بالأرقام.. حقول الغاز في مصر تُربك حسابات “إسرائيل”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر

القاهرة – أعلنت مصر خلال السنوات القليلة الماضية، افتتاح عدد من حقول الغاز الطبيعي في أراضيها، لتدخل الدولة المطلة على البحرين الأبيض والمتوسط مرحلة جديدة من إنتاج الغاز، حتى إنها هددت عرش الغاز الإسرائيلي، ما أدى إلى هبوط أسهمه في البورصة، بعد الإعلان عن اكتشاف حقل غاز مصري عملاق يعادل أربعة أضعاف حقل ليفيثان بالبحر المتوسط.

أسهم الطاقة الإسرائيلية تتهاوى

أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن أسهم الطاقة الإسرائيلية تهاوت بشدة بعد أن أفادت تقارير محلية باكتشاف حقل ضخم للغاز في أعماق البحر الأبيض المتوسط في المياه المصرية.

وذكرت الصحيفة أن الأسهم الإسرائيلية خسرت ما بين 4% و5% في تعاملات منتصف اليوم الأربعاء، بسبب شكوك بأن تطوير الحقول المصرية وخصوصا حقل “نور” سيضر بآفاق التعاون.

وأضافت أن احتياطي الغاز في حقل “نور” يقدر بنحو 2.5 تريليون متر مكعب من الغاز، وقد يكون من بين أكبر حقول الغاز في العالم.

وأشارت إلى الاهتمام الدولي الكبير بالغاز المصري، وتهافت الدول لتطويره، وتمتلك شركة إيني الإيطالية 50% من حقل نور، كما تمتلك بريتيش بتروليوم نحو 10% من الحقل، بينما تمتلك روسنفط الروسية نحو 30% منه، وتمتلك شركة مبادلة نحو 10% منه.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاهتمام أثار قلقا لدى المسؤولين الإسرائيليين من أن تطوير “نور” قد يعيق خطط الشركات الإسرائيلية لتصدير الغاز المستخرج من تمارا وليفياثان.

واكتشف الحقل داخل منطقة “امتياز شروق” في البحر المتوسط في المياه الاقتصادية المصرية، التي يوجد فيها حقل “ظهر” المصري.

خلال التقرير ترصد “رؤية” بالأرقام أبرز اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر خلال الأعوام الماضية، وتوقعات الجهات المختصة بشأن وضع مصر بالنسبة لتصدير الغاز.

“حقل ظهر”

في عام 2015، أعلنت شركة “إيني” الإيطالية عن اكتشاف أكبر حقل لإنتاج الغاز في الشرق المتوسط وتحديدا في منطقة “شروق”، وبدأت مصر الإنتاج من حقل ظهر العملاق في البحر المتوسط منتصف شهر ديسمبر الماضي، والذي وصل إلى أكثر من مليار قدم مكعبة يوميا، ومن المقرر أن يصل إلى نحو ملياري متر مع نهاية العام الجاري.

ووفقا لوزارة البترول المصري، فإنه من المنتظر الوصول إلى معدلات الإنتاج القصوى المستهدفة البالغة 2.7 مليار قدم مكعب غاز يومياً في عام 2019، كما تقدر احتياطيات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، بما يوازي 135% من احتياطيات مصر من الخام.

“حقل نورس”
وفي بداية عام 2015، اكتشفت شركة “إيني” الإيطالية بالشراكة مع شركة “بريتش بتروليم” البريطانية، حقل غاز “نورس” والذي يقع في جنوب غرب بلطيم في مياه الدلتا قرب السواحل المصرية، معتبرة هذا دليل على صحة نظرية “منطقة النورس العظيمة”.

وبلغ إنتاج حقل “نورس” في نهاية عام 2016 إلى 120 ألف برميل، وصل متوسط إنتاجه اليومي لنحو 1.2 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز، ليمثل إنتاجه 30% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي لمواجهة احتياجات السوق المحلية من مشتقات الغاز.

“حقل آتول”

وفي مارس عام 2015، أعلنت شركة “بي بي” أعلنت عن اكتشاف حقل أتول الواقع في منطقة امتياز شمال دمياط البحرية في شرق دلتا النيل، والذي الاحتياطي الموجود به حوالي 1.5 تريليون قدم مكعب من الغاز و31 مليون برميل من المتكثفات، وماتزال قطاعات أخرى في الحقل تحت التقييم.

و أعلنت شركة “بي بي”، في فبراير الماضي عن بدء إنتاج الغاز التجريبي من المرحلة الأولى لمشروع حقل أتول قبل الموعد المقرر له بـ7 أشهر وبتكلفة تقل بنسبة 33% عن التكلفة التقديرية المبدئية، مشيرة إلى أن الإنتاج الحالي للمشروع يبلغ 350 مليون قدم مكعب من الغاز و10 آلاف برميل من المتكثفات في اليوم.

“حقل نور”
وقبل يومين، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية عن اكتشاف حقل جديد في البحر المتوسط قرب حقل “ظهر”، أطلق عليه “نور” في منطقة شروق التابعة لامتياز شركة “إيني” الإيطالية.

ومن المتوقع بعد الانتهاء من أعمال حفر الحقل الجديد، ووضعه خلال عامين على خريطة الإنتاج، أن يصل إنتاج مصر من الغاز إلى أكثر من 10 مليارات قدم مكعب من الغاز يوميا، تستهلك مصر منها نحو 6.2 مليار قدم، والمتبقي يتم تحويله للصناعات التحويلية والبتروكيماويات، والتصدير.

“اكتشافات أخرى”

يأتي ذلك بالإضافة إلى حقول شمال الإسكندرية: “تورس، وليبرا وفيوم، وجيزة، وريفن، وليبرا” المخطط إنتاجهما سيكون بمعدل 600 ألف متر مكعب في اليوم، وحقلا “جيزة، وفيوم” سيكون إنتاجهما 400 مليون مكعب في اليوم، فضلا عن “آبار غرب 2″ بشمال شرق الدلتا، بمعدل إنتاج 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، و”آبار البئر نيدوكو” شمال غرب 6 بمنطقة شمال شرق الدلتا، والتابع لشركة “بتروبل” بمعدل إنتاج 140 مليون قدم مكعب غاز يوميا، والبئر نيدوكو غرب 2 بمعدل إنتاج 100 مليون قدم مكعب يوميا.

“دلالة الأرقام”

اكتشافات الغاز الأخيرة، رفعت الإنتاج اليومي من الغاز الطبيعى إلى نحو 3.417 مليون طن خلال شهر أبريل الماضي ما يعادل  5.6 مليار قدم غاز يوميًا، ليسجل ارتفاعا بنسبة 8% بالمقارنة بإجمالي إنتاج مصر من الغاز خلال شهر أبريل 2017 والذي سجل الإنتاج فيه نحو 3.164.

ويعود الفضل في ارتفاع الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي بعد تشغيل عدد من المشروعات وربطها على الشبكة القومية على رأسها المرحلة الأولى من حقول شمال الإسكندرية، لحقلي تورس وليبرا بطاقة تصل إلى حوالي 600 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى حقل أتول بطاقة تصل إلى 350 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، والزيادات المتتالية لحقل نورس حيث ارتفع إنتاجه ليصل حاليًا لنحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميا.

ويتوقع وزير البترول المصري طارق الملا، أن يصل إنتاج مصر من الغاز إلى أكثر من 10 مليارات قدم مكعبة يوميا، تستهلك مصر منها نحو 6.2 مليار قدم مكعبة، والمتبقي يتم تحويله للصناعات التحويلية والبتروكيماويات، والتصدير.

“قلق إسرائيلي”

وذكر الموقع الإلكتروني الإسرائيلي “زا ماركر”، مساء الأربعاء الماضي  أن أسهم الغاز تهاوت في البورصة بعد الإعلان المصري عن اكتشاف حقل غاز في البحر المتوسط يعادل أربعة أضعاف ما ينتجه حقل ليفيثان، حيث خسرت الأسهم الإسرائيلية ما بين 4% و5% خلال تعاملات اليوم، بعد شكوك سرت بأن تطوير حقول الغاز المصرية سيضر بآفاق التعاون المشترك.

وكتب الموقع العبري أن احتياطي حقل الغاز المصري “نور” يقدر بحوالي 2.5 تريليون متر مكعب من الغاز، وقد يكون من أكبر حقول الغاز حول العالم، مع تهافت الدول لتطويره، وهو ما أثار القلق لدى المسؤولين الإسرائيليين من أن تطوير الحقل سيعوق خطط الشركات الإسرائيلية بتصدير الغاز المستخرج من حقلي تمارا وليفيثان.

ونقل الموقع الإسرائيلي، وثيق الصلة بصحيفة “هاآرتس” العبرية عن يهوناثان شوحيط خبير البورصة أن الإعلان المصري عن هذا الاكتشاف يعني أنه سيكون بديلا للغاز الإسرائيلي، وبالتالي سيؤثر بدوره على مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي، والذي من المزمع أن يتأثر بزيادة تدفق الغاز المصري.

ربما يعجبك أيضا