الأقصى يطلق النفير العام أمام قطعان المستوطنين

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

في خطوة غير مسبوقة اقتحم مئات المستوطنين اليهود باحات مسجد الأقصى وسط حراسة مُشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تزامنًا مع دعوات أطلقتها “منظمات الهيكل” لأنصارها إلى أوسع مشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى، لتشتعل ساحات المسجد الأقصى وسط دعوات من القوى والمؤسسات المقدسية والفصائل الفلسطينية للتصدي لتلك الاقتحامات بالتواجد والاحتشاد داخل باحات المسجد الأقصى دفاعًا عنه أمام قطعان المستوطنين.

اقتحامات مُوسعة

اقتحم نحو 1000 مستوطن منذ صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى بقيادة النائب بالكنيست المتطرف يهودا جيالك، وسط حراسة مُشددة من قوات الاحتلال، التي قامت باعتقال عددًا من الفلسطينيين ومنعت مسؤولين أخرين من الدخول إلى باحاته، بحسب تصريحات دائرة الأوقاف في القدس المحتلة.

ووفقا لمصادر إعلامية، فإن قوات الاحتلال قامت بإغلاق باب المغاربة بعد اقتحام أكثر من 200 مستوطن ، وأغلقت العديد من شوارع القدس خاصة محيط البلدة القديمة للتسهيل على المستوطنين اقتحام القدس القديمة والتوجه إلى باحة حائط البراق.

كان المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بشكل متكررويومي ولكن بأعداد محدودة وبحراسة من قوات الاحتلال، إلا أن الاقتحامات المُوسعة اليوم تنذر بتفجر الأوضاع ،لاسيما بعد اعتقال عددًا من الفلسطينيين والمُرابطين وما يشهده قطاع غزة في وجه مدافع الاحتلال الدامية.

يذكر أن تلك الأعداد قامت باقتحام الأقصى العام الماضي تزامنًا مع ذكرى” خراب الهيكل” وسط إدانات واسعة لانتهاك أبرز المقدسات الدينية من قبل المستوطنين بحراسة الاحتلال.

خراب الهيكل

يأتي الاقتحام تزامنًا مع الدعوات التي أطلقتها ما تسمى “منظمات الهيكل” عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنصارها من المستوطنين إلى أوسع مشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى، في ذكرى ما يطلقون عليه ” يوم الحداد اليهودي” أو “خراب الهيكل” الذي بدأ بالأمس .

وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن أعدادًا كبيرة من المستوطنين دخلوا  باحة حائط البراق طوال ساعات الليلة الماضية، وخرجوا بمسيرات متعددة ، استهدف معظمها سوق القطانين التاريخى فى شارع الواد والمؤدى بنهايته إلى المسجد الأقصى، وشرعوا بأداء صلوات وطقوس وشعائر تلمودية أمام باب الأقصى من هذه الجهة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.

دعوات وتحذيرات

وفي المقابل، دعت مختلف القوى والمؤسسات المقدسية المواطنين للتوجه إلى المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين، ودعت جموع الشعب الفلسطيني للتواجد والاحتشاد في باحات المسجد الأقصى وإعلاء التكبيرات، فيما أصدرت الفصائل الفلسطينية تحذيراتها من مغبة استمرار اقتحام الأقصى.

كانت حركة فتح قد دعت بالأمس كوادرها والشعب الفلسطيني عامة، لشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، خاصة يوم الأحد لصد مخطط الاقتحام اليهودي وإقامة صلواتهم التلمودية في المسجد الأقصى.

ودعا المتحدث الرسمي لحركة فتح أسامه القواسمي جميع أبناء الشعب الفلسطيني الذين يستطيعون الوصول للقدس والمسجد الأقصى، إلى التوجه فورًا لتلك الأماكن وإحباط تلك المحاولة العنصرية التي تنتهك أحد أقدس المساجد والأماكن المقدسة للمسلمين.

من جهتها، حذرت حركتي الجهاد الإسلامي و حماس من استمرار اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، والذي قد ينذر بتفجير الأوضاع من جديد في وجه الاحتلال، مُعتبرة ما حدث اليوم من اقتحام مئات المستوطنين عدوانًا جديدًا على الشعب الفلسطيني.

وبدوره، طالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس بضرورة حماية المسجد الأقصى في وجه الاقتحامات التي تقوم بها عصابات المستوطنين بشكل يومي، والتي وصلت اليوم لأعداد كبيرة.

أما وزارة الخارجية الفلسطينية فنددت بـ”اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى”، وأكدت أن تلك الاقتحامات تأتي “ضمن خطط وسياسات حكومية إسرائيلية لتهويد البلدة القديمة بالقدس ومحيطها وبصورة خاصة المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى”، وطالبت بـ”تحرك عاجل من منظمة التعاون الإسلامي لوقف المخططات المستمرة الهادفة إلى تطويع العرب للقبول بالتغيرات التدريجية التي تُفرض في المسجد الأقصى تمهيدًا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم”.

   

ربما يعجبك أيضا