حليفة للنظام السوري والإيراني، ومؤثرة في السلطة وسكتت”.

وبيَّن أن لبنان يعمل تحت تأثير سلاح حزب الله، وتأتي الضغوط الإيرانية والسورية عليه في ظل تخلِّي الدول العربية عن دعم القوى السيادية فيه، وأشار إلى أن الشعب اللبناني يدافع عن نفسه بطريقة بدائية.

الكرة في ملعب الحريري

وقد تراجع وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق عن عزمه رفض الإجراء القاضي بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين الذين يدخلون لبنان.

وقالت مصادر مطلعة إن مداولات داخلية لم يكشف النقاب عنها أفضت إلى عدم اتخاذ المشنوق أي قرار في هذا الشأن وإحالة هذه المسألة إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

ورأت مراجع سياسية أن تراجع المشنوق متعلق في جانب بسعيه إلى عدم التصادم مع حزب الله، خصوصًا أنه لن يكون وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة لا بل لن يتولى أي حقيبة وزارية بعد الحريري فصل النيابة عن الوزارة في تيار المستقبل.

وتضيف المراجع أن الجانب الآخر متعلق بعجز النظام السياسي اللبناني عن حسم قضية بهذا الحجم تتعلق بالعلاقة مع إيران، وحشر هذه الإشكالية ضمن ما اعتبره المشنوق “جزءا من الاشتباكات السياسية التي لا يحتاجها لبنان في هذه المرحلة”.

واعتبرت مصادر معارضة لتيار المستقبل أن تراجع المشنوق يعود إلى خضوعه لضغوط مارسها الحزب لإقفال هذا الملف وتأجيل البت فيه.

ورأى مراقبون أن إحالة المسألة إلى الحريري “لاتخاذ القرار المناسب لمصالح لبنان” أبعدت السجال عن وزارة الداخلية ونقلته إلى مستويات أعلى ستشمل رئيس الجمهورية ميشال عون.

إلا أن معلومات أخرى ذكرت أن بيروت تلقت من عواصم أجنبية تساؤلات حول هذه المسألة وتأثيرها على الشفافية التي يجب أن تتمتع بها سجلات منافذ الدخول إلى لبنان، خصوصا أن عدم ختم الجوازات يشوه السير الأمنية لطالبي التأشيرات من المواطنين الإيرانيين، ناهيك عن أن من يسميهم سفير لبنان في طهران سياحا معظمهم من العناصر الأمنية والعسكرية التي تمر إلى سوريا أو بلدان أخرى عن طريق بيروت ومطارها.

ربما يعجبك أيضا