ضغوط دولية واحتجاجات شعبية.. هل انتهت مغامرة النظام الإيراني؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

العقوبات ثم العقوبات.. يكاد لا يخلو منبر دولي من دعوة الولايات المتحدة أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى كبح جماح إيران وتقليم أظافرها بالعقوبات.

كما لا تفوت واشنطن طاولة دولية دون جرد أنشطة إيران الخبيثة لتتهم مجدداً طهران بتغذية التمرد الحوثي في اليمن عبر دعمه بالصواريخ في انتهاك صريح لحظر تصدير الأسلحة إلى اليمن.

حزم أمريكي واضح وثابت في تطويع النظام الإيراني، تخوض عواصم أوروبية تحركات واسعة في مواجهته لحسابات اقتصادية. فتصريحات واشنطن قوبلت بدفاعات باتت مألوفة مما يعتبره الاتحاد الأوروبي التزاماً كبيراً من طهران بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي.

النفط يدخل على خط التوتر

النفط يدخل على خط التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وقد سعت واشنطن لدى حلفائها من أجل تبني مواقف متشددة تجاه التعامل مع النفط الإيراني في السوق العالمية، فضلاً عن ضخ مزيد من النفط في تلك الأسوق لتعويض صادرات إيران التي ستشهدها العقوبات قبل نهاية العام الجاري.

الهند ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين، ورغم أنها قالت في شهر مايو/ أيار الماضي، إنها لا تعترف بالقيود، أحادية الجانب، التي تفرضها الولايات المتحدة، وبدلاً من ذلك تلتزم بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة، ذكرت مصادر أن الهند ستضطر إلى التحرك لحماية انكشافها على النظام المالي الأمريكي.

ضغوط أتت أكلها قبل أن تبدأ، فالدولار الأمريكي قفز أمام الدومان الإيراني وحوّله إلى عملة غير جديرة بثقة الإيرانيين أنفسهم واضطر التجار إلى إغلاق محلاتهم سعياً إلى الحد من الخسائر الفادحة، فيما عمدت الشرطة إلى خلع الأبواب وتكسيرها لإجبارهم على البيع بخسارة.

احتجاجات شعبية.. ودعوات للتحمل

تصريحات كثيرة في البرلمان الإيراني تدعو المواطنين لمزيد من الصبر والتحمل ومواجهة ما يسميه الرئيس حسن روحاني بـ”الحرب النفسية”.

ففي مقابل دعوة المرشد  علي خامنئي القضاء للتصدي للتجار الذين يتلاعبون بأسعار العملات برزت مواقف لقادة الحرس الثوري لمشاركة الدولة في تحمل المسؤولية.

خارج البرلمان تظاهرات واحتجاجات على وقع انهيار العملة الإيرنية بشكل متسارع لم يسبق له مثيل في بلد غني بالنفط والغاز والثروات الطبيعية .

ثروات باتت تعاني الركود بعد دعوات واشنطن بمقاطعة النفط الإيراني لممارسة مزيد من الضغوط على النظام “المتفلت”.

بزار طهران.. ترمومتر النظام

بزار طهران وهو مقياس الحركة الاقتصادية والسياسية نفّذ إضرابه الأول قبل أيام، ما يهدد بتصعيد خطير خصوصاً مع تمدد الإضراب في مناطق أخرى.

ورغم قمع الأجهزة الأمنية، إلا أن دائرة الاحتجاجات تتوسع في قطاعات كثيرة تشمل العمال والمعلمين والقوميات حتى المزارعين والطلاب والفقراء.

تطورات متسارعة تصب الزيت على نار حاول نظام الملالي إشعالها في المنطقة التي سرعان ما انتقلت إلى البيت الداخلى الذي أضحى مهدداً بحريق هائل .

ضغوط غربية خانقة واحتجاجات شعبية تدعو لإسقاط النظام. مغامرة هي إذن تلك التي يقوم بها النظام الإيراني بتدخلاته الخارجية مبدداً موارد شعبه، هكذا جاء توصيف الخارجية الأمريكية للسياسة الخارجية الإيرانية، هذه السياسة التي كان لها انعكاساتها داخلياً حيث علت نبرة المحتجين المطالبين بإسقاط النظام.

ربما يعجبك أيضا