الشارع الأردني منقسم بين مؤيد ومعارض أمام فتح الحدود للاجئين السوريين

علاء الدين فايق
رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – في اليومين الماضيين، ظهر انقسام كبير في الشارع الأردني بين مؤيد لفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين الفارين من جحيم المعارك في مناطق درعا، لأسباب إنسانية ومعارضون لهذه الخطوة بتبريرات سياسية.
وفيما يصر الموقف الرسمي الأردني إلى الآن، على إبقاء حدوده مغلقة أمام النارحين، تبرز دعوات لناشطين أردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفتح الحدود ليجد هؤلاء أمانهم المنشود.
يقول موقف الأردن الرسمي إنه لم يعد بمقدوره استقبال مزيد من اللاجئين على أراضيه، معللًا ذلك بغياب الدعم الدولي وارتفاع نسب الفقر والبطالة، إضافة للتهديد الأمني الذي قد يحدثه استقبال اللاجئين من هذه المناطق الملغومة بالجماعات الإرهابية.
غير أن هذا التعليل، لم يجد آذانًا صاغية داخل المجتمع الأردني الذي يرى بوجوب فتح الحدود لاعتبارات إنسانية وأخوية.
وتساءلت الناشطة الأردنية ليندا الكلش: “كيف نهنأ وهناك مستجير على بعد كيلومترات، مستجير دكت منازله صراعات تحولت إلى مصالح دول وهو وحده الضحية، لا ذنب له فيما يحدث، مستجير سبقه إلى بلادنا ما تجاوز المليون، التزم المجتمع الدولي بهم، وأنفق عليهم وأمد بلادنا بالمليارات لاستضافتهم وتحسين البنية التحتية التي تخدمنا وتخدمهم”.
وقال: إن “من العار أن يظل المستجير يستغيث ولا مستجيب، نتذكر المعتصم والمرأة التي استغاثت ببه ونتفاخر بقصة نجدة الملهوف”.

ودعت إلى فتح الحدود “من أجل الإنسانية، من اجل أطفالا لم يروا سوى دمار، من أجل نساء فقدن عزيزا أو أعزاء”.

والعديد من آراء المؤيدين تدور رحاها في هذا الاتجاه، بيد أنها جميعًا تتجاهل التهديد الأمني الذي قد تعقبه حالة فتح الحدود كما حصل خلال الأعوام الماضية، وأربكت الشارع الأردني وضغطت على جميع مناحي الحياة في البلاد.
لكن الرأي المعارض لفتح الحدود، يرى أن دعاة استقبال اللاجئين السوريين، هم انفسهم المتذمرون من الغلاء ونقص فرص العمل ويلومون الحكومة على رفع الضرائب وهم أنفسهم من عابوا على الدولة استقبال اللاجئين طوال سنوات الأزمة.
ويرى الإعلامي عصام العمري، أن فتح الحدود هذه المرة أمام اللاجئين السوريين، يعني أنهم لن يغادروا لأجيال قادمة وبنفس الوقت هذا من حظ الدولة السورية بالخلاص منهم، على حد قوله.
ويتساءل المعارضون لهذه الخطوة عن حاجة السوريين لمغادرة بلادهم طالما أن الجيش السوري أمن لهم ممرات دخول باتجاه الأراضي السورية بعيدًا عن مناطق المعارك.
وقبل يومين، أكدت مصادر أمنية لرؤية، أن الإجراءات المعمول بها على الحدود الشمالية باعتبار أنها منطقة عسكرية مغلقة مستمرة ولن يتم التهاون مع أي حالة اقتراب من الحدود.

ميدانيًا، تواصل قوات النظام السوري مدعومة بغطاء روسي، تقدمها في مناطق درعا التي شهدت انطلاقة الأحداث في سوريا عام 2011، وتدور اشتباكات عنيفة في منطقة تكتسب أهمية من ناحية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن.

ربما يعجبك أيضا