الأردن وسيناريو زلزال مدمر.. جاهزية الدولة بقياسات ريختر

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق
 
عمّان – باتت المخاوف من وقوع زلزال مدمر في المنطقة، حديث الأردنيين، بعد سلسلة هزات أرضية شهدتها منطقة بحيرة طبريا، فيما بدأت أجهزة الدولة الرسمية حملات توعية وإرشاد لجمهور المواطنين حول كيفية التصرف حال وقوع زلزال.
 
ووفق المرصد الأردني للزلازل فقد شهدت منطقة بحيرة طبريا خلال الأيام الفائتة، عاصفة هزات غير مسبوقة ونشاط زلزالي من النوع القليل، بدأت بقوة 4.2 درجات، وبلغت قوة أعلاها 4.7 درجات على مقياس ريختر.
 
وقال مدير المرصد محمود القريوتي -في تصريح لرؤية- إن معظم محطات الرصد سجلت هذه الموجات من الزلازل، مشيرًا إلى أن النشاط الأخير من النوع قليل الحدوث.
 
ويمتلك المرصد 18 محطة موزعة على جميع محافظات المملكة، تقدم تقريرها للجهات المعنية بشكل يومي، وبالتحديد لمديرية الدفاع المدني والمركز الوطني لإدارة الأزمات.
 
وتاريخ الزلازل في المنطقة والأردن تحديدًا، شحيح بمعلوماته، غير أن المدون منها والتي أحدثت أضرارًا كبيرة وسقط فيها ضحايا، كانت عام 1837 وزلزال عام 1929، واللذين تسببا بوفاة نحو 5 آلاف شخص في كل من الأردن وفلسطين.
 
كما وقع زلزال مدمر عام 1995، سمي بزلزال خليج العقبة وبلغت قوته 6.2 درجات وراح ضحيته 8 قتلى وعشرات الجرحي، فيما سجل مرصد الزلازل هزة أرضية عام 2004 بلغت قوتها 5.2 درجات كان مركزها البحر الميت وشعر بها جميع سكان المملكة.
 
وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بوقوع زلزال مدمر مستقبلًا -وفق مدير مرصد الزلازل الأردني محمود القريوتي- إلا أن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في البلاد أعلن عن خطة وطنية لمواجهة هذا السيناريو حال وقوعه.
 
ووفْق القائمين على المركز، تم إقرار الخطة نهاية عام 2016، لكن لم توضح تفاصيلها وإعدادها في حال وقع زلزال بدرجات مدمرة في ظل إمكانات محدودة.
 
 
 
الجاهزية أمام السيناريو الأسوأ
 
سبق للقائمين على مرصد الزلازل الأردني أن انتقدوا جاهزية الدولة وغياب خطتها في حال وقوع زلزال مدمر، وأشاروا إلى “عدم تقدير” الجهات الرسمية جهود الباحثين في مجال الزلازل الطبيعية والكوارث.
 
وقبل نحو عامين، حذّر المرصد من أنّ “وضع الأردن الزلزالي صعب وخطير” وأن الدراسات التاريخية تشير إلى احتمالات وقوع زلازل “في أي لحظة،” وبقوة تزيد عن ست درجات.
 
وقدم دراسة تحذيرية توقع فيها وقوع زلزال مدمر قد يصل عدد ضحاياه إلى 10 آلاف شخص في العاصمة عمان فقط، من دون تحديد موعد دقيق لذلك قائلًا “المنطقة معرضة لزلزال في أي لحظة قد يكون بعد ساعة أو بعد أسبوع أو بعد عشر سنوات.”
 
في دراسة سابقة أعدتها كلية الموارد الطبيعية والبيئة في الجامعة الهاشمية، أظهرت النتائج أن تعرض المدن والبلدات الأردنية لزلزال بقوة 6.5 درجات، سيؤدي إلى حصول كارثة انهيارات كلية وجزئية في ربع عدد المباني القائمة.
 
وتطرقت الدراسة إلى عدم تحقيق غالبية المباني الحالية في معظم أنحاء المملكة متطلبات الحد الأدني من مقاومة الزلازل، إضافة إلى عدم جاهزية المنشآت والبنى التحتية.

ربما يعجبك أيضا