هل يحضر “أردوغان” صهره خليفة له؟

يوسف بنده

رؤية
 
لم يكن كثير من الشعب التركي يعلم عن اسم أو دور ذلك الشاب اليافع من مواليد 1978 قبل أن يظهر فجأة تحت الأضواء وإذا به أحد مراكز القوى في مؤسسة الحكم التي يقودها أردوغان ويمارس فيها بعض من أفراد عائلته أدوارا غامضة خاصة في قطاع النفط وهو ما أثبتته التسريبات التي نشرت في العام 2013 واتهمت فيها جماعة فتح الله كولن بأنها وراءها.
 
تحصيله الجامعي في دراسة الأعمال أهله لكي يعمل في شركة شاليك القابضة في العام 1999 ثم ليشغل موقع مديرها المالي في مكتب نيويورك في أثناء دراسته للماجستير في الولايات المتحدة في العام 2002 وواصل عمله في هذه المؤسسة حتى أصبح مديرا لها في تركيا في العام 2007 ثم ليصبح الرئيس التنفيذي لشركة شاليك – البيرق القابضة حتى العام 2013 ثم لينتقل بعدها إلى عالم السياسة وليصبح عضوا في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية في العام 2013 ثم وزيرا للبترول والثروات الطبيعية في حكومة أحمد داوود أوغلو 2015.
 
تزوج البيرق من إسراء أردوغان، الابنة البكر للرئيس التركي، ويبلغ من العمر 40 عامًا ويتولى منذ 2015 وزارة الطاقة، وشهدت مسيرته صعودا قويا في السنوات الاخيرة.
 
صعود
 
الصعود الصاروخي والمفاجئ لهذا الشاب المغمور كانت تسنده العلاقة العائلية فهو الصهر المقرب للرئيس الذي تزوج من ابنته إسراء في العام 2004 وله منها ثلاثة أطفال.
 
يعتبر البيرق الذراع اليمنى لأردوغان وهو شخص موثوق به ويمارس نفوذه على نطاق أوسع في تركيا. فعلى سبيل المثال، ومن خلال شركة خطوط أنابيب نقل البترول التركية (بوتاش)، يُعتقد أن البيرق قد أمّن بعض العطاءات الحكومية لرجال الأعمال ممن لهم علاقات وثيقة مع أردوغان.
 
وتفيد التقارير أن البيرق قد استفاد بشكل شخصي من صفقات قطاع الطاقة. فعلى سبيل المثال، وفقا لموقع “خبر 7” الإخباري، انتشرت المزاعم بأن البيرق يمتلك شركات لها أسهم في شركة “آيه آر إنرجي”، التي يملكها زيا إيلجن، زوج شقيقة الرئيس. وبالاستفادة من الدعم السياسي، تم منح هذه المؤسسة قدرة التعاقد مع شركة نفط الدولة الأذربيجانية (سوكار) من خلال شركة بوتاش.
 
رئيس وزراء غير معلن
 
وفي بلاد اعتبر فيها آخر رئيس وزراء بن علي يلديريم أحد منفذي سياسة أردوغان الأوفياء، غالبا ما يُنظر إلى البيرق، صاحب الشخصية الجذابة والخطيب المفوه والمتمكن من اللغة الإنجليزية، على أنّه ثاني أقوى رجل في البلاد.
 
“الصهر”، كما يدعوه معارضو أردوغان منددين بنوع من محاباة الأقارب، يرافق الرئيس في تنقلاته المهمة ويشارك في الاجتماعات الحساسة.
 
وفي مؤشر يدل على مدى التقارب بين الرجلين، كان البيرق يمضي عطلة مع أردوغان في جنوب غرب تركيا عندما حصلت محاولة الانقلاب ليل 15 يوليو.
 
ورافق البيرق ليل 16 يوليو أردوغان في الطائرة التي نقلت الرئيس إلى إسطنبول في رحلة محفوفة بالمخاطر بالتزامن مع تحليق طائرات منفذي محاولة الانقلاب في الأجواء التركية.
 
وفي وزارة الطاقة سنحت للبيرق فرصة التواصل مع الحكومات الأجنبية ولا سيما روسيا وإسرائيل اللتين تجري معهما تركيا مفاوضات حول مشاريع كبرى في مجال الطاقة.
 
وفتح له ذلك المجال للاضطلاع بدور كبير الدبلوماسيين في تركيا. وتوجت المصالحة التركية الإسرائيلية في 2016 بلقاء بين البيرق ووزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز.
 
إلا أن البيرق تعرض لانتقادات حادة، أبرزها خلال الأزمة بين أنقرة وموسكو بعدما أسقطت الطائرات التركية مقاتلة روسية عند الحدود السورية في 2015، واتهام روسيا الدائرة المقربة من البيرق وأرودغان بالتورط مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في عمليات تجارة النفط.
 
ونفى أردوغان ومسؤولون أتراك بشدة تلك الاتهامات. وتم تناسي كل ذلك بعد عودة الحرارة إلى العلاقات التركية الروسية، وظهر البيرق وتعلو وجهه ابتسامة كبيرة خلال توقيع اتفاق ثنائي لبناء خط أنابيب نقل الغاز “ترك ستريم” في أكتوبر 2016.
 
وزيرًا للمالية
 
وبعد أن استحوذ على سلطات تنفيذية واسعة، عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صهره على رأس وزارة جديدة استُحدثت عبر دمج حقيبتي الخزانة والمالية لتصبح خزائن الدولة كلها خاضعة لسيطرته.
 
وانتقل بيرات البيرق صهر أردوغان من وزارة الطاقة ليصبح وزيرا للخزانة والمالية.
 
خليفة
 
تتزايد يوميا دلالات النظرية القائلة إن الرئيس التركي رجب طيب أردغان بعد صهره بيرات البيرق لخلافته.
 
وأصدر الرئيس التركي، مرسومًا رئاسيًا، أمس الأحد، بإعادة هيكلة مجلس الشورى العسكري الأعلى لتصبح غالبية أعضائه من المدنيين، كما أصدر قرارًا بتعيين صهره وزير المالية في مجلس الشورى العسكري الأعلى.
 
ورأي المحللون الأتراك أن أردوغان الذي لا يبالي بالاتفاع القياسي لمؤشر العملات الأجنبية يعد البيرق لخلافته عقب منحه عضوية مجلس الشورى العسكري.
 
وكان رد الفعل المباشر لإعلان تعيين الرئيس صهره في منصب وزير المالية ظهر في شكل هبوط لليرة التركية بحوالي 2.00 في المئة مقابل الدولار الأمريكي.
 
ومُنح وزير التعليم ضياء سلجوق أيضا عضوية مجلس الشورى العسكري مثل البيرق.
 
وسيجتمع مجلس الشورى العسكري على الأقل مرة سنويا بناء على دعوة من نائب الرئس الذي لم يعين بعد من قبل أردوغان، وسيجتمع الرئيس بمجلس الشورى وقت الحاجة.
 
وقبيل تغيير نظام الحكم في تركيا كان مجلس الشورى العسكري الذي يتخذ كل القرارات المهمة المتعلقة بالجيش التركي يجتمع برئاسة رئيس الوزراء.
 
وفي تعليق منه على القرارت الأخيرة أفاد المحام التركي كامل تكين سوارك أن أردوغان يعد صهره لخلافته.
 
واعتبر سوراك أن الرئيس أردوغان لا يمكن أن يعتمد شخصا آخر إذا فكر في التخلي عن السلطة غير صهره البيرق.
 
وكان من أبرز التعديلات الوزراية التي أتت بها الحكومة الجديدة اختيار بيرات البيرق، صهر أردوغان، لحقيبة الخزانة والمالية بينما كانت الأنظار تتجه إلى محمد شيمشك، وزير المالية الأسبق الذي كان من أكثر من تولوا هذه الحقيبة تبنيًا لسياسات صديقة لمؤسسات الأعمال، ما أثار مخاوف هبطت بالعملة التركية بحوالي 2.00 في المئة مقابل الدولار الأمريكي.

ربما يعجبك أيضا