رسائل السيسي في احتفالية “الجيش”: احذروا فوضى الشائعات ومخططات تفكيك الدولة

إبراهيم جابر

كتب – إبراهيم جابر:
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح أبناء الشعب المصري إلى توخي الحذر من محاولات إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في الداخل المصري، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ماضية في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوي متقدم في جميع المجالات.

ووجه الرئيس المصري خلال احتفالية تخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية، وثورة 23 يوليو 1952، اليوم الأحد، عدة رسائل هامة بشأن الأحداث التي تشهدها مصر، نستعرضها خلال التقرير التالي:

“ثورة يوليو”

قال الرئيس المصري: إن ثورة 23 يوليو غيرت واقع الحياة في أرض مصر وبدأت مسيرة جديدة من العمل الوطني، وأنها امتد تأثيرها ليتجاوز حدود الإقليم وتصل أصداؤها إلى جميع أرجاء المعمورة، لإلهام لشعوب التي طال استضعافها وتهميشها، مشيرا إلى أن الاحتفال بثورة يوليو، يثير مشاعر الفخر والكرامة لاستعادة الاستقرار الوطني واسترداد المصريين لحكم بلادهم بعد زمن طويل من الاستعمار والسيطرة الأجنبية.

وأضاف السيسي -خلال كلمته اليوم- “نحتفل بالذكرى السادسة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة التي غيرت واقع الحياة على أرض مصر وحققت تغيرات جذرية في جميع الاتجاهات لتضع هذا البلد على خارطة العالم السياسية، وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطني لتحقيق آمال شعب مصر العظيم في إحداث تحولات نوعية سياسية واقتصادية واجتماعية”.

وأكد الرئيس المصري أن ذكرى الثورة تذكر المصريين بأسماء الرجال الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم من أجل هذا الوطن الغالي، مكملا: “نذكر اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قائد الثورة الذي اجتهد قدر طاقته للتعبير عن آمال المصريين في وطن حر مستقل تسوده العدالة الاجتماعية، والزعيم الراحل أنور السادات الذي بذل حياته ذاتها في سبيل الحفاظ على الوطن وصون كرامتها وحماية أراضيها والرئيس الراحل محمد نجيب الذي لبى بشجاعة نداء الواجب الوطني في لحظة دقيقة وفارقة”.

وتابع:”إن مصر غنية بأبنائها الأوفياء جيلا بعد جيل يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة وإن هذه الراية لم تنتكس أبدا بإذن الله وبفضل عزيمة هذا الشعب وأصالته”.

“فوضى الشائعات”

وأوضح السيسي أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية تحديا ربما يكون من أخطر التحديات التي فرضت على الدولة في تاريخها الحديث وهو محاولة إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في الداخل المصري وسط موجة عاتية من انهيار الدول وتفكك مجتمعاتها في سائر أنحاء المنطقة.

قال الرئيس السيسي: إن مصر واجهت خلال الثلاثة أشهر الماضية فقط نحو 21 ألف شائعة، لافتا إلى أن الهدف من هذه الشائعات هو إثارة البلبلة ونشر الفوضى وعدم الاستقرار وصناعة الإحباط وفقدان الأمل بين الشعب، وتحريك الشعوب لتدمير بلادها من الداخل، محذرًا من أخطر تحد واجه المنطقة وهو تفكيك الدول من الداخل.

“تفكيك الدول”

واستطرد: “الخطر الحقيقي الذي يمر ببلادنا والمنطقة التي نتواجد بها هو خطر واحد فقط، هو تفكيك الدول من الداخل، عن طريق الضغط والشائعات والأعمال الإرهابية، وفقد الأمل والإحساس بالإحباط، كل هذا يحدث بمنظومة رهبية جدًا هدفها تحريك الناس لتدمر بلادهم.

وأكمل السيسي: “تدمير بلادنا مش هيكون غير من جوانا، ونخلي بالنا وننتبه تمامًا، جميع طوائف الشعب تحملت المسؤولية، من جيش وشرطة وشعب، والشعب المصري قدم تضحيات من أبنائه وعلى مستوى معيشته”، ونحن نقدر هذا لكن الفرق كبير بين تضحيات الشعب في سبيل تجاوز الأزمة الاقتصادية وبين تدمير الدولة وإحداث الفوضى، فهذه المعاناة لا تساوي هذه”.

وأردف: “تحت هذا العنوان العريض تأتي جميع التحديات التي نواجهها معا خلال السنوات الماضية من إرهاب وعنف مسلح وحرب نفسية وإعلامية ضارية، وضغوط غير مسبوقة على الاقتصاد الوطني، وقد كان أمامنا عند تولي المسئولية طريقان لا ثالث لهما، فإما مصارحة الشعب بالحقائق الواقعية ومواجهة التحديات بشكل مباشر أو اتباع سياسة المسكنات والشعارات وبيع الأوهام”.

“الانتماء للجيش”

ووجه السيسي كلامه لخريجي الكليات العسكرية، قائلا: “يتزامن الاحتفال بعيد ثورة 23 يوليو مع احتفالنا اليوم بتخريج دفعات جديدة من شباب مصر الأوفياء، أجيال جديدة تواصل مسيرة حماية الوطن متسلحة بالتدريب الراقي والعقيدة القتالية الوطنية، ينضمون لجيش مصر العظيم في مختلف أفرعه لينالوا شرف الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة، تتطلب منكم كامل اليقظة وأعلى درجات الاستعداد”.

وأردف: “أقول لكم في يوم بدء حياتكم العملية أن انضمامكم للقوات المسلحة المصرية شرف لا يضاهيه شرف وواجب وطني عظيم يؤديه أبناء مصر المخلصون الذين يلبون نداء الوطن بكل الإخلاص والقوة، وأن قواتنا المسلحة والشرطة المدنية قدمتا الكثير من التضحيات وتحمل الكثير من الأعباء ولم تتوان يوما عن القيام بواجبها الوطني في أحلك الظروف وأصعب الأوقات”.

وأردف السيسي: “لهذا وضع الشعب المصري العظيم ثقته في قواته المسلحة وشرطته المدنية، يقدر تضحياتها ويفخر بها وستظل العلاقة بين الشعب وأبنائه من القوات المسلحة والشرطة سرا مصريا أصيلا وعهدا أبديا لا ينقطع ، كما يجب أن تعوا جيدا أن المؤسسة العسكرية المصرية تقوم على الولاء الكامل للوطن، وعلى الكفاءة والانظباط والتضحية والفداء”.

وأضاف: “فكونوا على قدر هذه المسؤولية العظيمة وابذلوا أقصى الجهد من أجل مصر، ولا تبخلوا بعطاء في العمل أو التدريب، ضعوا اسم وطنكم أمام اعينكم، وثقوا أن مصر لا تقابل العطاء إلا بالعطاء، وأن هذا الوطن العريق لا ينسي أبناءه المخلصين”.

“بناء الوطن”

ونوه إلى أن الدولة تمضي في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوي متقدم في جميع المجالات، مردفا: “نقوم بتنفيذ برنامج وطني للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل، يراعي محدود الدخل والفئات الأكثر احتياجا، باقصى ما نستطيع من طاقة وإخلاص، ويتيح الفرصة والمناخ الملائم لتشجيع الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتعزيز قيم العلم الحديث ومناهجه في جميع أوجه حياتنا”.

وأكمل: “أجدد العهد معكم بأن تواصل الدولة بذل أقصي الجهد وبأفضل الأساليب والمناهج العلمية، ليس فقط لتشييد المشروعات التنموية الكبري ذات العائد الملموس، ولكن قبل ذلك لبناء إنسان مصري يتمتع بصحة طيبة وتعليم حديث وثقافة راقية، إنسان يستطيع مواجهة تحديات هذا العصر وما يليه، ويستطيع من خلال المخزون الحضاري العميق للشعب المصري تحقيق المعجزات في أقل وقت ممكن”.

ربما يعجبك أيضا