بعد فوزه برئاسة المكسيك.. “أوبرادور” يواجه أمريكا والفساد والمخدرات

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

فاز مرشح حزب التجديد الوطني اليساري، لوبيز أوبرادور، بالانتخابات الرئاسية المكسيكية بعد حصوله على ما لا يقل عن 53% من الأصوات في الانتخابات التي جرت الأحد 1 يونيو.

أوبرادور البالغ من العمر 64 عاما، يعد أول يساري يتولى الرئاسة منذ عقود في المكسيك، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.

بدوره أقر المرشح خوسيه أنطونيو ميادي من الحزب المؤسساتي الثوري بخسارته وبفوز اليسار، قائلًا “إن أوبرادور حصل على الغالبية. من أجل خير المكسيك، أتمنى له أكبر النجاحات”.

وهنأ رئيس المكسيك الحالي إنريكه بينا نييتو، الرئيس الجديد على الفوز بالرئاسة وتعهد بمساعدته على إتمام انتقال منظم للسلطة، حيث من المقرر أن يتولى أوبرادور السلطة بشكل رسمي في الأول من ديسمبر المقبل.

وتنتظر السياسي اليساري المخضرم أوبرادور تحديات كبيرة من العنف المرتبط بتهريب المخدرات وانتشار معدلات الجريمة إلى العلاقة المعقدة مع الولايات المتحدة.

من هو لوبيز أوبرادور؟

اسمه الكامل أندريس مانويل لوبيز أوبرادور،  سياسي مكسيكي شغل منصب رئيس حكومة مقاطعة اتحادية وأيضا رئيس بلدية مكسيكو سيتي، والآن هو يمثل تحالف “معا نصنع التاريخ”.

ولد أوبرادور في 13 نوفمبر عام 1953، درس العلوم السياسية والإدارة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك من العام 1972 حتى 1976. ترأس معهد “الشعوب الأصلية” في تاباسكو من عام 1977 حتى عام 1982، وبدأ مسيرته السياسية في الحزب “الثوري الدستوري” للمكسيك.

في عام 1983 ترأس فرع الحزب في ولاية تاباسكو، وأسس في العام 1989، مع مجموعة أخرى من السياسيين “حزب الثورة الديمقراطية”، الذي ترأسه في الفترة بين 1996-1999. وفي الفترة 2000-2005، شغل منصب رئيس حكومة المقاطعة الفيدرالية في مكسيكو سيتي.

تم تعيينه في الفترة 2012-2015 رئيسا للمجلس الوطني لحركة النهضة الوطنية “مورينا” وسبق أن ترشح مرتين للانتخابات الرئاسية، سنتي 2006 و2012 ، ولم يفز.

وعود الرئيـس الجديـد

وعد لوبيز أوبرادور بإحداث تغيير عميق في البلاد، وقال في خطاب تليفزيوني عقب إعلان فوزه “مشروعنا الوطني يطمح إلى ديمقراطية حقيقية. لا نتطلع إلى إقامة حكم ديكتاتوري، لا في الظاهر ولا في السر”. كما وعد بحماية الحرية واحترام القطاع الخاص.

ويصور لوبيز أوبرادور نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على استعادة الثقة في الديمقراطية بعد تنامي خيبة الأمل في أعقاب سنوات شهدت اضطرابا في النمو وارتفاعا في معدلات العنف المرتبط بتجارة المخدرات.

تفشي الجريمة والفساد

شكلت مكافحة الجريمة والفساد محور الحملة الانتخابية للوبيز أوبرادور. ويعد الفساد من المشاكل التي تثير أكبر غضب لدى المكسيكيين. وقد تورطت حكومة الرئيس أنريكي بينيا نييتو بعدد من الفضائح بينها قيام زوجته بشراء منزل فخم بقيمة سبعة ملايين يورو من شركة تستفيد من صفقات عامة.

يقول أرتورو سانشيز الأستاذ في جامعة “تكنولوجيكو” في مونتيري “هناك وعي أكبر من قبل بوجود الفساد.. موضوع الفساد يستقطب غضب المجتمع واستياءه والناخبون سيمارسون ضغوطا باستمرار على الحكومة الجديدة لتعالج هذه المشكلة”.

العلاقة مع واشـنطن

فور الإعلان عن النتائج الأولية هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس المكسيكي الجديد، مؤكدا استعداده “للعمل معه”، بعد الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب “هناك الكثير من العمل الواجب القيام به لمصلحة كل من الولايات المتحدة والمكسيك”. وعلى الجانب الآخر أكد أوبرادور، أنه يريد إقامة علاقات “صداقة وتعاون” مع الولايات المتحدة.

ورغم التصريحات الإيجابية لكلا الطرفين، إلا أن خبراء ومحللون يتوقعون أن تبقى العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة معقدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اتفاقية التجارة الحرة

تربك اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية “نافتا” التي تجري المكسيك وكندا حاليا مفاوضات جديدة بشأنها مع الولايات المتحدة، الآفاق الاقتصادية للبلاد.

وترى المكسيك، ثاني اقتصاد في أمريكا اللاتينية، أن من الضروري التوصل إلى اتفاق إذ أن ثمانين بالمئة من الصادرات المكسيكية تتوجه إلى الولايات المتحدة شريكتها التجارية الرئيسية. وستستأنف المفاوضات في يوليو على أن تستمر حتى 2019.

وقالت شركة “أوراسيا غروب” الاستشارية في مذكرة إلى زبائنها إنه “للتوصل إلى اتفاق، يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى موقفا أكثر ليونة وأن تتخلى عن بعض من مقترحاتها الخلافية”.

ربما يعجبك أيضا