العلاقات الأردنية السورية.. هل يشكل معبر نصيب مفتاح التقارب؟

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق
 
عمّان – مع عودة الجيش السوري إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد سنوات من سيطرة المعارضة عليه، وإعلان تأمين طريق دمشق عمان الدولي، باتت أجواء التقارب الرسمي بين البلدين أوفر حظًا من أي وقت مضى.
 
وتشكل سيطرة النظام السوري على المعبر أهمية خاصة لدمشق ومثلها لعمّان، لما يمثله من ممر استراتيجي وبوابة تجارية كانت لا تهدأ قبل اندلاع الأحداث عام 2011.
 
واليوم الأحد، أعلن الأردن جاهزية المنطقة الحرة السورية الأردنية للعمل بها في حال صدور قرار رسمي بذلك، فيما يترقب رجال الأعمال والمستثمرين مثل هذا القرار في أقرب وقت ممكن.
 
وقال مدير عام المنطقة الحرة السورية الأردنية خالد الرحاحلة -في تصريح لرؤية- “المنطقة جاهزة للعمل، ولدينا كوادرنا وهي أيضا على أتم الاستعداد للبدء بالعمل واستقبال حركة الصادرات والواردات”.
 
قبيل الأزمة، كانت أكثر من ألف شاحنة تعبر الأراضي السورية يوميًا، وأمست شريان اقتصاد رئيسي للمملكة تغذي بضائعها دول سوريا ولبنان وأوروبا وتركيا، وبالطبع كانت الفائدة مشتركة لكلا البلدي
 
وبحسب الرحاحلة، فقد بدأ المستثمرين الأردنيين، بالتواصل مع إدارة المنطقة وكذلك تجار سوريين، لمعرفة ما إذا كانت المنطقة الحرة ستعود للعمل كما كان في السابق.
 
يقول ” الجميع يتطلع لعودة العمل بعد استقرار الأوضاع الأمنية، ومع إعلان تأمين طريق دمشق عمّان الدولي فإن الآمال كبيرة، بعد جمود الحركة بشكل تام عقب سيطرة المجموعات المسلحة على المعبر من الجانب السوري”.
 
نصيب.. مفتاح التقارب
 
في الفترة التي سبقت إعلان الجيش السوري بدء العملية العسكرية في مناطق الجنوب المحاذية للأردن، انخفضت حدة التوتر في العلاقات الرسمية بين عمّان ودمشق، وزادت الأنباء حول وجود تعاون رسمي وتنسيق متواصل بين الجانبين سيما في الملف الأمني والعسكري.
 
ويرى مراقبون أن فتح معبر نصيب وتأمين طريق دمشق عمّان الدولي، ستكون مفتاح تقارب العلاقات بين البلدين والتي أصابها الحبور طوال سنوات الأزمة السورية، وقلل البلدين على إثرها من مستوى تمثيلهما الدبلوماسي بعد طرد سفير دمشق من عمان بهجت سليمان.
 
وثمة العديد من الأسباب تدفع باتجاه إحياء العلاقات من جمودها، وفي جميعها تنصب المصلحة للجارتين، فعودة العلاقات بين عمّان ودمشق ستخرج الأخيرة من عزلتها العربية، وسيخرج الأردن معها بالطبع من أزمته الاقتصادية على أقل تقدير.
 
قبل أشهر، جمع لقاء رسمي رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة والقائم بأعمال السفارة السورية في عمان، وهو خطوة متقدمة مثلت من وجهة نظر مراقبين بداية التوافق والتقارب.
 
وخرج اللقاء حينها بتصريحات من كلا الطرفين كانت لافتة باتجاه انتقال التقارب من الإطار الشعبي الذي يمثله مجلس النواب إلى الإطار السياسي والدبلوماسي الحكومي، وكانت كذلك المرة الأولى التي يخرج فيها مسؤول أردني بهذا الحجم يبارك تقدم الجيش السوري وانتصاراته على المجموعات الإرهابية.
 
والتقارب بين دمشق وعمّان، يراه طيف واسع من المسؤولين الأردنيين ضرورة اقتصادية أمنية اجتماعية إذ لا يمكن للأردن أن يقيم علاقات إقليمية متوازنة دون سوريا، كما لا يمكن لدمشق إحياء نفسها في ظل العزلة الدولية من دون عمّان.
 
ويتوقع مراقبون، أن تقود روسيا في المرحلة المقبلة التقارب الرسمي بين البلدين، وهو أمر لن يكون عسيرًا على موسكو، من خلال مجموعة النقاط التي تملكها، بدءًا من دوره باتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري ومرورًا بقوته العسكرية التي ساهمت بالسيطرة على معبر نصيب.
  

ربما يعجبك أيضا