أجمل أميرات العالم خسرت التاج مرتين.. ولكن لا يهم

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

كانت فوزية ابنة الملك فؤاد أميرة في مصر وملكة متوجة وإمبراطورة إيران ولكن لم يدم هذا طويلاً. فقد قالت -في حديث لها مع كيوان خسرواني المهندس المعماري الإيراني الذي ذهب إلى مصر لزيارة الأميرة في الفيلا الخاصة بها في الإسكندرية عام 1970- “لقد خسرت التاج مرتين في حياتي، مرة كنت ملكة إيران والمرة الثانية عندما كنت أميرة هنا في مصر. كل شيء قد انتهى الآن، ولكن لا يهم”.

ولكن ما زالت القلوب والعقول والأجيال تتذكرها جميعاً في ذكرى وفاتها الخامسة، وتبقى في القلوب بصورتها الجميلة لما كانت تتمتع به من جمال ساحر وستايل خاص وأنيق في كل وقت.
 

لُقبت الأميرة فوزية بأجمل أميرات العالم وذلك لأناقتها وجمالها الأخاذ اللذين عرفت بهما، فقد كانت أشبه بممثلات العصر الذهبي أمثال أودري هيبورن وهيدي لامار، فقد كانت بالنسبة للصحافة والعالم صاحبة إطلالات مذهلة وفاتنة لا مثيل لها في عصرها، تكونت من مزيج من الموضة الأوروبية والغموض الشرقي، الأمر الذي جعلها المرشحة المثالية لعيون كاميرا المصور الإنجليزي سيسيل بيتون لتظهر في مجلة Life عام 1942. والذي وصفها بأنها: “صاحبة النظرة الحزينة وشعر شديد السواد ووجه منحوت بدقة ويدين ناعمتين ورقيقتين خاليتين من تجاعيد العمل”.

تزوجت الأميرة فوزية من ولي العهد الإيراني محمد رضا بهلوي الذي عشقها من شدة جمالها، فحظيت بمراسم زفاف أسطورية بحفل كبير بالقاهرة غنت فيه أم كلثوم ورقصت فيه بديعة مصابني وتلاه حفل آخر بإيران احتفالا بوصولها فكانت مراسم الزواج مرتين الأولى في القاهرة والثانية في طهران.

أما عن قصة الزواج فوفقًا للكاتب الصحفي صلاح عيسى: “الملك فاروق كان الوسيط في هذه الزيجة فهو أول ما فاتحها برغبة شاه إيران في مصاهرته وأنه اختار لها ولي العهد الإيراني ليكون زوجًا إن وافقت عليه، وهو ما حدث فقالت للملك فاروق إن كنت تريد زواجي منه فليكن ما تريد، فلما أراد الملك أن يقنعها أكثر بفكرة الزواج قدم لها صورته لترى كم هو وسيم وجميل”.

ومرت الأيام واقتنعت الأميرة فوزية بالزوج وتمت الخطبة وإجراءات الزواج في 1938 إلا أن العُرْس لم يكن عاديًا لكنه كان لائقًا باثنين من أكبر الملوك وصنفه البعض على أنه أهم حفل زواج القرن الماضي.

وكان وجه الأميرة فوزية سعداً على ولي العهد فتم تتويجه سريعاً كشاه لإيران، حيث تولى محمد الحكم بعد نفي والده الشاه رضا بهلوي إلى جنوب أفريقيا بعد الغزو البريطاني الروسي لإيران وذلك عام 1941، فاحتفلت بعد ذلك بميلاده الأميرة شاهيناز، ليعيش الزوجان في فرح وسعادة.

لكن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وكما يقال: إذا حلت أوحلت، فسافرت والدتها الملكة نازلى إلى إيران لزيارتها وجلبتها معها إلى القاهرة  كزيارة لأسرتها بموافقة زوجها الشاه الذي لم يعلم أنه سيفارق زوجته دون وداع، حيث اختطفها الملك فاروق، وفقا لما ذكره الكاتب المصري إبراهيم بغدادي بكتاب “كيف قتلت الملك فاروق”، فور وصولها مصر، وأجبرها على إرسال مكتوب لزوجها تطالبه بالطلاق، دون أن تدري هي أو زوجها سبب ذلك الطلاق.

وقد حملت الأميرة فوزية لقب إمبراطورة إيران لمدة 8 سنوات، وفي عام 1941 تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم، وأنجبت الأميرة فوزية منه ابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز بهلوي، وتم الطلاق بينهما عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودة الأميرة فوزية إلى شاه إيران.

وحدثت أزمة بين مصر وإيران بعد ذلك الطلاق، وبالفعل تم قطع العلاقات المصرية الإيرانية حينها.

وتزوجت الأميرة فوزية من العقيد إسماعيل شيرين آخر وزير حربية وبحرية لمصر فى العصر الملكي، وأنجبت منه نادية وحسين، وبعد ثورة 23 يوليو فضلت العيش في الإسكندرية وتحديدا بمنطقة سموحة، لتنعم بالسلام مع زوجها وأسرتها.

وتوفيت أجمل أميرات العالم في 2 يوليو 2013 عن عمر يناهز 91 عاما وتم دفنها بجانب زوجها الثاني إسماعيل شيرين.

ربما يعجبك أيضا