“الغالي متروك”..حمى ارتفاع الأسعار تشعل حملات المقاطعة من المغرب للخليج

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

اجتاحت حملات المقاطعة عددًا من البلدان العربية، بسبب غلاء الأسعار، فيما دشنت مواقع التواصل الاجتماعي عددًا من الحملات عبر “فيس بوك” و”تويتر”، ولقيت صدى واسع وكبير في تلك الدول.

أزمة اللبن في السعودية

وضرب الغضب من ارتفاع الأسعار هدفًا جديدًا وحيويًا في السعودية وهو “اللبن”، جراء رفع شركة “المراعي” لأسعار منتجاتها.

وقالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أمس الأربعاء، إن أكبر شركة ألبان في السعودية أصبحت هدفًا للمقاطعة من قبل المواطنين بسبب تذمرهم من “أعباء إعادة بناء الاقتصاد”.

وأشارت إلى انطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تتداول صورا لمشروب لبن رائب وعليه علامة “إكس” باللون الأحمر، وعبارة تقول “دعها تحمض” بعد أن رفعت الشركة سعر لتر اللبن بنحو ربع ريال.

وقالت الشركة في بيان لها إنها رفعت الأسعار لأن كلفة الإنتاج ارتفعت بعد أن قطعت الحكومة عنها دعم الطاقة وفرضت رسوما جديدة على العمال الوافدين.

من جانبه دعا الصحفي السعودي بندر عطيف إلى مقاطعة منتجات “المراعي” في تغريدة على تويتر، منتقدًا فيها “الشركات الجشعة”، التي تستهدف” دخل المواطن البسيط”.

وبدأت الشركة اعتبارًا من أمس الاثنين في رفع أسعار منتجات الحليب والألبان الطازجة بنسب متفاوتة تتراوح بين 5 إلى 9 %.

 

وتعمل المراعي التي تأسست عام 1976 في صناعة منتجات الألبان والعصائر الطازجة وتسويقها في المملكة ودول الخليج ومن بين كبار مساهمي الشركة مجموعة صافولا التي تحوز حصة نسبتها 36.5 بالمئة.

وتعد المراعي أحدث الأهداف التي أصابها غضب المستهلك، فقبل أيام قليلة كانت شركة الكهرباء السعودية هدفا آخر بعد أن ارتفعت فواتير الاستهلاك بالتزامن مع حر الصيف إلى الضعف أو إلى ثلاثة أمثال الكلفة المعتادة في بعض الحالات.

وذكرت صحيفة “عكاظ” السعودية أن “أعدادًا كبيرة من العملاء كانوا يسجلون الشكاوى” في مكاتب المؤسسة، ما جعل الشركة “حديث المدينة”.

مقاطعة اللحوم في السودان

وأطلق سودانيون حملة لمقاطعة شراء اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها بشكل يرونه غير مبرر. وبدت محال البيع خالية من الزبائن، في وقت يراهن فيه كثيرون على أن الحملة ستؤتي ثمارها.

فقد أدى ارتفاع أسعار اللحوم في السودان بنسبة 100% إلى عزوف المستهلكين عن شراؤها، لذلك أطلقوا حملة شعارها “الغالي متروك”، مع العلم أن السودان يملك 220 مليون رأس من الماشية، لكن هذا العدد الضخم من الثروة لم يشفع للمواطنين من ارتفاع اللحوم حيث ارتفع سعر كيلو لحمة الضأن إلي (١٦٠) جنيها مقارنة بـ( ٤٠) جنيهاً قبل حدوث الأزمة الاقتصادية بينما سجل سعر كيلو الأبقار ١٤٠جنيهاً.

 الغلاء يضرب المغرب

والمغرب سبقت السعودية والسودان في حملات المقاطعة عبر دعوات انطلقت الشهر قبل الماضي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسط صمت وارتباك حكوميين.

وشملت الحملة، التي بلغت أوجها الشهر الماضي، منتجات ثلاث شركات كبرى هي “أفريقيا” لتوزيع الغاز والوقود، وهي تابعة للملياردير عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري المقرب من القصر الملكي، وماء “سيدي علي” الشركة المصنعة والموزعة للمياه المعدنية التابعة لمريم بن صالح شقرون رئيسة جمعية المقاولات المغربية، وشركة “سنطرال دانون” لمنتجات الحليب.
 

وسائل الإعلام الرسمية وتلك التابعة لها تجاهلت الحملة منذ يومها الأول. غير أن الحدث تصدر الصفحات الأولى للصحف المستقلة الورقية والإلكترونية على حد سواء. وانتشرت هاشتاغ #خليه_يريب و #مقاطعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما انتشرت أخبار المقاطعة لتصل الصحافة العربية والدولية.

وردا على دعوات مقاطعة سلع ثلاث شركات كبرى – غير حكومية – خرج وزير المالية والاقتصاد للدفاع عنها في تصريحات مثيرة داخل البرلمان، إذ وصف مقاطعي تلك المنتجات الاستهلاكية بـ”المداويخ”. أما مدير التسويق لشركة توزيع الحليب فذهب إلى أبعد من ذلك واعتبر الانخراط في المقاطعة “خيانة للوطن”، مما جر عليه وعلى شركته وابلا من الانتقادات اضطر معها إلى نشر اعتذار للمغاربة عن فلتة لسانه بعد ثلاثة أيام.

وما أن انتهى الأسبوع الأول على انطلاق حملة المقاطعة حتى بدأت تبرز للعيان آثارها السلبية. إذ وردت أخبار عن أن شركة “سنترال دانون” شرعت في التخلص من ملايين اللترات من حليب الأبقار. كما لوحظ أن مبيعات شركة توزيع الغاز والوقود تراجعت وانتشرت صور فوتوغرافية لمحطات الوقود التابعة لشركة “أفريقيا” خالية من السيارات والشاحنات.

كما انخفضت بشكل كبير مبيعات الشركة الموزعة لقنينات ماء “سيدي علي” بل إن أصحاب المقاهي والمحلات التجارية الصغرى باتوا يرفضون عرضها بسبب قلة الطلب عليها وتفاديا لاستفزاز جمهور المقاطعين.

وفي بورصة الدار البيضاء سجل سعر أسهم شركتي “سنترال دانون” و”أفريقيا” انخفاضا بنسبة %5.69 و%5.97 على التوالي بداية الأسبوع الماضي. وقال موقع “المغرب 24” الإلكتروني إن مقاطعة المغاربة لمنتجات شركة الوقود “أفريقيا للغاز” يكلفها خسارة بنحو 150 مليون دولار يوميا، علما أنها هي الشركة الأكبر من نوعها والأكثر انتشارا في المغرب.

ربما يعجبك أيضا