حصاد مصر في كأس العالم.. صفر “كبير” وأزمات مستمرة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – ودع المنتخب المصري منافسات كأس العالم في روسيا من دور المجموعات بثلاث هزائم ثقيلة، وبأزمات إدارية وتنظيمية كبيرة أدت إلى حصولها على “صفر” في كافة الأمور المتعلقة بالمشاركة الثالثة لمصر على مدار تاريخها، في البطولة الأبرز في العالم.

“أزمات منذ البداية”

واندلعت الأزمات حول المنتخب المصري قبل انطلاق منافسات كأس العالم بأكثر من شهر، بسبب استخدام الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة المهندس هاني أبو ريدة لصورة نجم مصر الأول ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح في دعاية تجارية بدون الحصول على إذن منه، ما أدى إلى توقيع عقوبات عليه وصلت لحوالي مليون دولار من إحدى الشركات الراعية له.

واستمرت الأزمة بين إدارة اتحاد الكرة المصري وصلاح عدة أسابيع، دون إيجاد حلول جذرية لها، ما استدعى إلى تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومطالبته اتحاد الكرة بحل الأزمة وتحقيق مطالب النجم المصري.

ومع وصول المنتخب المصري إلى مدينة جروزني، دخلت بعثة المنتخب المصري في مشاكل عدة بسبب بعد المدينة الشيشانية عن الملاعب التي ستخوض عليها مصر منافساتها، والتي تسببت في إصابة اللاعبين بالإرهاق، حيث يعد الفريق المصري من أكثر المنتخبات المشاركة في البطولة في قطع مسافات لتأدية مبارياتها.

“الأزمة الكبرى”

وتعد الأزمة الأكبر تتمثل في حفاوة الاستقبال التي لاقاها المنتخب المصري من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، والذي استقبل بعثة مصر ومنح نجم المنتخب المصري صلاح وسام المواطنة الفخرية والتي أدت إلى هجوم الصحف العالمية على لاعب ليفربول بسبب تواجده مع رئيس متهم بانتهاك حقوق الإنسان وتلاحقه العديد من الجرائم.

وسعى الرئيس الشيشاني إلى استغلال أحد أبرز نجوم كرة القدم في الموسم المنصرم سياسيا، ما أدى إلى اندلاع حالة من الغضب والتي بدت ظاهرة على النجم المصري خلال تدريبات الفريق بسبب اتهام اتحاد الكرة المصري باستغلاله سياسيا، وبرأي الإعلامي المصري عمرو الديب، فإن قديروف استغل وجود صلاح جيداً، ليقدم نفسه إلى العالم على أنه شخص محب ومقدر للرياضة والرياضيين.

المشاكل لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعلنت شبكة “سي إن إن”، أمس، من مصادر مقربة من صلاح، أن اللاعب المصري البالغ من العمر 26 عامًا، يستعد لإعلان اعتزاله اللعب دوليًا، مرجعة ذلك إلى الأزمات التي يتعرض له في مصر، ومحاولات استغلاله من قبل الاتحاد المصري، “ماديا وسياسيا”.

“الهزائم الثلاث”

ورغم البداية الجيدة لمصر في مباراتها الأولى أمام منتخب أرجواي والتي انتهت 0/1 لصالح رفاق سواريز وكافاني، والإشادات التي لاحقت منتخب الفراعنة والذي افتقد أحد أهم عناصره، إلا أن الأيام التالية للمباراة شهدت أزمات كبرى، حيث استقدمت إحدى الشركات الراعية للمنتخب المصري وفدا من رموز الفن والإعلام والشخصيات العامة إلى روسيا، والذين تواجدوا في محل إقامة الفريق، ما تسبب في تأكيد التقارير الإعلامية بأن الوفد تسبب في إفساد حالة التركيز التي كان عليها اللاعبين.

وشهدت المباراة الثانية لمصر أمام منتخب روسيا صاحب الأرض والجمهور، هزيمة كبيرة بثلاثة أهداف لهدف واحد، شهدت خلالها العديد من الأخطاء الدفاعية، والتي كان أبرزها هدف لاعب النادي الأهلي المصري أحمد فتحي الذي أحرزه في مرماه بالخطأ، فضلا عن عدم تمكن مدرب مصر الأرجنيني هيكتور كوبر في وضع الخطة المناسبة للمبارأة، وعدم استطاعته تقديم أداء هجومي ودفاعي يليق بمنافسات كأس العالم.

الهزيمة الثالثة التي استقبلت مصر في مباراتها الأخيرة أمام المنتخب السعودي كانت الأصعب في مشوارها خلال البطولة، فبرغم تقدم مصر في النتيجة بهدف للاعب محمد صلاح، إلا أن المنتخب فشل في الحفاظ على تقدمه، وانتهت المباراة بالهزيمة 1/ 2 لصالح السعودية، وفشل المدرب الأرجنتيني في إحداث أي تغيير في أداء مصر في مبارياته الثلاثة، فبقيت تغيراته خلال المباريات الثلاث ثابتة بدون أي تعديل تتطابق مع اختلاف مستويات المنتخب الثلاث التي واجههم، علاوة على استمراره في الركون إلى الدفاع باستمرار، وعدم وجود جمل خططية تمكن “أحفاد الفراعنة” من تقديم كرة جميلة خلال البطولة الأكبر.

ربما يعجبك أيضا