ما بين الطفل وعَلَمه والعجوز واستغاثتها… الأقصى في خطر

دعاء عبدالنبي

رؤية – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – الأقصى في خطر.. الأقصى يناديكم عبارة قالتها سيدة مسنّة عمرها من عمر فلسطين داخل الحرم المقدسي، علّها توقظ الضمائر النائمة.

تكبيرها داخل الحرم كان الأصدق والأوفى للقدس، لتنادي بكل قوتها لشد الرحال إلى الأقصى لتحريره من براثن المحتلين.

وفي مشهد آخر أظهر مقطع فيديو اعتقال قوات الاحتلال لطفلٍ فلسطيني داخل إحدى باحات المسجد الأقصى بسبب رفعه عَلَم فلسطين.

وفي الذكرى السنوية لهدم الهيكل المزعوم، ووسط إدانات أردنية وفلسطينية، استباح عدد غير مسبوق من المستوطنين في يوم واحد، الحرم القدسي الشريف الذي يحتضن بين جنباته المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، في القدس المحتلة، تحت حراسة مشددة من قبل شرطة ورجال المخابرات الإسرائيلية.

جاء هذا الحضور الذي تجاوز 1300 متطرف يهودي، تلبية لما تسمى بـ”منظمات الهيكل” التي دعت عبر مواقعها الإعلامية والتواصل الاجتماعي أنصارها وجمهور المستوطنين إلى أوسع مشاركة في اقتحامات الأقصى لإقامة طقوس وصلوات تلمودية، في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم، ما الهدف من وراء ذلك؟؟

ويبين الكاتب و المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أن المرحلة الأولى في المشروع السياسي الصهيوني المستهدف للأقصى بالتقسيم الزماني تم إنجازها والآن مرحلة التقسيم المكاني حيث تجري محاولات حثيثة للسيطرة على القسم الشرقي من المسجد الأقصى باب الرحمة ومقبرة باب الرحمة… باب الرحمة يعتبره المتطرفون وغلاة المستوطنين الباب القديم والمستقبلي للهيكل المزعوم.

ويوضح عبيدات، أن الاقتحامات التي تمت في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل والتي بلغ مجموعها في الفترتين الصباحية وما بعد الظهر 1336 متطرفا، مارسوا العربدة والبلطجة والاستفزاز والتعدي على التجار والصحفيين والمصلين في منطقة باب القطانين والعديد من أبواب الأقصى.

ويبين عبيدات، أن الهدف من كل هذه الاقتحامات، هي بروفات لتطويع العقل الفلسطيني والعربي والإسلامي للقبول بعمليات الاقتحام كشيء طبيعي يمهد للتقسيم المكاني وتشريعه وبما يغير من الطابع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى ليصل الأمر إلى حد هدم المسجد القبلي وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم.

وأعلن الأردن، أمس تقديم مذكرة لإسرائيل، احتجاجا على الانتهاكات التي تعرض لها المسجد الأقصى. وقالت وزيرة الإعلام المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات- في بيان، بثته الوكالة الرسمية- �إن سفارتنا في تل أبيب قدمت مذكرة احتجاج دبلوماسية لوزارة الخارجية الإسرائيلية صباح أمس تُعبّر عن إدانة المملكة الشديدة لهذه الانتهاكات، وطالبت بوقفها فورا .

وأدانت غنيمات -في البيان ذاته- ما وصفته بـ”الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة ضد الأقصى المبارك، خصوصاً الاقتحامات الاستفزازية للمتطرفين والمستوطنين التي جرت أمس بأعداد كبيرة إلى باحات الحرم القدسي الشريف بحماية الشرطة الإسرائيلية”.

واعتبرت أن ذلك يمثل “انتهاكا لالتزامات إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

ونددت الخارجية الفلسطينية بالاقتحامات، وقالت في بيان لها: إن تلك الاقتحامات تأتي ضمن خطط وسياسات حكومية إسرائيلية لتهويد البلدة القديمة بالقدس ومحيطها وبصورة خاصة المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى.

وأضافت، أن تلك السياسات تأتي ترويجا لقرارات سياسية إسرائيلية خطيرة تمس بالمسجد الأقصى ومكانته.

وطالبت بـتحرك عاجل من منظمة التعاون الإسلامي لوقف المخططات المستمرة الهادفة إلى تطويع العرب للقبول بالتغيرات التدريجية التي تفرض في المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم . وقالت: إن هذا التحرك يجب أن يكون بالأفعال وليس الأقوال.

وأدانت حركة حماس عملية اقتحام معتبرةً أن ذلك يأتي في إطار سياسة الحرب الدينية المنظّمة والمُمنهجة التي تديرها حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة والإدارة الأمريكية، وقالت، في بيان، تلك السياسات تستهدف الوجود والهوية الفلسطينية والإسلامية.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي: إن الاقتحامات ستؤدي إلى تصعيد كبير سيصل إلى كل مكان.

ربما يعجبك أيضا